الأقباط متحدون - زواج بقرار بابوي (1 )
  • ٠٧:٥٠
  • الخميس , ١٩ اكتوبر ٢٠١٧
English version

زواج بقرار بابوي (1 )

أشرف حلمي

مساحة رأي

٥٢: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٩ اكتوبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية

 أشرف حلمي  

سر الزيجة هو أحد الأسرار الإلهية المقدسة فى العديد من الكنائس منها الكنيستان القبطية والكاثوليكية له طقوس وشروط طبقًا لقوانين ولوائح كل كنيسة على حدة كما جرى العرف أن يتم الزواج بعد تقديم محضر خطوبة بمعرفة العروسين الى الكنيسة، بعد أن يقوم كل من الخطيب والخطيبة بدراسة كل منهما للآخر ورسم مستقبل حياة روحى مشرق لهما وعليه يقرران استمرار الحياة بينهما ويتم تحديد مصير إتمام الزيجة فى يوم العرس ويقوم الكاهن بصلاة الإكليل فى الكنيسة يتم خلاله سؤال العروسين بالموافقة على الزواج أمام المدعوين وعليه يحرر محضر الزواج وبتوقيع الشهود يتم توثيقه حكوميًا لاحقًا كما يمكن فسخ عقد الخطوبة حال فشلت إتمام الزيجة لأى سبب من الأسباب.
 
ومن المعلوم أن هناك قوانين أخرى لحالات الانفصال والطلاق يعطى الحق للكنيسة بتطليق أحد الطرفين حال كان عن حق طبقًا لما قدمه من مستندات وأوراق حتى يتسنى له شق طريق حياته من جديد حسب ظروفه وهناك العديد من الأسباب التى قدمتها الكنيسة للراغبين فى إنهاء حياتهم الزوجية منها الزواج الذى قام على غش أو الخيانة الزوجية على سبيل المثال.
 
فيما اختلفت كل من الكنيستين القبطية والكاثوليكية فى زواج الأسقف بإيبارشية، فحسب الواقع الذى نعيشه ونعرفه خاصة أقباط المهجر أن الأساقفة الكاثوليك والكرادلة لا يتزوجون إيبارشياتهم ويحق لهم التنحى عن رئاستها كما يحق لمجمعهم إقالتهم لأسباب منها على سبيل المثال اتهامهم فى قضايا تخص الأخلاق والشرف أو ثبت عليهم أخطاء جسيمة فى حق رعيتهم أو الإخلال بقوانين ودساتير كنيستهم حتى القيادة العليا لها المتمثّلة فى بابا روما ينطبق عليه نفس الشروط، وخير دليل على ذلك هو استقالة خمسة بابوات فقط فى تاريخ الكنيسة أحدهم ما بين القرون الحادى عشر والخامس عشر وأربعة بابطوات آخرين استقالوا فى الفترة ما بين القرن الثالث والقرن الحادى عشر الميلادي وكان آخر البابوات المستقيلين البابا بندكت السادس عشر فى عام ٢٠١٣ م نظرًا لظروفه الصحية.
 
أما فى حالة كنيستنا القبطية فالبابا يتزوج البطريركية كذلك الأسقف يتزوج الإيبارشية ولن يفرق بينهما سوى انتهاء حياتهم على الأرض ففى عصرنا الحديث تعرضت كنيستنا القبطية الأرثوذكسية للعديد من الصدمات خاصة بعد انتشارها فى جميع دول العالم فى عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وأصبح عدد الأساقفة أكثر من ١٠٠ أسقف وتوالت فى عهد البابا تواضروس الثانى ما أدى الى ارتفاع الأصوات التى تنادى بتغيير لوائح اختيارهم دون جدوى، فنرى عند سيامة أسقف ما تبدأ بترقية الراهب إلى قمص مسبقًا بعد ترشيحه من مجموعة من الأساقفة والمطارنة لنيل بركة الأسقفية على أن تتم طقس الصلاة على الزى الأسقفى بمشاركة أساقفة المجمع المقدس فى عشية قداس الرسامة والتى تعد ( إعلان خطوبته لإيبارشية ما ) ومن ثم ينال درجة الأسقفية فى القداس الإلهى فى اليوم التالى ( إكليل الزواج ) فيما عدا الأساقفة العموم حتى يحين تجليسهم على إيبارشيات لاحقًا.
 
ولنا فى الحديث بقية.. وأخيرًا أود أن يتقبل منى كل من يهمه الأمر مقالى هذا بصدر رحب وأيضًا يتقبل الاعتذار إن أخطات فى أى من معلوماتى المحدودة فى هذا الشأن الكنسى بصفتى أنا العبد الخاطئ أحد أبناء القديس العظيم مار مرقس وكنيستى القبطية الأرثوذكسية التى أعتز وأفتخر بها وأغير عليها مقدمًا مطانية الحب والتواضع لقداسة البابا تواضروس الثانى وشركائه فى الخدمة الرسولية أساقفة المجمع المقدس.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع