هذه هى إرادة الله : قداستكم

 

قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله عن "القداسة" وضح لنا معنى القداسة وكيف نعيشها ، القداسة تعنى السير فى طريق الله والاشتياق الدائم الى حياة روحية أفضل ، القداسة نعمة يمنحها الله للإنسان من خلال حياته و جهاده الروحى ، القداسة هى شىء نعيشه وهى الوضع الأصيل للبشر فهكذا خلق الرب آدم وحواء فى حالة القداسة لكن الخطية لما دخلت الى العالم أفقدت الإنسان هذه النعمة ، القداسة تعنى حالة جهاد مستمر ومتواصل فى حياتنا الروحية ، فإذا قاد الجسد حياة الإنسان يتعرض للسقوط ، أما الروح عندما تقود حياة الإنسان فإنه يستمر فى النمو والارتفاع.
 

هناك عدة أمور تجعل الإنسان يعيش حياة القداسة أولا : علم نفسك كيف تكره الخطية ، أن لا تميل للخطية و لا شبه الشر، أن تدرب إرادتك من خلال الأصوام الوقوف أمام الخطية وتقول لا ، ثانيا : أجعل قلبك مثل البيت له باب ليس كل شىء يدخل فيه و لا كل فكرة أو شهوة و لا كل علاقة ، لا تجعل العالم يعيش بداخلك "لا تحبوا العالم ، ولا الأشياء التى فى العالم ، لأن العالم يمضى وشهواته تزول" ولكن ليس معنى هذا أن تكره العالم بل لا تجعله يعيش فيك وينسيك طريق الرب .
 

ثالثا : المحبة التى هى رأس مال المسيحى وهى الوصية الأساسية "أحبو بعضكم بعضا" ، والمحبة ليست بالكلام إنما بالعمل والحق كما يقول القديس يوحنا الحبيب "يا أولادى ، لا نحب بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق!" ، والمحبة تكون من القلب وليس مجاملة ، حب المسيح الذى أحبنا ، والمحبة تعنى شيئين أساسيين أن يكون عندك القدرة أن تسامح الآخر وأن تنسى الإساءة فهو ما فعله الرب يسوع معنا ، رابعا : الوصول للقداسة يقتضى ممارسة الوسائط الروحية التى تربط بينك وبين السماء ، ويكون من خلال الصلاة ، الاعتراف ، التوبة ، التناول ، قراءة الكتاب المقدس ، محاسبة النفس ، الخدمة وأعمال الرحمة .
 

ساعدنى يا الله أن أعيش حياة القداسة أن اكره الخطية من كل قلبى وأن يكون لقلبى باب لا يسع لشىء سواك ، أملأ قلبى بالمحبة لكل الناس ، اجعلنى أعيش وسائط النعمة حتى أصل للقداسة فالسماء غالية ووصولها فيه تعب وجهاد..