الأقباط متحدون - حكايات واعترافات عمرو موسى (3): لولا بطرس غالى فى تشكيل شخصيتى ما أصبحت وزيراً
  • ٢٢:٤٢
  • الثلاثاء , ١٧ اكتوبر ٢٠١٧
English version

حكايات واعترافات عمرو موسى (3): لولا بطرس غالى فى تشكيل شخصيتى ما أصبحت وزيراً

مقالات مختارة | صلاح منتصر

١٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٧

صلاح منتصر
صلاح منتصر

يعترف عمرو موسى أنه منذ كافأه إسماعيل فهمى، وزير الخارجية الأسبق، على «شطارته» وعينه مديراً لإدارة الهيئات الدولية وهى إدارة ضخمة مفروض أن يرأسها مدير بدرجة سفير، بينما كان عمرو بدرجة مستشار وهى درجة صغيرة بالنسبة للمنصب الذى تولاه «فإننى منذ هذه اللحظة (كان قد مضى عليه فى الخارجية 19 سنة) بدأت فى إعداد نفسى لاحتمال أن أصبح وزيراً للخارجية فى يوم من الأيام»

كان هذا عام 1977 وقد مضت أربع عشرة سنة قبل أن يتولى عمرو الوزارة فى يوم 20 مايو 91 وقد أتاحت له الظروف فور توليه الوزارة «أن يذبح القطة» كما يقول التعبير المشهور، فبعد يومين من توليه اكتشف غياب مدير مكتبه وسفره دون علمه وفور عودته استدعاه وقال له أنت سافرت من دون علم وزير خارجيتك والآن تأخذ متعلقاتك من مكتبك وعلى بيتك فوراً. وقد أحدث هذا القرار دوياً قوياً وكان رسالة واضحة للجميع كما يقول عمرو «إن النظام واللياقة والعمل هى القاعدة وأى خرق لها أو لأى من عناصرها سوف يواجه بقسوة».

كانت الدبلوماسية المصرية حتى تولى عمرو مستمدة من الدوائر الثلاث التى حددها جمال عبدالناصر: العربية والأفريقية والإسلامية فعمل عمرو على إضافة دائرة رابعة إليها هى دائرة البحر الأبيض بشاطئيه الشمالى والجنوبى. «استغرق النقاش بينى وبين الرئيس حسنى مبارك وقتاً لا بأس به وعلى فترات. وللأمانة تحمس مبارك لهذا الموضوع فقد كان يرتاح لمثل هذه المبادرات لأنها بعيدة عن المناطق التى يمكن أن تجلب له وجع الدماغ سواء مع الولايات المتحدة أو مع غيرها، وأيد الرجل إدخال الدائرة المتوسطية إلى دوائر السياسة الخارجية»، وقام مبارك فى زيارته للبرلمان الأوروبى فى مدينة ستراسبورج الفرنسية فى نوفمبر 1991 بالإعلان عن الانفتاح المصرى على دول البحر المتوسط، ولاقت الفكرة نجاحاً، عمل «عمرو» على إنجاحها بتكوين «نواة» لدول هذه المجموعة وقد استطاع عقد مؤتمر لها فى الإسكندرية يوم 2 يوليو 1994 ضمت وزراء خارجية عشر دول متوسطية، وبعد ذلك احتضنت برشلونة أول مؤتمر لوزراء خارجية الدول الأوربية فى نوفمبر 95. ويضيف عمرو موسى أنه كانت هناك لحظة مهمة جدا شعر فيها بالفخر عندما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطاب التنصيب يوم 12 يونيو 2014 إلى مصر الفرعونية ميلادا وحضارة، والعربية لغة وثقافة، والأفريقية جذورا ووجودا، والمتوسطية طابعا وروحا، مزيج قلما يتكرر بين بلاد الدنيا (صفحة 301 من كتاب عمرو).

غير ذلك يشير عمرو موسى (ص 306) إلى أنه فى مؤتمر مدريد الذى بدأ أعماله 30 أكتوبر 1991 (بعد خمسة أشهر من توليه) فإنه قال فى كلمته أمام المؤتمر: «إننا نحن المصريين، نحن العرب، أهل تاريخ وأصحاب إسهام فى حضارة هذا العالم».

وكانت عبارة «نحن العرب» جديدة على الأسماع منذ الحصار الذى فرضته الدول العربية على مصر فى أعقاب كامب ديفيد، وأراد موسى ـ كما يقول ـ إعطاء الإشارة بأن مصر عادت للعب دورها القيادى فى العالم العربى وفى الشرق الأوسط على اتساعه. وإن كانت هذه العبارة «نحن العرب»، كما يقول، قد أغضبت الإسرائيليين والأمريكيين وجعلت إحدى الصحفيات الأمريكيات تعلق على هذه العبارة قائلة: تانى! ويضيف موسى: «ولعلى لا أكون مغالياً أنه منذ هذه اللحظة بدأت شبكات الرصد لكل تصريحاتى ومواقفى خصوصا مع الأمريكيين والإسرائيليين تسجل ما تراه تياراً أو اتجاهاً أو مدرسة جديدة فى السياسة الخارجية المصرية تختلف عن فترة كامب ديفيد. وقد سعد الرئيس مبارك جدا من كلمتى أمام مؤتمر مدريد وتلقى بشأنها مكالمات مؤيدة من عدد من الرؤساء والساسة العرب وإن كان قد اعتبرها كلمة جيدة فى حين اعتبرتها أنا سياسة.

وفى حديثه عن الذين لعبوا دورا رئيسيا فى تشكيله الشخصى يشير إلى جده لوالدته الذى تولى تربيته حسين الهرميل، عضو مجلس النواب، وقد غرس فيه حب الوفد، والسفير صلاح وصفى الذى شجعه كثيرا على العمل المستمر والاطلاع على السوابق فى كل موضوع، والوزير إسماعيل فهمى وطريقة إدارته للوزارة، والوزير محمد رياض فيما يتعلق بالوجه الاجتماعى للدبلوماسى. أما بطرس غالى فيقول عنه (257): أقولها بكل صراحة لولا لمسة بطرس غالى فى تشكيل شخصيتى السياسية والدبلوماسية ما أصبحت وزيرا للخارجية.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع