الأقباط متحدون - مدارس أسيوط تقرأ وتكتب تاريخا جديدا
  • ٢٠:٣٤
  • الاثنين , ١٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

مدارس أسيوط تقرأ وتكتب تاريخا جديدا

مقالات مختارة | سليمان شفيق

٥٨: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٦ اكتوبر ٢٠١٧

سليمان شفيق
سليمان شفيق

بعيدا عن ضوضاء العاصمة، وعنتريات الفضاء الافتراضى، هنا فى عمق الوادى بمحافظة أسيوط كانت مدرسة الفرنسسكان ومدرسة السلام الحديثة، ومدرسة بدر للغات، يتخطون حاجز اتهام طلابنا بعدم القراءة، حدث مهم عشته بدعوة كريمة من الأب لوكاس حلمى الفرنسسكانى حضرت مهرجان «180» للقراءة الذى تنظمة مدرسة الفرنسسكان فى أسيوط، بدأ المهرجان النهائى بالسلام الجمهورى، وكلمات من الطلاب، وفى كلمته قال الأب لوكاس مدير المدرسة: جاءت فكرة مهرجان 180 للقراءة من رغبتى وإيمانى من أن القراءة قادرة على إحداث تغيير جذرى للعقول والقلوب أيضا، وعلى غرار مسابقة التحدى العربى للقراءة للإمارات العربية، حاولنا أن نقدم الفكرة فى قالب يتناسب مع الطلبة والتزاماتهم الدراسية، كما شعرت أننا جميعا وبشكل عام والأجيال الناشئة بوجة خاص على مقربة من خطر التصرفات المتسرعة نتيجة للسماع والشائعات دون تقصى الحقائق وفق المنطق السليم، أخذت مدرستنا مبادرة القراءة للطلبة متحدية كل من يروج ويدعى أن الشباب لا يقرأ، ونجحت الفكرة وشارك الطلبة فى حماس وظهر بكل روعة التفكير والفهم فى التصفيات الأخيرة.
 
وتضيف فيفيان ثابت الأخصائية الاجتماعية ومنسقة المهرجان: نبعت الفكرة من مهرجان التحدى العربى للإمارات يطلعوا على 50 كتابا فى ستة شهور، فكرنا نعمل الفكرة بشكل مختلف.. وتضيف: بدأ المهرجان منذ أربعة شهور، بمبادرة من مدرسة الفرنسسكان، ومدرسة السلام الحديثة، ومدرسة بدر للغات بلغ عدد الطلاب 34 طالبا وطالبة، وبعد التصفية بلغوا ثمانية، ثم أربعة، وفى المرحلة الأولى فاز كل من: مونيكا حسام الفرنسسكان الإعدادية، سها عصمت مدرسة السلام الحديثة، محمد أحمد السيد مدرسة بدر للغات، ونيرمين عبد الملاك أولى كلية علوم، وكان الفائزون فى المرحلة الثانية أحمد عماد أحمد بدر للغات، مارتينا جمال فرنسسكان إعدادى، فيرنيا جرجس السلام الحديثة، مادونا حسام فرنسسكان ثانوى.
 
المرحلة الأولى كانت من 25 مايو إلى 9 يونيو 2017 وكان من المفترض أن يطلع المتسابق على ثلاثة كتب عدد صفحات الكتاب من 100 إلى 150 صفحة، والمرحلة الثانية كانت من 11 يونيو وحتى 21 يونيو ويطلع المتسابق على كتابين وعدد صفحاتهما من 200 لـ 300 صفحة، والمرحلة الثالثة كانت من 22 يونيو وحتى 29 يونيو ويطلع المتسابق على كتاب واحد لايقل عن 500 صفحة.
 
لجنة التحكيم: ضياء مكاوى مدير قصر ثقافة أسيوط ورئيس اللجنة، د. سيد عبد الرازق شاعر الحائز على جائزة أمير الشعراء، القاص أشرف عكاشة رئيس نادى الأدب.. وتحدث فى الافتتاح الأستاذ طلعت عبد القادر رئيس حى غرب أسيوط ممثلا للمحافظ.
 
فى كلمته أكد طلعت عبد القادر أن الجميع يدعمون المبادرة التى تؤكد أن طلابنا دائما قادرين على التفوق والقراءة من أجل غد أفضل لمصر، ومن جانبة أشار ضياء مكاوى مدير قصر الثقافة على أن القصر احتضن هذه المبادرة منذ انطلاقتها الأولى، ودعمها بكل السبل. وكانت لجنة التحكيم قد وجهت العديد من الأسئلة للمتسابقين عن الأعمال التى اطلعوا عليها، وبرزت أفكار جديدة من الطلاب لهذه الأعمال فى إبداع حقيقى.
 
مدارس الفرنسسكان 17 مدرسة من كوم أمبو جنوبا إلى الإسكندرية شمالا، مرورا بالأقصر وأرمنت ونجع حمادى والطويرات ودير درنكة بأسيوط ومغاغة بالمنيا والفيوم والسويس، وكفر الدوار بالبحيرة، فى تنوع غنى، يضم معظم القرى والأحياء الفقيرة، والفئات الدنيا من الطبقة الوسطى، لتملأ الفراغ بين المدارس الخاصة والكاثوليكية التى تخدم أبنا الفئات العليا وبين المدارس الحكومية التى تعانى التدهور، وسبقت مدارس الفرنسسكان الجميع فى التعليم فى الصعيد منذ أكثر من قرن من الزمان، وكذلك أحياء الصيادين والحرفيين بأبى قير وسيدى بشر بالثغر والحى العربى ببورسعيد فى منظومة من الإبداع المبكر.
 
مدارس أسيوط تأسست 1840 عن طريق المرسلين الفرنسسكان، وكانت ابتدائية، ثم تطورت إلى إعدادى وثانوى، وفى عام 1937 بدأت بفصل واحد وحينما اشتد الإقبال على المدرسة استأجرت الإرسالية مبنى أكبر، وبدأت المدرسة فى التوسع حتى عام 1954، فى عهد الأب حنا نوير افتتح القسم الداخلى، وبدأت نهضة المدرسة الحقيقية مع الأب عادل زكى فى السبعينيات من القرن الماضى حيث افتتح فيها قسم الإعدادى مع الأب كيرلس فى ثمانينيات القرن الماضى، ويعمل الآن بالمدرسة 180 مدرس ومدرسة وموظف وموظفة على 1600 طالب وطالبة.
 
تلك المدارس ترتبط بالرهبنة الفرنسسكانية فى مصر التى جأت إلى مصر 1219 حيث قدم القديس فرنسيس الأسيزى إلى مصر مع الحملات الصليبية، ولكنة لم يقبل ضميريا استعادة بيت المقدس بالحرب.. فذهب إلى معسكر الملك الكامل أيوب، وبعد حوار استمر أياما، استطاع فرنسيس بالسلام مع الملك الكامل أن يمنحة الملك مفاتيح بيت المقدس فى 26 سبتمبرمن ثمانمائة عاما، ومنذ ذلك التاريخ والآباء الفرنسسكان يخدمون فى مصر وبيت المقدس.
 
مهرجان يحمل كل عبق نصر أكتوبر، ويؤكد على أن طلابنا بخير ويمتلكون الإرادة والتحدى التى تمكنهم من عبور حاجز الجهل من أجل غدا أفضل لمصر، فرحة الفائزين تؤكد على أن المستقبل يطل من بين عيون هؤلاء الطلاب.
 
وتختتم فيفيان ثابت حديثها بالقول: أشكر كل من دعم المبادرة خاصة أولياء الأمور وقصر الثقافة والمحافظة، وأن الحفل الختامى ليس إلا بداية وليس نهاية.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع