الأقباط متحدون - الطبطبة .. هتجعلهم يأخذون مصر منا .
  • ٠٣:٣١
  • الاثنين , ١٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الطبطبة .. هتجعلهم يأخذون مصر منا .

نبيل المقدس

مساحة رأي

٠٢: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٦ اكتوبر ٢٠١٧

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي
  نبيل المقدس

  في أخر خطاب لك يا رايس بمناسبة إفتتاح المدينة الإدارية الجديدة .. تكلمت بكل جرأة وعلنا " ما فيش حد يقدر يأخذ البلد منا " .

هذا ليس كلامك فقط بل هو مبدأ القبطي المسلم والقبطي المسيحي أيضا. لكن هذا لا يتحقق إلا ويتم الإعلان من خلال جميع أنواع الميديا عن قيام هذه الجماعات السلفية من اعمال سفك وقتل وطرد الأقباط المسيحيين والسيطرة علي مفاصل دوواين الحكومة , حتي انهم علي وشك التحكم في سياستكم المدنية وتوجيهها إلي السياسة الدينية . وما يؤسفني أن نتيجة هذه الطبطبة التي تمارسها سيادتكم غير المسبوقة في عهود سابقة علي هؤلاء الذين يلبسون لباس الطهارة المزيفة , هي أن مصر سوف تنسلت من ايديك وتصبح في أحضان السلفية , وبعدها يتوقف تاريخ مصر العريق وتصبح  مصر علي هامش العالم , بدون هوية ولا كيان .  
  تكررت احداث القتل وقطع رؤوس المسيحيين في عهد السيسي .. وتتوالى التبريرات و الحوارات بكلمات لم تعد مجدية .. وأصبحت هذه التعبيرات ماسخة ومحفوظة ومعادة مع كل حادثة , كما أنها لم تعد صادقة , حتي وصلت إلي حالة النشاذ ... ومن هذه العبارات أن" الاسلام دين الوسطية " و" الاسلام دين التسامح " ويأتون بقصص من كتبهم تحكي عن لا يجوز قتل الكافر , وفي نفس الوقت يدارون عن قصص أخري تنقض القصص الأولي .. وغيرها من الأحاديث و العبارات التي لا تطفيء ظمأ عطشان أو حتي تكفي شبع جوعان . 

 لذلك أنا أري أن المسئولية تقع على مشيخة الازهر , فقد تسللت السلفية اليها ، مستغلة الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر, وربما ضعف من المشيخة نفسها أمام هذا الزحف الوهابي , فإن الهجمات الارهابية التي تشن على الأقباط و علي القوات المسلحة المصرية  وعلي قوات الأمن، وجرائم التفجيرات التي  شهدتها الكنائئس المصرية ، وجرائم تكميم افواه الشيوخ الذين يهاجمون هذا الفكر برفع دعاوي الحسبة , ومحاكمة الاعلاميين والمفكرين  والفنانين ، كل هذه  ما كانت لتحصل في مصر لولا تسلل الفكر الوهابي السلفي الى مصر. 
 
  فعلا مسؤولية علماء الازهر نحو هذا الفكر الإرهابي كبيرة جدا ، فالوقت ليس في صالح الازهر ولا أيضا للشعب المصري ، فلابد من الوقوف في وجه الوهابية السلفية قبل فوات الاوان ، وان ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا  الأن نتيجة التقليل من شأن هذا الفكر الوهابي .

 المشكلة في أن الإرهابي بعد ما يفعل فعلته ... يثق تماما أن ما فعله ما هو إلا واجب عليه أن يقوم به بحكم شريعته .. وبغض النظر عن ماذا تقول شريعته , فبالرغم من وجود قوانين ارضية , نجد أن عناصر الدولة التي تتولي التحقيق تعمل علي الوصول بهذا القاتل إلي البراءة لكي يتجنبوا إنفجار فتنة في البلاد , لكن في الحقيقة إنهم لا يريدون كسر شريعتهم .. ويتم تبرأته بسبب أنه مجنون غير عاقل (  غير طبيعي )  كما ينص القاتون .. وكأن كل الإرهابيين الذين قتلوا المسيحيين هي شخصيات غير عاقلة .  

   يقول هذا القانون : " كل شخص (طبيعي) يرتكب أو يشرع في ارتكاب أو يحرض أو يهدد أو يخطط في الداخل أو الخارج لجريمة إرهابية بأية وسيلة كانت ولو بشكل منفرد أو يساهم في هذه الجريمة في إطار مشروع إجرامي مشترك أو تولى قيادة أو زعامة أو إدارة أو إنشاء أو تأسيس أو اشترك في عضوية أي من الكيانات الإرهابية المنصوص عليها في المادة رقم (1) من قرار رئيس جمهورية مصر العربية بالقانون رقم 8 لسنه 2015 في شأن تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين أو يقوم بتمويلها أو يساهم في نشاطها مع علمه بذلك " , يكون مستوجب الحكم . أي أنه وفي منتهي البساطة  لو تم إكتشاف القاتل أنه ( غير طبيعي ) فلا يستوجب الحكم . 

سيدي الرئيس ... لا يوجد فرد واحد قبطي مسيحي يسعي في تدمير مصر ... ولا يوجد أحد يتحمس لمصر مثل القيطي المسيحي ... ولم تجد طائفة مصرية تعمل جاهدة أكثر من غيرها في سبيل سلامة مصر , ونصرة مصر , وتقدم مصر , ووحدة مصر , وإعادة تاريخها المجيد , إلا المسيحي المصري .. كما أن مسيحيي مصر مازالت تقف بصبر وراء قوات جيشها وامنها .. وتحملت ومازالت أيضا تتحمل نتائج ثورة 30 يونيو لأنها تؤمن أن مصر

للمصريين فقط , فمسيحيوا مصر يحاولون دائما الحفاظ علي هويتها المصرية القديمة .. كل هذا يتحملوه إلا جرائم الغدر من شرزمة من المسلمين المتطرفين مع عدم إتخاذ الإجراءات القانونية لكي ترجع لهم حقهم في شهدائهم.  مسيحيوا مصر لا تريد إلا التحقيق في عمليات القتل من قبل السلفيين بسرعة , مع تطبيق شرع الله " القاتل يُقتل " وأن يتم تنفيذه بدون تفرقة ..  

 ما قلته ياسيدي الرئيس في خطابك الأخير " ما فيش حد يقدر يأخذ البلد منا " لا يتحقق طول ما هناك الفكر السلفي..  كذلك ياليت توقف الطبطبة علي كل ارهابي مُخرب .. وأن تُحقق مبدأ القضاء الناجز ..!!  
 
 وكلمة أخيرة لمسيحيي مصر ..  مهما يحدث وجب علينا ان نشكر الله , لأنه لنا الرجا والنصرة  " شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ.

" كو الثانية 14 – 15 
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع