«السيسى»: مصر زاخرة بالكفاءات.. وليست لدينا آليات للوصول إلى العقول المتميزة
أخبار مصرية | الوطن
٤٣:
٠٨
م +02:00 EET
الأحد ١٥ اكتوبر ٢٠١٧
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر زاخرة بالكفاءات، لكن هناك مشكلة فى عدم القدرة على الوصول إليها والاستفادة منها، مشيراً إلى ضرورة توفير آليات الانتقاء التى تساعد على اكتشاف الكفاءات وتوفير برامج التدريب والتأهيل لها بما يسهم فى دفعها إلى المناصب القيادية بالدولة، موضحاً: «لدينا عقول نيّرة، والمصريون على درجة عالية من النباهة والذكاء، لكن لا توجد لدينا آليات حقيقية للوصول إلى العقول المتميزة فى مصر».
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسى اليوم، فى حفل خريجى المبادرة الرئاسية «رواد تكنولوجيا المستقبل»، التى تم إطلاقها كمنصة للتعليم التفاعلى بهدف تأهيل الشباب وتدريبهم على أحدث التقنيات فى التخصصات التكنولوجية الحديثة.
وأشار الرئيس إلى أنه كان هناك تردد فى إنشاء مناطق تكنولوجية فى مختلف أنحاء الجمهورية فى ظل التخوف من عدم الإقبال عليها، خاصة فى منطقة الصعيد، ولكن الإقبال غير المسبوق فى الصعيد شجع الدولة على الاستمرار فى إنشاء تلك المناطق، حيث تم بالفعل الانتهاء من 4 مناطق، وجارٍ العمل على الانتهاء من 3 مناطق أخرى سيتم افتتاحها قريباً.
وأكد الرئيس أن الفرص الكبيرة التى أتاحتها البرامج التى تتبناها وزارة الاتصالات والقوات المسلحة تدفع بتقديم المزيد من التمويل لتلك البرامج، حيث وافق الرئيس على مضاعفة التمويل المقدم لها ليصل إلى 400 مليون جنيه.. ووجه الرئيس التهنئة لوزارة الاتصالات وللقوات المسلحة على تنفيذ تلك المبادرة التى تستحق كل الدعم والمساندة من الدولة.
كما وجه الرئيس رسالة إلى الإعلام، مؤكداً ضرورة تسليط الضوء على قصص النجاح التى تعطى الأمل والثقة وتساعد على تخطى الظروف التى تمر بها مصر، مشيراً إلى أهمية التركيز على نماذج الشباب الذى يمتلك إرادة قوية لتغيير واقعه إلى الأفضل، ويتمسك بالأمل سعياً للبناء والتعمير، بمن فيهم الشباب من متحدى الإعاقة الذين يعدون نموذجاً للإرادة والتحدى. ووجه الرئيس الحكومة بتشكيل لجنة للنظر فى وضع برامج لاختيار أفضل العناصر والكفاءات المتميزة من أجل تدريبها وتأهيلها للاستفادة منها. كما أكد الرئيس دعم الدولة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بما يساعد فى دعم الصناعات والحرف فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وتفقد الرئيس قبيل بدء الاحتفال معرضاً لمشروعات طلاب المدارس المتدربين فى إطار المبادرة، حيث استمع إلى شرحهم لابتكاراتهم واختراعاتهم فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وألقى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمة فى بداية الاحتفال، أكد خلالها أن الشباب المصرى يمتلك العديد من المؤهلات التى تساعد فى تحقيق النمو الاقتصادى والتكنولوجى والوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، مشيراً إلى حصول مصر على المرتبة الأولى فى تقرير مؤسسة «إيه تى كيرنى» العالمية لعام 2017 فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمرتبة الـ14 على دول العالم كمقصد لصناعة التعهيد، كما تم إدراج مصر فى التقرير الخاص بشركة الاستشارات العالمية «جارتنر» لعامى 2016 - 2017 ضمن أفضل مقاصد هذه الصناعة فى منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف أن الوزارة تشرف على مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل، لتوفر إطاراً شاملاً يضم عدة برامج لتنمية القدرات البشرية، موضحاً أن عدد الخريجين وصل إلى 5 آلاف خريج من مختلف التخصصات حصلوا على دورات تدريبية وتأهيلية. كما أشار الوزير إلى أن الخريجين حصلوا على شهادات عالمية بالتعاون مع الشركات الرائدة وكبرى الجامعات على مستوى العالم.
ثم شاهد الرئيس بثاً حياً عن طريق الفيديو كونفرانس من المنطقة التكنولوجية بأسيوط الجديدة، حيث تم الإعلان عن افتتاح مجمع الإبداع بالمنطقة، واستمع لشرح عدد من المتدربين الشباب حول مساهمة المنطقة فى تأهيلهم وتدريبهم فى إطار المبادرة لتنفيذ مشروعاتهم وتوفير فرص عمل لهم، وقد أبدى الرئيس إعجابه بالمشروعات التى تم عرضها من قبل الشباب، موجهاً لهم التهنئة على نجاحهم، كما تعرف الرئيس على مقترحات المتدربين حول سبل زيادة الاستفادة من البرامج التى يتم تقديمها فى إطار المبادرة والمساعدة فى زيادة أعدادهم.
ومن خلال بث حى من المنطقة التكنولوجية الجديدة من مدينة برج العرب، شاهد الرئيس عرضاً قدمه مجموعة من الأطفال المتدربين فى المنطقة، حول ابتكاراتهم واختراعاتهم التى يشاركون بها فى العديد من المسابقات الدولية فى مجال التكنولوجيا الحديثة، كما شاهد الرئيس بثاً حياً من القرية الذكية، حيث استمع سيادته لعرض من إحدى المشاركات فى مبادرة «هى رائدة» التى تهدف إلى تدريب الفتيات على ريادة الأعمال فى مجال تكنولوجيا المعلومات، بما يسهم فى تمكينهن ومساعدتهن فى تنفيذ مشروعاتهن فى المجالات المختلفة.
كما تم عرض فيلم تسجيلى حول مبادرة «رواد تكنولوجيا المستقبل» تضمن عرضاً لأهدافها، ونماذج لبعض الكوادر التى تم تدريبها من خلال البرامج التدريبية للمبادرة، بما فى ذلك عدد من الشباب من متحدى الإعاقة الذين يتم تأهيلهم فى إطار المبادرة لمساعدتهم وتمكينهم من بدء حياتهم العملية.
وعقب ذلك، تحدث عدد من الشباب، ومن متحدى الإعاقة الذين استفادوا من المنح التى تقدمها وزارة الاتصالات والبرامج التدريبية التى توفرها مبادرة «رواد تكنولوجيا المستقبل»، وحققوا نجاحات محلية وعالمية، وفازوا فى مسابقات دولية مختلفة، كما تحدث ممثل إحدى الشركات العالمية الرائدة فى صناعة البرمجيات حول اختيار الشركة لمصر كشريك لها فى المنطقة، حيث أشار ممثل الشركة إلى أن توفر العقول المبدعة فى مصر وثقة الشركة فى الحفاظ على منتجاتها داخل مصر أسهما فى تشجيعها على الإقدام على تلك الخطوة، فضلاً عن دراسة إنشاء مركز تميز للشركة يسهم فى فتح آفاق جديدة لصناعة البرمجيات فى مصر، ويحولها من دولة مستخدمة أو مطبقة للبرمجيات إلى دولة مطورة لها، وشريك فى صناعة المستقبل. وقد أكد الرئيس ترحيبه بنشاط الشركة فى مصر، معرباً عن تطلعه لإنشاء مركز التميز، واستعداده، لتوفير كافة سبل الدعم لتحقيق هذه الخطوة، كما وافق الرئيس على تلبية طلب إحدى الشابات من متحدى الإعاقة للتوسع فى المنح والبرامج التدريبية المقدمة فى مجال تكنولوجيا المعلومات ومضاعفتها. وكرم الرئيس هؤلاء الشباب باعتبارهم نماذج للنجاح، وذلك بمنحهم درع المبادرة.
وكان فى استقبال الرئيس لدى الوصول إلى مقر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والمهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما حضر مراسم الاحتفال عدد من السادة الوزراء، وكبار المسئولين، والشخصيات العامة.
الكلمات المتعلقة