الأقباط متحدون - من صفر المونديال الي نكسة اليونسكو
  • ١٤:٤٠
  • الأحد , ١٥ اكتوبر ٢٠١٧
English version

من صفر المونديال الي نكسة اليونسكو

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٢٠: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ١٥ اكتوبر ٢٠١٧

 اليونسكو
اليونسكو

سليمان المنياوى

انتهت معركة اليونسكو بعد مجهود نزيه ومشرف للحملة الانتخابية وللخارجية المصرية رغم عدم التكافؤ بين الامكانات المادية المصرية والقطرية ،ووسط  ضوضاء اعلامية ساذجة ، ولا تليق بمكانة مصر، فازت المرشحة الفرنسية أودريه أزولاى وحصلت على ٣٠ صوتا مقابل ٢٨ لمنافسها القطرى حمد الكواري.

واعربت وزارة الخارجية عن خالص شكرها وتقديرها واعتزازها للدعم الكبير الذى قدمته الدول الشقيقة والصديقة لمصر خلال انتخابات اختيار مدير عام منظمة اليونسكو الجديد، والتى أجريت فى مقر المنظمة الدولية بباريس خلال الفترة من ٩ إلى ١٣ أكتوبر الجاري.

وأكدت أنه لولا هذا الدعم والتضامن لما تمكنت المرشحة المصرية من خوض غمار المنافسة الجادة حتى الجولات الأخيرة، رغم التحديات الجسام التى أحاطت بالعملية الانتخابية.

ومن المقرر أن يعتمد المؤتمر العام لمنظمة «اليونسكو» خلال دورته الـ ٣٩ فى ١٠ نوفمبر المقبل بمشاركة كامل عضوية المنظمة البالغة ١٩٥ عضوا اختيار المجلس التنفيذى للفرنسية أزولاى حتى تباشر مهام منصبها فى ١٥ نوفمبر خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا التى كانت أول سيدة تقود المنظمة وشغلت هذا المنصب لولايتين كل منهما مدتها أربع سنوات.

كنت ولازلت ضد محاولة قطرلللاستحواز علي المنظمة دون مرجعية ثقافية وحضارية وعلي حساب ثلاثة حضارات عريقة (مصر والصين وفرنسا) ، ولازلت اعزي النهم القطري لصعود قمة الثقافة والرياضة في العالم للشعور ب "الدونية" الثقافية ، وللاحتباس الحضاري الذي تعاني منة ، ولكني كتبت كثيرا ولم يقرأ البعض ومن قرأ لم يستوعب الموضوع بأختصار أن العالم ينتقل من صراع الحضارات والثقافات الي صراع المصالح كما أن العمر الافتراضي للدولة القومية قد انتهي ولا احد يربط بين ذلك وبين تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا ، والانقسام الإثني في أوربا الشرقية،مثل التشيك والسلاف ،وإعلان الأمم المتحدة لحقوق الأقليات ١٩٩٢، والفيدرالية في العراق ٢٠٠٣ واستفتاء كردستان وكاتالونيا ،وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ولا احد يدرك أن لقطر استثمارات في غرب اوربا وفي امريكا الجنوبية وفي افريقيا  تقدربحوالي (450) مليار، ومن ثم هناك ٢٢ دولة أعضاء في اليونسكو لقطر استثمارات مؤثرة بها ولهذا كلة الموضوع أعقد من كل الكلام الساذج المتداول ،  كما انني مع احترامي للمرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب فلم تكن الاختيار المناسب ، ويبدو اننا لم نستوعب درس "صفر المونديال" ولا معركة الوزير فاروق حسني، ولم نقيس مكانة المنافسين لنا ولم نعرف ان كل من المرشح القطري والمرشحة الفرنسية لهما مكانة ثقافية وخبراوية متقدمة ،المرشح القطري ،يملك سجلا قويا علي المستوي الشخصي ، وكانت له صداقات قوية مع رموز ثقافية مصرية مثل رجاء النقاش ولويس عوض ، وهو"درعمي" من دار العلوم جامعة القاهرة ، وبالمناسبة زوجتة مصرية ، حاصل علي الماجستير من السوربون ، ثم الدكتوراة من جامعة ستوني بروك بنيويورك ، وتولي وزارة الثقافة في بلادة ، ثم عمل مندوبا للها في الامم المتحدة ، وكان نائبا لرئيس الجمعية العامة في الامم المتحدة ، كما عمل في اليونسكو ثلاثة سنوات ، وعمل سفيرا لبلادة في عدة دول عربية واوربية ومريكية جنوبية ، ويتحدث بأربعة لغات عالمية .

كما ان الفرنسية أزولاى -٤٥ عاما- كانت وزيرة الثقافة فى آخر حكومات الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند، وشغلت منصب مديرة مالية فى المركز الوطنى للسينما قبل أن تصبح نائبة مدير المركز.

 

وهى ابنة أندرى أزولاى مستشار ملك المغرب، وتلقت تكوينها السياسي فى المدرسة الوطنية للإدارة التى تخرج نخبة الشخصيات الإدارية الفرنسية منها الرئيس الفرنسي الحالي .في حين ان السفيرة مشيرة خطاب ليس لها اي مساحة من الخبرة في ممارسة العمل الثقافي او قيادة اي مواقع ثقافية .

لعل ممارسة الاعلام لتشوية الخصوم ، كانت اسوء من الخصوم انفسهم ، ليس دفاعا عن قطر ولكن لمصر وحضارتها ومكانتها كدولة عظمي ثقافيا ، فلم يكن من اللائق برامج "الردح البلدي" التي قام بها اغلب الاعلاميين في بؤس لا نظير لة ، ولست ادري كيف يمكن ان نصل الي هذا الحد من الحماقة .علي الجانب الاكثر حماقة ان تنشر بعض المنظمات الحقوقية بيانا لتأييد قطر علي حساب التقليل من مكانة مصر، ويبدو ان من "شرشحوا" في الاعلام هم الوجة الاخر من العملة "ل وضاعة تلك المنظمات العابرة للوطنية" ، ان نكسة اليونسكو مهما اكدت الخارجية علي جهودها المشكورة في المعركة فيكفي ان نراجع أنفسنا لان منافسنا كانت قطر ؟!!كما لم يكن من المستحب ان نخوض أصلا تلك المعركة ، وربما كان من الاجدي ان نرشح دولة فلسطين لتمكينها من اليونسكو والدفاع عن مقدساتها والقدس والتي تعهد المرشح القطري لاسرائيل بعدم اثارة موضوع القدس او المسجد الاقصي وفق ما نشر في اللوموند الفرنسية .

عفوا يا سادة كيف ننجح في اصعب الملفات الفلسطينية والسورية ونرسب بأمتياز أمام الملف القطري ؟!!