الأقباط متحدون - السیرك
  • ٠٦:٠١
  • الخميس , ١٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

السیرك

ملاك جاد

مساحة رأي

٤٣: ٠٧ م +02:00 EET

الخميس ١٢ اكتوبر ٢٠١٧

 القس سمعان شحاته
القس سمعان شحاته

ملاك جاد 

(مضى علي هذه السطور أكثر من ثمانية أعوام وأعيد نشرها بعد أن أعتدوا علي الكنيسة التي كان يخدم بها أبونا الشهيد سمعان شحاتة من سنتين وتربصوا به وقتلوه بالأمس)

السیرك_ _ 

سؤال: ھل یمكن ان تتغیر طباع الوحوش المفترسة؟

 

الأسد ھو جبار الوحوش زائیره مرعب لا یزمجر الا للخطف; اسنانه من القوة حتي یفتك ولیس من ینقذ حتى تمتليء مغاراته فرائس

"سلطان" ھو أشھر أسد في مصر الأسد الذي اغتال مدربه الحلو الكبیر; وقتله غدراً ;وترجع قصته لعام ١٩٧٢ في حفلة من حفلات عروض السیرك المصري حینما استدار الحلو بعد نمرة ناجحة لیتلقى تصفیق المشاھدین متباھیا في زھو لقدرته علي ترویض الأسد "سلطان" 

 

وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظھره ; وسقط المدرب على الأرض ینزف دماً ومن فوقه الأسد الھائج واندفع الجمھور والحراس یحملون الكراسي وھجم ابن الحلو على الأسد بقضیب من حدید وتمكن أن یخلص أباه بعدفوات الأوان ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأیام.

یكاد لا یمر شھر إلا ویحدث اعتداء وحشي ھمجي علي الاقباط مع نھب وتدمیر وحرق ممتلكاتھم بسبب خوف الوحوش من بناء الكنائس;كخوف الظلام من ضوء الشمس..

 

سیناریو جرائم حیوانات السیرك القومي لم تنقطع على مر التاریخولم تكن داخل مصر فقط و لكنھا تجاوزت الحدود; مما یفسد فرحة جمھور مصر البسیط (جمھورالسیرك) الذي یحلم بالحیاة والفرح في ظل المدرب الحلو

 

والسؤال ھو: ھل یمكن ان تتغیر طباع الوحوش المفترسة؟ ؟ھل یرعي الذئب یوما بین الحملان؟!ھل یأتي یوما یأكل فیه الأسد التبن كالبقر؟! كلھا اسئلة تحتاج الي داروین!!

كان تغییر الاسد سلطان خارجیاً شكلیاً ولم تستطع كتل اللحم أو العشرة أو حتي الكرباج تغییر الداخل ;لان طبیعة الغدر كانت كامنة فیه؛؛ والأسود تتربي علي ید المدرب منذ شھورھا الأولي 

 

وھكذا لا تنفع التسویات السطحیة وتردید الشعارات في حل مشاكل الأقباط لأنك امام مشكلة أعمق مشكلة الطباع 


المدرب الذي تبني الوحوش نال جزاءه والذي یرعاھا سینقلبوا علیه ایضا (وقد حاولوا بالفعل) والضحیة ھم جمھور السیرك؛؛

 

الحلو الحقیقي ھو المدرب الذي یستطیع أن یغیر الداخل یغیر الأعماق فینزع قلب الحجر ویعطي قلب لحم ;المدرب الذي یخلق قلباً وفكراً وروحاً جدیداً لخلاصك انتظرت یا رب..

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد