بمناسبة زيارة قداسة البابا تواضروس الثانى لألمانيا
د. ماجد عزت اسرائيل
٤٠:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ١٢ اكتوبر ٢٠١٧
ماجد عزت إسرائيل
الكرازة فى ألمانيا:مدينة دوسلدوريف نموذجاً أكتوبر2017م!
لفظ "الكنيسة القبطية" يعنى "الكنيسة المصرية"،وهو ما ينطبق على الكنيسة التى قام بإنشائها القديس"مرقس الرسول"(56-68م)، وهو البطريرك الأول في تاريخ الكنيسة القبطية بمدينة الإسكندرية، ولقد توالى على كرسي مار مرقس(118 بطريرك)،والبطريرك هو خليفة السيد المسيح ورسله، والحاكم في عقد شرعه، واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوة، فمعناه الأب الأول وتتمتع الكنيسة القبطية باستقلال دينى ومؤسسى عن المراكز الكنيسة الأخرى فى العالم، بمعنى أنها كنيسة وطنية مستقلة ومعظم الأقباط فى مصر هم من الكنيسة المحلية(الأرثوذكسية القبطية)، إلا أن هناك عدداً من أتباع الكنيسة الكاثوليكية فى روما،كما أن بين مسيحيى مصر عدداً قليلاً من أتباع المذهب البروتستانتى(الإنجيلى).
ومنذ أن عرف أقباط مصر المسيحية فى القرن الأول الميلادي وهم يتعرضون للاضطهاد، وبفضل الكنيسة المؤسسة الدينية ذات التراث العريق والوطنى الذى يمتد أكثر من ألفى عام، تمكن الأقباط فى الشتات وبلاد المهجر من التواصل العرقى والمحافظة على تراثهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية، ولايزال حتى يومنا هذا فى ظل الثورة العلمية فى تقدم وسائل الإتصال السريع عبر التليفون أو الانترنت أو الفيس بوك أو وتويتر،والواتس اب. وتميز الأقباط بعدم ذوبانهم فى المجتمعات التى استعمرتهم أو التى استطونوا فى رحابها، ويذكر لهم قدرتهم على التكيف في بلاد المهجر، كما تركوا بصماتهم، وكونوا لأنفسهم جاليات فى بلاد المهجر.
ومنذ أن عرف أقباط مصر المسيحية فى القرن الأول الميلادي وهم يتعرضون للاضطهاد، وبفضل الكنيسة المؤسسة الدينية ذات التراث العريق والوطنى الذى يمتد أكثر من ألفى عام، تمكن الأقباط فى الشتات وبلاد المهجر من التواصل العرقى والمحافظة على تراثهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية، ولايزال حتى يومنا هذا فى ظل الثورة العلمية فى تقدم وسائل الإتصال السريع عبر التليفون أو الانترنت أو الفيس بوك أو وتويتر،والواتس اب. وتميز الأقباط بعدم ذوبانهم فى المجتمعات التى استعمرتهم أو التى استطونوا فى رحابها، ويذكر لهم قدرتهم على التكيف في بلاد المهجر، كما تركوا بصماتهم، وكونوا لأنفسهم جاليات فى بلاد المهجر.
وكانت ألمانيا من أوائل الدول التى استقبلت المضطهدين فنفى إلى مدينة "تريرا" الألمانية البابا "أثـــناسيوس الأول" البطريرك رقم (20)(328-373م) بسبب دفـاعه عن الإيمان المسيحى.
وأشتهر البابا كيرلس السادس البطريرك رقم (116) (1959-1971م) فى العالم المسيحى كله بقداسته لهذا نجد أنه لأول مرة فى التاريخ القبطى يحظى بابا من باباواتها بهذا الكم من الزوار من رؤساء كنائس العالم،وتوافد على زيارة البابا عدد كبير من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والأسقفية والكاثوليكية،بجانب عدد لا حصر له من إكليروس وشعب الكنائس المختلفة، فلا يمر أسبوع دون أن يستقبل البابا زائراً أو أكثر من ضيوف مصر من الكنائس الأخرى، إذ يحرص معظم من يمر بمصر من المسيحيين أن ينال شرف مقابلة بابا الإسكندرية. وحرص البابا على أستقبال رؤساء هذه الكنائس والوفود المرافقة لهم أثناء زيارتهم لمصر ورؤساء الكنائس الذين زاروه نذكر منهم على سبيل المثال البطريرك المسكونى"أثيناغوراس" بطريرك القسطنطينية عام 1961م، الأنبا مكاريوس رئيس أساقفة قبرص عام 1961م، كاثوليكوس "فاسكين الأول" بطريرك الأرمن الأرثوذكس بأنتلياس بلبنان عام 1965م، وبطريرك رومانيا "جستينيان" عام 1969م، البطريرك الأنطاكى" مار أغناطيوس يعقوب" عام 1965م، و"بغالى" رئيس أساقفة فنلندا عام 1966م.
وهنا نؤكد على أن الكنيسة القبطية فى عصر قداسة البابا "كيرلس السادس" البطريرك رقم (116) (1959-1971م) وصلت إلى مكانته التى كانت عليها من قبل، وما يؤكد ذلك ما رواه المتنيح القمص "صليب سوريال" فذكر قائلاً:"عندما كنت فى روما سنة 1969م لحضور مؤتمر للقانون الكنسى سعدت بزيارة البابا "بولس السادس " البابا رقم (262)(21 يونيو 1963 -6 أغسطس 1978م)؛ وقلت له: إننى أحمل إليك تحيات البابا كيرلس السادس فرد على بقوله: "إن كرسى كنيستكم يتبوأه الآن رجل قديس ورجل صلاة قل له أن يصلى من أجلى" ولما رجع أبونا صليب سوريال إلى مصر وذكر هذه الكلمات علق عليها قائلاً: "إن مثل هذه الكلمات لا يقوله كاثوليكى عادى إطلاقاً، فكم بالأحرى لا يقوله إلا الراعى الأول للكاثوليك! ولكن الرجل أستشعر إشعاعات البابا "كيرلس السادس" المعلنه قداسته إلى الحد الذى دفعه إلى الإقرار بها".
على أية حال،كان لهذه الكلمات التى قالها البابا "بولس السادس"(21 يونيو 1963 -6 أغسطس 1978م) أثر كبير لدى البابا كيرلس السادس، ولذلك فكر فى رعاية الأقباط المهاجرين إلى أوروبا، ومن الجدير بالذكر أن عدد كبير من أقباط مصر هاجر البلاد تاركين مصر بسبب القوانين الإشتراكية التى أصدرها "جمال عبد الناصر"( 23 يونيو 1956 – 28 سبتمبر) فى الستينيات من القرن العشرين، وأضرت بمصالحهم فى الأعمال الحرة وضيقت على أرزاقهم وتجمعوا فى الشتات وكان البابا يتعهدهم بابوته وكثيراً ما كانوا يحضرون إلى مصر ويذهبون لزيارته، ولذلك حرص البابا على رعاية أبنائه فى الشتات وأسند هذه المهمة لنيافة المتنيح الأنبا "صموئيل" وكان فى واقع الأمر بمثابة مسئول عن العلاقات الخارجية للكنيسة القبطية، فقد أصبح اختصاصه يشمل الاتصال مع الكنائس الأخري(الفاتيكان وكنتر يرى) مع مجلس الكنائس العالمي ومع الكنائس القبطية التى بدأت تنتشر فى بلاد المهجر خصوصا فى أوروبا وأمريكا وعلاقات مع ألمانيا الغربية.ولذلك حرص نيافة الأنبا "صموئيل " بإرشاد من قداسة البابا كيرلس السادس على إرسال كهنة إلى أغلب هذه البلاد حتى لا يضيع الشعب القبطى فى وسط شعوب البلاد التى هاجروا إليها، وكانت مهمتهم هو الإفتقاد وأقامة الصلوات والقداسات والخدمات والأنشطة المختلفة. فففى أول عام بعد سيامته أرسل القس "مينا أسكندر" من الأسكندرية وقد مكث عاماً فى أوروبا لرعاية الأقباط وكان يسافر من بلدة إلى أخرى ليقيم الصلوات ويفتقد الأقباط الذين يعملون فى أوربا.وفى عام 1962م بدأت جولات الأنبا صموئيل الرعوية إلى إلى شتى المسكونة، وسعت الكنيسة وراء أبنائها فى الخارج لترعاهم وتحفظهم من الشتات، والذوبان فى المجتمعات الجديدة التى يعيشون فيها. ومع إنشاء العديد من الكنائس فى كل أوروبا.
كما لا أحد ينكر دور القمص "صليب سوريال " (1916- 1994م) وهو أحد كهنة كنائس مدينة الجيزة، ورائد من رواد مدارس الأحد، كما إنقاذ مبنى الكلية الإكليركية بأرض الأنبا رويس، وهو الذى أوفده البابا "شنودة الثالث" البطريرك رقم (117) (1971-2012م) في عام 1975 إلى ألمانيا لخدمة شعبها فأسس سبعة كنائس في جميع أنحاء المانيا ودير الأنبا أنطونيوس في كريفلباخ بالقرب من فرانكفورت ومركز ثقافي قبطي ملحق بالدير.
ومع بداية عام 1987م بدأ القمص "بولس شحاتة" مرحلة جديدة من الخدمة خارج أرض مصر،وبأمر صادر فى 27 يناير 1987م من قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث سافر القمص بولس من أجل تأسيس كنيسة للأقباط بمدينة دوسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالية بألمانيا،وفى فترة وجيزة ذاعت شهرته بالصلاة والخدمة للمهاجرين من مسيحيوا مصر و إريتريا Eritrea والحبشة ، والعراق وسوريا ومن بين الكنائس التى خدم بها كنيسة تابعة للأنجيلين عام 1987م بجوار جامعة دوسلدورف، ثم بكنيسة تابعة للكاثوليك مارس 1988م فى حي إيللر، ثم بمساعدة الكنيسة اﻹنجيلية والكاثوليكية حصلنت كنيستنا القبطية على مبنى الكنيسة في منطقة Pöhlenweg .، وهى التى عرفت باسم كنيسة السيدة العذراء، وتباركت هذه الكنيسة بزيارة قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث البطريرك (117)(1971-2012م) بزيارة الكنيسة فى الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 1990م،ثم تفضل قداسته بزيارة الكنيسة فى الفترة من 29 أغسطس حتى اول سبتمبر 1992 وقام قداسته بتدشين الكنيسة فىPöhlenweg فى يوم اﻷحد 30 أغسطس 1992م، وأيضًا احتفلت الكنيسة فى 5 ديسمبر 2015 بأستقبال الكردينال" فولكى" ليقدم ،كنيسة "St.Sakrament " هدية من الكنيسة الكاثوليكية للكنيسة القبطية.وفى يناير 2016م احتفلت الكنيسة بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل (مشائيل) أسقف جنوب وشرق ألمانيا،باستلام الكنيسة الحالية وهى تعد من أكبر الكنائس بمدينة دوسلدوريف. ومن الجدير بالذكر كان يشارك القمص بولس شحاتة فى الخدمة القمص تواضروس ومنذ أكثر من ثلاث سنوات استطاعت الكنيسة القبطية شراء كنيسة أخرى بمدينة دورتموند بألمانيا، وأصبح ذات الكاهن رعاياً لها. وفى أكتوبر 2016م قام نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل (مشائيل) برسامة كاهن وهو القس "بطرس" ليكون مشاركاً للقمص بولس شحاتة فى خدمة كنيسة السيدة العذراء بدوسلدورف.
وفى 24 أكتوبر 2017م القادم بأمر الله سيقوم البابا "تواضروس الثانى" البطريرك رقم (118) (منذ 4 نوفمبر 2012م – أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سلامية) بتدشين كنيسة السيدة العذراء الجديدة بمدينة دوسلدورف.وقد شارك العديد من الأقباط المهاجرين إلى ذات المدينة بالمساهمة فى العديد من الأعمال من أجل تشطيب الكنيسة قبل زيارة قداسة البابا المرتقبة.
وفى هذه المناسبة السعيدة لا يمكن أن ننسى زوجة القمص بولس شحاتة السيدة الفاضلة تاسونى " ليليان"، المعروف عنها حبها للخدمة وللمهاجرين من شتى الجنسيات،وهى عبارة عن حكومة متنقلة تلبى كل الخدمات، ولا نبالغ أن نقول دينمو الأعمال الخدمية.