ألق على الرب همك وهو يعولك
سامية عياد
٤٨:
١٢
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
10/10/2017
عرض/ سامية عياد
أمور كثيرة ننشغل بها ونرتبك من أجلها قد نظن أنها خيرا وبركة لكن فى حقيقتها أمور تبعدنا عن الله ، فهكذا فعلت مرثا ارتبكت فى زيارة المسيح ولم تأخذ بركة لأنها اهتمت بأمور البيت وتركت النصيب الصالح الذى اختارته أختها مريم..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "أمور كثيرة " حدثنا عن الأمور التى تشغلنا عن الله وكيفية التخلص منها ، هناك أمور العالم الحاضر فمثلا شخص يغضب لعدم فوز الفريق الذى يحبه فى مباراة كرة القدم ويدخل فى انفعالات وخطايا لا علاقة لها بخلاص نفسه ، هناك شخص يهتم بالمال والغنى ويترك أبديته ، الخطايا من الأمور الكثيرة التى تعطل ، إنسان محارب بخطية تشغل وقته يظل يفكر فيها وفكرة تقود الى فكرة وشهوة تقود الى شهوة.
أحيانا المشاكل يدخلها الشيطان فى محيط حياتنا لكى يعطلنا أنه يريد أن يعطل سلام القلب من الداخل بأمور كثيرة تعطل الصلة بالله ، الآباء الرسل فى عملهم الكرازى كان الشيطان يبعث لهم مشاكل لكى تعطل عملهم الإيجابى وليوقعهم فى الاضطراب ولكنهم لم يسمحوا له بذلك واستمروا فى عملهم الكرازى ، وهناك أمور حدثت فى تاريخ الكنيسة لتعطيل عملها البناء منها البدع والهرطقات التى شغلت الكثير بصراعات عديدة مع قوى الشر لكن الكنيسة اتخذت هذه الأمور وسيلة لشرح الإيمان وتقويته وتثبيته .
الأمور الكثيرة من أمور العالم تشغل الوقت والفكر والمشاعر ، الشيطان يسعى أن يشغلنا دائما فلا نجد وقتا للعمل الروحى فيدخل الإنسان فى فتور روحى فيكون فريسة سهلة للشيطان ليضربه بالخطية المناسبة ، فيضيع وربما بلا مقاومة تذكر ، مثال كثيرا ما يشغل الشيطان الإنسان أثناء صلاته بأمور كثيرة تحتاج لصلاة ثم يسرح فيها ويترك الصلاة ويذكره بأمور مهمة ينبغى البت فيها بسرعة، وكأنه لا يجد سوى وقت الصلاة ليذكره بتلك الأمور ويشغله بها ، فى العظات قد يشغل الشيطان بعض السامعين بالتعليق على العظة دون التعمق فى معانيها وتطبيقها عمليا وهكذا.
أن الحل للخروج من الأمور المعطلة لحياتنا الروحية هو النمو الروحى والتعمق فى العلاقة مع الله بحيث يكون هو محور حياتنا فلا نخف أو نضطرب بسبب أمور كثيرة ، علينا أن نعلم أن الله قادر على كل شىء وهو يعتنى بنا دائما "ألق على الرب همك ، وهو يعولك" ، "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتنى بكم" .
ليتنا نهتم بحياتنا الأبدية فنعيش حياة النعمة من خلال الصلاة بعمق والتدريب الروحى المستمر ، علينا بالهدوء والطمأنينة لأن لنا إله قوى مدبر الكون يعتنى دائما بنا .