فرصة رياضية والأخرى سياسية
د. مينا ملاك عازر
٥٢:
٠١
م +02:00 EET
الاثنين ٩ اكتوبر ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
أكتب هذه السطور قبل مباراة الفرصة التي بايدينا، وهي مباراة المنتخب مع الكنغو المؤهلة لكأس العالم إذا فزنا، وللعلم كان من الممكن أن تكون هذه المباراة تحصيل حاصل لو صارت نتائج المجموعة كلها كما هي ما عدا هزيمتنا من أوغندا، فلنقول تعادل كان كافيا فعلاً لنلعب مباراة اليوم بالناشئين لأننا سنكون قد تأهلنا من لحظة إطلاق الحكم صافرة مباراة أوغندا وغانا التي انتهت بالتعادل، لكن هانقول إيه في منتخب كان الأقرب للتأهل منذ زمن، لعب بغير خطة ولا جدية في حين أن منتخب غانا الذي فرصه قليلة جداً لعب بخطة وجدية جعلته يضع هدفين يلغيهما الحكم ولا يحتسب له ضربة جزاء.
المهم الآن، أن الفرصة الرياضية قائمة بأيدينا لا بأيدي غيرنا، وهي فرصة جديرة بالاغتنام، وتحتاج شيء من الرجولة وتفتيح المخ من كوبر، والتأمين الدفاعي، والالتزام الجماهيري،والجدعنة الأمنية، وليس التسيب الذي جرى من الأمن في مباراة أهلي طرابلس والزمالك، ثم الجري لقفش بعض الشباب الذي معظمه ليس له علاقة بما جرى.
أما الفرصة السياسية فهي عدة فرص في فرصة واحدة، أولاً إثبات الأمن والأمان بإحكامنا التنظيم للجماهير، ورفع أسهم الحكومة الفاشلة التي هي في الأرض جراء القرارات الاقتصادية، أما آخر تلك الفرص السياسية، وهي بمناسبة القرارات الاقتصادية أقول أن الفرصة للنظام السياسي أن يتخذ أسوء القرارات التي ترضي نهمه في إذلال الشعب وتعويض تكلفة حفل الماسةكابيتال مثلاً فيمكن للنظام أن يلغي الدعم على المحروقات نهائياً فور انتهاء المباراة بالفوز المصري أو إلغاء الدعم على الطاقة عموماً أو إلغاء بطاقات التموين أو كل هذا مجتمع، وحينها الجماهير الفرحة لن تشعر بشيء، فستكون حمة الفرحة واخداها،وإن شعرت فلن يحدث أكثر مما تحدثه كل القرارات الحمقاء الاقتصادية السابقة التي اتخذوها في الأعياد الوطنية والإجازات الرسمية، فقط سيعود الجمهور مكبوس للبيت وعلقة تفوت ولا حد يموت، فهل يهتبل النظام الفرصة القائمة بفوز المصريين وتأهلهم لكأس العالم، أم سيكون رفيقاً رحيما ليجد الشعب أخيراً من يحنو عليه، ويتركه مرة يفرح من نفسه أم أن لاعبي منتخب مصر أنفسهم لن يكونوا رحيمين حنونين على الشعب وسيأجلوا التأهل لمباراة غانا الأخيرة.
المختصر المفيد ربنا يستر.