الأقباط متحدون - الشيخان.. عن القرود وقيادة المرأة
  • ٠٧:٠٦
  • الخميس , ٥ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الشيخان.. عن القرود وقيادة المرأة

مقالات مختارة | عادل نعمان

٠٧: ١٠ م +02:00 EET

الخميس ٥ اكتوبر ٢٠١٧

عادل نعمان
عادل نعمان

قل لنا بربك يا شيخ صالح اللحيدان، ماذا ستقول لنا بعد المرسوم الملكى بقيادة المرأة السعودية للسيارة؟ وعن زعمك أن العلم أثبت أن قيادة المرأة للسيارة يؤثر سلباً على حوض المرأة ويضغط عليه فيرتد على المبايض ويسبب لها مشاكل جمة تؤثر على الحمل، واستشهدت بنظرية علمية، ظهرت فى الأرجنتين، ويبدو أن مكتشفها كتبها بحبر من الزبدة، ساحت مع ضوء النهار، ثم مات ولم يسمع العالم عن نظريته سواك (فى اللقاء الذى جمع الشيخ اللحيدان بالدكتور السعودى محمد البجنى الحاصل على الدكتوراه فى التوليد وأطفال الأنابيب، فى برنامج يا هلا، قد أكد له أنه لم يثبت علمياً أن قيادة السيارة تؤثر على عضو من أعضاء الحمل فى المرأة، وأنهى لقاءه بإحراج الشيخ حين وجّه له اللوم بأدب جم لا يخلو من القسوة، إنكم معشر المشايخ إن كنتم تسألون ألا يتحدث فى العلوم الشرعية غير المتخصصين، فمن باب أولى ألا تتحدثوا فى الطب وفى النظريات العلمية، وإذا قُدر لكم، فلا بد أن يكون بدليل علمى موثق، فأُسقط فى يد الشيخ، ولم يكن قادراً على الرد، ولسان حاله يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه).. هذا هو أسلوب المشايخ لإقناع البسطاء، يُرجعون أمورهم لنظريات علمية من نبت خيالهم العلمى، والعلم برىء مما يدّعون، وقد كان هذا مقبولاً فى مجتمعات الدروشة والجهل، أما الآن فلم يعد بمقدور شيخ أن يستند إلى نظرية علمية دون إثبات وبرهان ودليل. فمن كان عنده دليل علمى على ما يقول فلا بد أن يذكر لنا اسم النظرية، واسم العالم، والمجلة العلمية المعتمدة التى نشرت هذا البحث العلمى.

من الآن أيها المشايخ لن نقبل منكم أحاديث المصاطب، ونظرياتكم العلمية التى تتحاكون عنها فى جلسات السمر، وعلى شرف الفتة والبعارير. الشيخ العريفى أيضاً يرد كل أموره إلى علماء الغرب، وفى كل مرة ينسى اسم العالم وبلده، والواضح أنه متخاصم مع العلم، لكنه يستدعيه إذا أراده شاهد زور، فى رفضه نظرية التطور والارتقاء لداروين على أساس أن الإنسان أصله قرد، يؤكد أنه لم يسمع عن النظرية بتاتاً، ولم يقرأ عن النظرية سطراً واحداً، فلم يذكر «داروين» فى نظريته أن الإنسان أصله قرد على هذا النحو المقطوع، فكيف يغيب عن عالم مثله أن يدعو إلى هذه النظرية التى يهدمها سؤال واحد، وهو: إذا كان الإنسان أصله قرد فما هو سبب وجود هذه القرود حتى الآن؟ هؤلاء لا يقرأون، وعلمهم سماعى، ويحاولون إثبات أن الدين قد جاء بكل النظريات العلمية الحديثة.. وأنا بدورى أقول لهم: هل استطعتم جمع أوراقكم وعلمائكم ومشايخكم وكتبكم لتكتشفوا لنا نظرية علمية واحدة قبل اكتشافها من مصدرها؟ ثم تعالوا معاً إلى نظرية «داروين» لتصحيح معلومات للشيخ (ليس إلا). تعتمد النظرية على ثلاث ركائز.. الأولى «التطور والارتقاء» والركيزة الثانية «الانتخاب الطبيعى» والركيزة الثالثة «الانتخاب الجنسى». وكان السبب وراء هذه النظرية سؤالان، الأول: كيف تتطور الكائنات الحية؟ والثانى: لماذا تنقرض بعض الكائنات الحية؟ ونحمل الأمر دفعة واحدة.. ونتوكل ونقول: إن جميع الكائنات الحية نشأت من خلية واحدة (الأميبا) التى انقسمت إلى خليتين، وإلى خلايا متعددة ظهرت منها، وهى بداية نشأة الكائنات (على فكرة ابن تيمية يؤمن بأنه لا خلق من العدم وهى مأخوذة عن فلاسفة الإغريق)، وكان توافر العوامل الفيزيائية والطبيعية، الحرارة والرطوبة والعوامل الجغرافية وغيرها، سبباً فى تكاثر هذه الخلايا، وتوالد سلسلة من الكائنات. ومع تكاثر هذه الكائنات الحية فإن الصراع على الغذاء والمكان والبقاء أصبح حتمياً (الانتخاب الطبيعى)، وهو تمكُّن الكائنات التى تمتلك صفات ملائمة للبيئة من البقاء على قيد الحياة وتكاثرها، وتطورت كل الكائنات من طيور ونباتات وحيوانات، وكان أفضل تطور هو تطور الثدييات التى منها القرود،

والإنسان طور من هذه الأطوار ونوع أرقى من الثدييات التى خرجت من هذا «المشترك»، فالإنسان الحالى هو والقرد الحالى لهما أصل مشترك واحد، لا يمنع بقاءهما مانع سوى نظرية الانتخاب الطبيعى، وكل منهما فى طريق (والفارق بين الإنسان والقرد هو العقل، وهو الحلقة المفقودة)، ولما كان التزاوج بين الذكر والأنثى يتم انتخابه إلى الزواج بالأصلح فإن هذا (الانتخاب الجنسى) يؤدى إلى ظهور صفات وراثية مركبة ومتطورة ترتقى بالكائنات الحية على أنواعها، وتتوالى الأجيال جيلاً بعد جيل بصفات وراثية أفضل وأحسن وأرقى وأنقى. ولا ينزعج المشايخ فليس من تعارض بين هذه النظرية ووجود الخالق، الكل يتم تحت سمعه وبصره وقدرته، فهذا الزرع ينمو بالماء والغذاء نبتة صغيرة تعطى ثمراً متنوعاً، أليس هذا بعناية الله؟! والبحث العلمى يتم مجرداً بعيداً عن سيطرة الأديان، وربما آدم مرحلة جديدة من مراحل الارتقاء، تفصله هذه النظرية عما كان قبله. هذه نظرية علمية تستند إلى أبحاث علمية ومعطيات متنوعة، تختلف أو تتفق معها هذا حقك، تؤمن بها أو لا تؤمن هذا شأنك، لكن الأمانة تقتضى معرفتها على حقيقتها، الفرق كبير بين «الإنسان أصله قرد»، وأن «القرد والإنسان من مشترك واحد». نرجوكم ابتعدوا عن المعامل والبحث العلمى.. تخسرون.. وربى تخسرون.. أيها الشيخان العريفى واللحيدان الذى حذرتنا من قيادة النساء للسيارات خوفاً على مبايضها.. فقعتما.... مرارتى.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع