الأقباط متحدون - (محمد رمضان) فوق بركان
  • ٠٦:٥٨
  • الخميس , ٥ اكتوبر ٢٠١٧
English version

(محمد رمضان) فوق بركان

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٤٦: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٥ اكتوبر ٢٠١٧

طارق الشناوي
طارق الشناوي

طارق الشناوي
 المصريون حائرون يفكرون فى جنون عن زيادة سعر (كروت الشحن) وكيف ثمنها يتدبرون؟ بينما يخرج عليهم محمد رمضان وينشر صورته، وفى الخلفية طائرته الخاصة، ملحوظة حتى لو كانت الصورة، كما تردد، مجرد خدعة فإن سوابق رمضان فى نشر أشياء مماثلة تجعلها حقيقة.

 
سألتنى يوما نجمة شابة: بماذا تنصحنى؟ أجبتها: خُذى الحكمة من جولينا جولى، قالت لى: يعنى أضرب شعرى أصفر وأتزوج براد بيت ثم أُطلقه، وتجاهلت أن جولينا صنعت مجدها باختيارها الفنى ومواقفها الاجتماعية الداعمة دوما للإنسان.
 
تذكرنى النجمة الشابة بمحمد رمضان، فهو يريد أن يتمثل طريق عادل إمام فى التفوق الرقمى، فأخذ منه فقط التباهى بالإيرادات، هكذا كان عادل فى الثمانينيات يسعى دائما لنشر أرقام الشباك فى غرفته بالمسرح مثيرا حفيظة منافسيه.
 
إلا أن عادل كان لديه شىء أهم فهو يملك (ترمومتر) يستطيع بنسبة كبيرة أن يحدد الفيلم الذى يحقق أرقاما، بينما رمضان لم يكتسب بعد ثقافة الاختيار، فهو عنوان صريح للتخبط فى كل شىء، سواء وهو يختار فيلما أو يدلى برأى، أتذكر فى الثمانينيات قبل زمن المحمول، كان الأثرياء يتباهون بأن لديهم تليفونا فى سيارتهم الخاصة، عادل كان حريصا على التأكيد فى كل أحاديثه أنه لا يمتلك هذا التليفون، وعندما ترك (المهندسين) وصار من سكان (المنصورية) قالوا إنه يقطن فى قصر، فكان يتعمد الإشارة فى أحاديثه أنه يعيش فى فيلا.
 
تتذكرون رمضان وهو يُمسك مرة بعجلين يقطران دما فى عيد الأضحى، أو يلتقط لنفسه صورة مع سيارتيه الفارهتين، أو ينشر صورته مع جمال مبارك، بينما مثلا أحمد السقا، الذى كان قريبا جدا من العائلة التى كانت تحكم مصر، لم تُنشر له بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن أى صورة لا مع الأب أو الابن أو الأم.
 
النجومية تستطيع أن تعتبرها بمثابة بريق يتوهج، وعلى الفنان، حتى يضمن مواصلة الاشتعال الجماهيرى وسخونة اللقاء، أن يدعم ذلك بذكاء يحيط الموهبة، وإلا أصبح يعيش فوق بركان.
 
إنه نفس الفارق بين عادل إمام وسعيد صالح، سعيد كان الرهان عليه فى البدايات أكبر، وعرف البطولة المطلقة فى (هاللو شلبى) 69، قبل عادل إمام بسبع سنوات، (شاهد ماشفش حاجة) 76، إلا أن سعيد لا يمتلك عقل عادل فى إدارة موهبته، وهكذا عاش فى سنواته الأخيرة معاناة أفول الموهبة وتراجع الوهج، سعيد صالح كان هو محطة الاحتراف الأولى لمحمد رمضان، وهو الذى دفعه من خلال مسرحه لبداية الطريق، فهل قرر رمضان أن يتمثل فى العشوائية مسيرة مكتشفه الأول؟
 
لاتزال قناعاتى بأن رمضان ممثل موهوب ولديه (كاريزما)، وأفلامه التى حققت أعلى إيرادات مثل (عبده موتة) أو مسلسله (الأسطورة)، لا يمكن اعتبار الأمر فقط شوية بلطجة وضرب مطاوى، لو استبدلت رمضان بآخر فلن تجد شباك تذاكر.
 
هل يتأمل رمضان هذه الومضة التى كتبها البرازيلى الشهير باولوكويلى: أب أراد أن يشغل ابنه بشىء مفيد، فمزق خريطة العالم المنشورة فى جريدة وطلب من ابنه أن يعيدها لحالتها الأولى، بعد دقائق نجح الطفل فى أداء المهمة، فاندهش الوالد من السرعة، فأخبره أن الوجه الآخر لصفحة الخريطة هو وجه إنسان ضبطه فانضبط العالم، المهم هو الإنسان، وذلك هو مأزق الإنسان محمد رمضان، فهو ممزق مثل خريطة العالم!!.
نقلا عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع