البابا بطرس .. خاتم الشهداء

بدمائه انتهى عصر الاستشهاد الممنهج الذى قادته الإمبراطورية الرومانية ضد المسيحية أنه البطريرك البابا بطرس السابع عشر الذى بطلبته كانت دماؤه هى آخر ما يسفك من دماء من أبناء الكنيسة فى عصور الاستشهاد ..

 

نيافة الأنبا باخوميوس فى مقاله عن "البابا بطرس خاتم الشهداء" حدثنا عن الدروس الروحية المستفادة من حياة هذ القديس البطريرك ، أول هذه الدروس التلمذة على يد آباء الكنيسة ، فقد تتلمذ القديس على يد البطريرك ثاؤنا السادس عشر وتسلم منه الإيمان منذ الصغر وتعلم من منهجه وفكره وفضائله وهذا هو الإيمان الحى المعاش الذى نتعلمه ونعيشه تحت رعاية آباء الكنيسة ، ثانى الدروس هو الدفاع عن الإيمان الصحيح فقد صرح القديس بأن تعاليم آريوس كانت خاطئة ومخالفة للإيمان الصحيح وحرم هذه التعاليم وبين ضلالتها ، كما إنه حرص على وحدة الكنيسة من الداخل وحمايتها من الانقسامات الداخلية بسبب البدع والهرطقات .

 

ثالث درس نتعلمه من حياة هذا القديس هو الاهتمام بالأسرار المقدسة خاصة سر المعمودية ، فقد أكد القديس على ضرورة الحرص على نوال الأطفال سر المعمودية حتى وإن كانوا فى أشد حالات المرض ، لتحفظ الكنيسة لهم مكانا فى ملكوت السموات ، رابع درس هو محبة الراعى لرعيته وبذل ذاته عنهم ومحبة الرعية أيضا لراعيها ، فعندما حكم على القديس بالموت فضل أن ينقب الجنود حائط السجن الخلفى و يمضوا به الى ساحة الاستشهاد  حتى لا يصاب أولاده المتجمهرين أمام محبسه بسوء وتضرع مصليا أن يقبل الله دمه كأخر دم يسفك فى عصور الاستشهاد.

ليتنا نتعلم من هذا القديس قوة الصلاة والطلبة حتى يرفع الله عن كنيسته كل أنواع الاضطهاد التى تعانى منه الكنيسة حتى اليوم وتحصد العديد من الشهداء ،  ليتنا نحافظ على وحدة كنيستنا من أى انقسامات داخلية فهى أقسى من الاضطهادات الخارجية ..