الأقباط متحدون - سميح وملف التعليم
  • ٠٤:١٠
  • الثلاثاء , ٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

سميح وملف التعليم

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٧: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣ اكتوبر ٢٠١٧

 السيد سميح ساويرس
السيد سميح ساويرس
د. مينا ملاك عازر
لا أستطيعأن أنكر الجهود التي يبذلها الدكتور طارق شوقي في ملف التعليم منذ توليه حقيبة وزارة التعليم وتصريحاته التي يعتبرها البعض صادمة لكنها في الحقيقة كاشفة عن أنه رجل جريء وواضح، ولا يعجبه الحال المايل،مبدأيً هو ناجح في إدارة أزمة الثانوية العامة، وإن كان قد أعاذ الفضل بشكر لسابقه الذي عليه علامات استفهام كثيرة، ودعني أضع واحدة من تلك العلامات.
 
مع بداية هذا العام الدراسي وككل عام دراسي تجد التقارير والتحقيقات الصحفية عن القرى التي بلا مدارس والمدارس التي بلا فصول وبلا حوش وبلا مدرسين والكثافات العالية، وأذكر أنني قرأت خبر كدت أصيغه مستبشراً على أساس أنه نسمة أمل أن المدرسة قررت إقامة كراكونات للدراسة وجهزتها، وتفاصيل الخبر مبهرة بحق وخاصةً أنني قد قرأت خبر عن مدرسة بها الكثافة في فصولها 86 تلميذاً، ما يعني أن الأهالي على حق ألا يرسلوا أبناءهم للتعلم، كل هذه التقارير والملفات الصحفية لا أستطيع أبداً فصلها عن إعلان السيد سميح ساويرس عن فشله في إنشاء عشرة آلاف مدرسة، ذلك المشروع الخيري الذي  كان يتكفل به، لا أعرف لماذا فشل بشكل واضح؟ لكنه قال أنا قررت أنه لو اتصلوا بي ليطلبوا مني أن أبنيها فلن أبنيها، مردفاً قائلاً مش معقول أقعد سنتين أجري وراء مشروع زي  ده.
 
لك حق يا سيد سميح، المفروض الدولة هي التي تجري وراءك وخاصةًوهيالتي تتمنى تلقي التبرعات من الناس ورجال الأعمال، لكن هيهات في دولة لا تتقي ربنا ولا تتقي ضميرها، فهي بلا ضمير، تترك من بين أيديها عشرة آلاف مدرسة بسببالبيروقراطية والروتين والغباء وتترك أبناء مصر يفترشون الأرض بل يجلسون على النوافذ حتى سقط أحدهم أرضاً من النافذة ليفارق الحياة مستريح من دولة فاشلة، ووزارةأفشل ومسؤولين يستحقوا الشيّ في نار جهنم لأنهم يفرطون في فرصة التعاون مع رجل أعمال ناجح يريد خير مصر، ولا يستفيد من وراء تلك المشروعات ببناء مدرسة، لكنه لو كان يريد بناء قناة تليفزيونية  يطبل فيها للدولة وحكومتها الأفشل في تاريخها لساعدوه ودعموه.
 
ليتك يا سيد سميح، أقمت مهرجان للاعب كرة أو استضفته في بيتك ليقدم إعلان عن مشروعك وأهدرت ملايين الدولارات له ولأسرته، لكنت حينها فرخة بكشك في عين الدولة، ودعموك ولأنهم يحبوا التهييصوالشهيصة أما التعليم والكلام المفيد فلا طائل منه، ولا جدوى، ولا داعي منه فليذهب الجيل للجحيم، والمهم أن نأخذ أموالك هذه ولنضعها في مشاريع من اللي بتعملبروباجاندة وهيصة،وبتخرب اقتصاد البلد، وسلم ليعلى الشفافية الحكومية.
المختصر المفيد لا أمل في أمة لا تعليم لديها.