الأقباط متحدون - من أمينة سي السيد إلى أم حميدو الريس حنفى نقطة نظام !!!
  • ٢٢:٣٥
  • الاثنين , ٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

من " أمينة " سي السيد إلى " أم حميدو" الريس حنفى " نقطة نظام !!!

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٥٧: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢ اكتوبر ٢٠١٧

 السعودية تسمح للمرأة أخيرًا بقيادة السيارة
السعودية تسمح للمرأة أخيرًا بقيادة السيارة

 بقلم . ݘاكلين جرجس 

لقد بكيت فرحاً عند سماعى بانتصار المرأة السعودية أخيراً و السماح لها بقيادة مركباتها بمفردها بعد طول انتظار ورحلة نضال نسائية رائعة ففي 26 سبتمبر 2017 أمر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمنح النساء حق القيادة، وشمل القرار على توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء في 10 شوال 1439 هـ الموافق 24 يونيو2018  أى البدء بتفعيل القرار بعد حوالى 10 أشهر؛ و كأن المرأة كانت تطالب بقيادة مركبة فضائية !!.
 
كنت أرى ومثلى أغلب نساء المجتمعات العربية والشرقية أن المرأة كائن رقيق ضعيف تمتلك أحاسيس رومانسية ومشاعر رقيقة رومانسية ؛ وهانحن نراها في عصرنا الحديث باتت تتصف  بالقوة و العزم و الصلابة و العناد وهي صفات  لا يتوقعها الرجل المحافظ الشرقي ، فدائماً وأبداً كانت تطالب المرأة بحقوقها حتى كفل القانون لها العديد من الحقوق فعمل على منحها تلك المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية وحثت كل دول العالم على الاعتراف بتلك القوانين والحقوق للمرأة وحمايتها من أي شكل من أشكال الاضطهاد أو العنف ضدها ، ومن أهم تلك القوانين ؛ حق المرأة في الدراسة والتعليم وممارسة كافة الحقوق السياسية في المجتمع ، والمساواة بينها والرجل دونما تمييز أيهما بأي شكل من الاشكال .
 
المرأة لها الحق في اختيار زوجها وفي الانفصال عنه بالطلاق في حالة إستحالة العشرة الزوجية بينهما، والعمل على التصدي ومحاربة أي سلبية مجتمعية تمارس ضدها كالاضطهاد أو العداء أو العنف عند التعامل معها مثل التحرش بها والإعتداء عليها فتم إصدار قانون التحرش ضد المرأة و معاقبة الجانى بالحبس و الغرامة، وعليه بدأت المرأة خاصة المصرية الارتياح لتلك القوانين والاطمئنان .
 
لكننا دائما كنا نرى أن المرأة مسكينة ضعيفة تحتاج دائما إلى الحماية ويتبادر إلى أذهاننا صورة "أمينة و سى السيد " تلك المرأة التى لا تستطيع الدخول أو الخروج بدون إستئذان زوجها وأن يتم مرافقتها ، فهي لا تقدر أن تحرك ساكنأ من مكانه و لا حول لها و لا قوة ، أما الان وفى القرن الواحد و العشرين تحولت المرأة فجأة من      " أمينة " بطلة ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ الى " أم حميدة " بطلة فيلم " ابن حميدو "  ، وبعد أن كنا نطالب بقوانين لحمايتها من الرجل المتوحش أسد الغاب طويل الناب أصبحنا نشفق عليه و نرثى لحاله .
 
 وتطالعنا التقارير أن مصر الأولى عالميًا في ضرب النساء لأزواجهن.. فهل أصبحت " الست القادرة الفتوة  ".. ؟!!!
 لقد سجلت مكاتب تسوية المنازعات التابعة لمحاكم الأسرة، خلال العام الأخير 3600 شكوى من الأزواج ضد زوجاتهم اللاتي تمارسن العنف ضدهم سواء بالتهديد بالطلاق أو العنف الجسدي أو الحرمان من الحقوق الزوجية والهجر. وتم إحصاء 1020 بلاغ تقدم به أزواج إلى أقسام الشرطة وصل بعضها إلى المحكمة، بعد تعرضهم لإصابات ارتقت لدرجة "العاهة المستديمة"، وسُجّلت أغلب هذه الحالات فى القاهرة والجيزة وحلوان، 
ففي 2016 أكدت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن نسبة النساء المصريات اللواتي يضربن أزواجهن بلغت 28% على الرغم إن الستات مكسورات الجناح !
 
هناك عدة تفسيرات لهذه الحالات قد يكون السبب وراء هذه الظاهرة يرجع إلى البيئة التي عاشت فيها الفتاة قبل زواجها، فأغلبها تنتمي إلى  الطبقات الدنيا من المجتمع وأن الضرب عادة مرتبط بهذه الطبقة التي تربت فيها الفتاة وسط "بلطجية" وأسرة تمارس العنف ضد بعضها.
 
و هناك سبب آخر وهو أن تكون الزوجة أقوى اقتصاديا وأيسر حالاً من زوجها مما يجعلها تمارس سيطرتها عليه، و ربما يكون السبب فى هذه الظاهرة تعامل بعض الأزواج مع زوجاتهم بطريقة غير مقبولة اضافة إلى ضغوط الحياة فيؤثر ذلك بشكل مباشر على سلوك المرأة.
 
الغريب فى الأمر أن العنف ضد الرجل أصبح أمراً شائعاً فى عددٍ من البلدان العربية ، فقد سجلت الدول العربية عدة حالات ضرب وقعت على الرجال من قبل زوجاتهم، فضلًا عن حالات من التعذيب وصب الزيت الساخن على أجسادهم ، وحتى رجال الدول الاوروبية لم يسلموا من عنف المرأة ففى ألمانيا وبخاصة فى مدينة برلين تم تأسيس أول ملجأ فى البلد لإيواء الرجال الذين يتعرضون للضرب المبرح والتعذيب على أيدى زوجاتهم وهذا الملجأ يتم تمويله من جمعيات اجتماعية وخيرية ومنظمات إنسانية غير حكومية يضمن لضحايا الزوجات الرعاية النفسية والاجتماعية، وإعادة التأهيل الاجتماعى بعد المشاعر السلبية التى حلت بهم على أيدى زوجاتهم. 
 
ولكن لماذا العنف ضد الرجل لا يُلقى عليه الضوء؟
جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية تهتم بحوادث العنف ضد المرأة وتسليط الضوء عليها في الإعلام بشكل كبير دون الرجل.
 
الرجل يخجل الاعتراف والشكوى من عنف يقع عليه من قِبل المرأة، فذلك يعتبر إهانه لرجولته ويجعله محل سخرية، تخيل معي رجل يدخل على قسم الشرطة ويشكو من عنف زوجته، فماذا سيكون رد الفعل؟!! 
 
يخجل الرجل و يخشى الاعتراف بالإهانة التى لحقت به متذكراً فيلم " ابن حميدو " و سطوة و عنف " ام حميدة " على زوجها المعلم حنفى وهى تصرخ فى وجهه " حننننففففى فيرد قائلا ...خلاص هتنزل المرة دى ".
 
إلى نساء العالم لا أطالبكن بالرجوع الى عصر " سى السيد " وما قبل عصر الحريات ولا نحب أن نراكِ مثل " فتوة الحارة " أو " ام حميدة " فقط إرجعن إلى انوثتكن - فبالنار يختبر الذهب وبالذهب تختبر المرأة وبالمرأة يختبر الرجل ، و لكِ  سيدتى ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالاَ : الأدب والعلم والخلق الحسن ؛ فليس بالعضلات و القوة و الفتونة تحيا المرأة .
 
عزيزى الرجل ، تذكر دائما المعاشرة بالمعروف فالعنف الأسري أفعال أو أقوال ، تلحق الأذى المادي أو المعنوي بالأسرة ، وهو سلوك محرم لمجافاته لمقاصد الاديان و شرائعها في حفظ النفس والعقل، وهى على نقيض من المنهج الرباني القائم على المعاشرة بالمعروف والبر، فبكما يكتمل المكون الاسرى و المتجمعى و بالمحبة تستقر الحياة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع