الأقباط متحدون - لن يغلق الملف يا ساويرس!
  • ٠٢:٤٤
  • الأحد , ١ اكتوبر ٢٠١٧
English version

لن يغلق الملف يا ساويرس!

مقالات مختارة | بقلم :حمدي رزق

٣٧: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١ اكتوبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

■ لكنك أعلنت عن مبادرة إنشاء الـ10 آلاف مدرسة.. أين هى؟

 
- دى قصة مش عاوز أتكلم عنها، الموضوع دا اتقفل بالنسبة لى وانتهى.
 
■ هل «الإجراءات البيروقراطية زهّقتك»؟
 
- بصراحة آه، زهقونى جداً لدرجة أنهم لو قالوا لى دلوقتى تعالى ننفذ بقى هقولهم لأ، ليه أقعد أجرى سنتين علشان أعمل الموضوع ده.
 
توقفت ملياً وأرجوكم توقفوا، أمام هذه الفقرة المحزنة فى الحوار الكاشف الذى أجراه زميلى محمد مجدى السيسى فى «اليوم السابع» مع رجل الأعمال سميح ساويرس.
 
كاد عقلى يشت، مشروع لإنشاء عشرة آلاف مدرسة تتركه الحكومة لمجموعة من الموظفين يفشلوه، ويعطلوه، ويجهزوا عليه، ويطلعوا عنين رجل الأعمال الذى قرر أن يكون إيجابيا متماهيا مع طموحات وطنه فى نهضة تعليمية تمثل قضية حياة أو موت، زهقوه فأغلق الملف فى وجوه الجميع وخبط البابا وراءه وذهب بعيداً لا يلوى على شىء.
 
فى دولة تترجى الله فى مدرسة يابانى تهمل مشروعا وطنيا بعشرة آلاف مدرسة، مشروع يتكلف المليارات، هدية مجانية من «عائلة» قررت أن تسهم فى مشروع مصر الأول وهو التعليم، لو اهتم وزير التعليم الدكتور طارق شوقى بمدارس ساويرس الوطنية قدر اهتمامه بالمدارس اليابانية لرأى المشروع النور، ولكان فى الأفق المنظور عشرة آلاف مدرسة حديثة.
 
أخشى أن الوزير لم يطالع الملف، والمؤكد رغم زهق ساويرس، الفرصة لم تضع، والوقت لم يمر، وما تم إحباطه يمكن إحياؤه أملاً، ولو كنت فى مسؤولية رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لوجهت الدعوة إلى المهندس سميح ساويرس ولمسحت عن نفسيته نبرة الإحباط، ولأحييت مشروعاً فيه حياة، ولزللت أمامه الطريق، وأطحت بالحواجز، ولكسرت رقبة الروتين، ولوضعت حجر الأساس، ووضعت المشروع تحت رعاية رئيس الوزراء شخصياً.
 
مثل هذه المبادرات لا تهمل، ولا تترك لكبار صغار البيروقراطيين، يقتلون الأمل فى النفوس، حرام إجهاض مشروع عشرة آلاف مدرسة، ساويرس لا يروم اسماً مضافاً للعائلة على مدرسة، هو ساويرس هيبنى المدارس فى نيكاراجوا، هيبنيها فى الفضاء، هيبنى مدارس للأجانب، مدارس مصرية على الأراضى المصرية، اعتبروها مدارس يابانية، ولاّ المنح الأجنبية حلوة وزى العسل والمنح الوطنية مشكوك فى أمرها.
 
أخشى أن الرفض تأسس على ما خفى عن ساويرس وعنا، أصلاً لا يمكن لعقل أن يستوعب أن مشروعاً تعليمياً بهذا الحجم يعطل بفعل فاعل سنتين، والرجل يجرى هنا وهناك بين دواوين البيروقراطية العتيقة حتى كلت قدماه، وأخيراً زهق وحط صوابعه العشرة فى الشق، وصار الأمر ثقيلاً لدرجة أنه أغلق الملف، ولم يعد مستعداً حتى للحوار من حوله، يقول غاضباً: الموضوع دا اتقفل بالنسبة لى وانتهى!!
 
لا لم ينته، ولم يغلق الملف، وهذه ليست قضية اليوم ولا الأمس، بل قضية الغد، وهذا المشروع وإن أطلقت فكرته، أصبحت الفكرة ملكاً للمجتمع، وسنطالبك بإتمام المشروع، وفتح الملف مجدداً، والشروع فى تنفيذه وتعويض ما فات، وإذا كان هناك ما يمنع فلنتحلّ بالشفافية والصراحة، قولوها صريحة هذا مشروع مرفوض، وقبلها أفصحوا عن الأسباب ليعرف الرأى العام قصة مشروع وطنى أجهض فى المهد!!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع