الأقباط متحدون - جبر الخواطر
  • ١١:٢٨
  • السبت , ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧
English version

جبر الخواطر

مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا

٠١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

رولا خرسا
رولا خرسا

 جبر الخواطر أكثر عبادة مهجورة مع أننا نردد طوال الْيَوْمَ «جبر الخواطر على الله».. لاحظوا أولا الكلمة «جبر الخاطر» وعكسها «كسر الخاطر».

 
والجبر عادة يقال عن العظم وهو أكثر ما يؤلم عندما يكسر، فنضع له جبيرة كى يلتئم.. وعكس «الجبر» «الكسر»، ولكم أن تتخيلوا كم هو مؤلم كسر العظام ومعروف إنها لا تلتئم بسهولة وأحيانا يترك الكسر شروخا، لذا سمى بالجبر لأنه يحتاج وقتا ولا يأتى ببساطة لأن عادة الجبر يكون لكسر موجع.. والخاطر هو القلب أو النفس فيقال أخذ على خاطره: يعنى حزن وقلبه تأثر.. وجبر الخواطر بسيط جدا ولكن الإيجو أو الأنا دائما عند البشر يطغى. نخشى من أى فعل من ناحيتنا فى معظم الأحيان من أجل أنفسنا أو الأنا المتضخمة داخلنا. فى العلاقات الزوجية مثلا لا يجبر الزوج خاطر زوجته لأن تطييب الخاطر فى ثقافتنا الخاطئة التى تربينا عليها تقليل قيمة.. فى شجاراتنا تجدنا نفكر فى أنفسنا قبل غيرنا ولا نحاول أن نضع أنفسنا مكان الطرف الآخر.
 
ونفكر دوما بمنطق لماذا أفعل أنا هذا ولا يفعله هو؟ لماذا أبدأ أنا فى الاعتذار ولا يبدأ هو؟ وكالعادة معظمنا لا يعترف حتى أمام نفسه بأنه مخطئ.. مع أننا من الممكن بكلمة طيبة صادقة أن نذيب جبلا من الجليد.. جبر خاطر غيرك سينقى قلبك أنت.
 
اجبر بخاطر أهلك فأنت لا تضمن إلى متى هم معك.. اجبر بخاطر أصدقائك فالكلمة الطيبة صدقة، وجبر الخواطر صدقات موزعة.. إن لجأ إليك أحد أعنه ولا تستفرد به أو تستغل ضعفه أو حاجته إليك فتؤنبه أو تتخل عنه.. إن أتاك شخص محبط أو حزين طيب خاطره، لا تشعره بندم أنه أظهر ضعفه أمامك فأكثر ما يكسر خاطرنا هو البكاء أمام من لا يقدر دموعنا.. جبر الخواطر سيرقق قلبك، والله مع القلوب الرقيقة (الله مع الجميع ولكن أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة أقرب إلى خالقها لنقائها).. اجبر خاطر محتاج حتى لو كنت عاجزا عن مساعدته، بكلمة أو بنصيحة على أضعف الإيمان، وإياك أن تشعره بعجزه.. اجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم.. الحياة أصبحت صعبة جدا والنَّاس فيهم من حولته الظروف إلى قاس أو منغلق أو جامح نحو الدنيا. فلنخفف وطأتها بجبر الخواطر.. إلى كل من جبر خاطرا سلام.. سلام على القلوب الطيبة التى أينما مرت أزهرت..
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع