الأقباط متحدون - سميح ساويرس لـرجال الأعمال: كفاية قرف وساعدوا الدولة على البناء مش هتفتقروا.. أنا مش عبيط عشان أبقى وزير سياحة.. ويؤكد: أنا ضد دخول رجال الأعمال في السياسة وأختلف مع تجربة نجيب الحزبية (حوار)
  • ٠٠:٤٠
  • الجمعة , ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧
English version

سميح ساويرس لـ"رجال الأعمال": كفاية قرف وساعدوا الدولة على البناء مش هتفتقروا.. أنا مش عبيط عشان أبقى وزير سياحة.. ويؤكد: أنا ضد دخول رجال الأعمال في السياسة وأختلف مع تجربة "نجيب" الحزبية (حوار)

أخبار مصرية | صوت الأمة

٥٠: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧

سميح ساويرس
سميح ساويرس

شهدت أرض الجونة خلال الأيام اماضية، أحد أهم الأحداث على الساحة المصرية، وهو انطلاق «مهرجان الجونة السينمائى»، حيث انشغل الرأي العام بذلك الحدث، لما يمثله من نقلة في عالم السينما المصرية، ويضاف إلى قائمة الفعاليات المخصصة لهذا المجال، كما يمثل حدثا آخر تساهم في صناعته عائلة ساويرس، وفي ذلك الإطار أجرت الزميلة "اليوم السابع" حوارًا مع المهندس سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة مدينة الجونة، وعرضت خلال اللقاء كيف تكونت الفكرة، وما هي أهداف المهرجان، وماذا عن الأخطاء التي وقعت فيها الجهة المنظمة وحجم الإنفاق الحقيقي، وموقفه من هجوم البعض على المهرجان، إضافة إلى تعليقه على بعض المشاهد التي جرت خلال المهرجان، وأثارت الجدل على السوشيال ميديا من المهرجان.. وإلى نص الحوار:

جرت خلال الأيام الماضية فعاليات مهرجان الجونة السينمائى.. دعنا نعرف فى البداية كيف تكونت الفكرة؟
- المهرجان فكرة نجيب ساويرس، ودورى كان الإعداد للمكان، والجونة بها مقومات جعلت تنظيمه سهلا جداً، بدلاً عن صعوبة التنسيق بين الجهات المختلفة فى القاهرة والمناطق الأخرى المختلفة.

ما الهدف الرئيسى لعائلة ساويرس من إقامة هذا المهرجان؟
- هناك عدة أسباب أهمها أن المهرجان يحيى تراثا مصريا عريقا، لأننا من أقدم الدول التى بدأت فى صناعة الأفلام، واستوديو مصر كان على نفس مستوى استوديوهات هوليود عند بدء تأسيسه، ونجيب ساويرس غاوى سينما، وعاوز يُحيى هذا التراث الكبير، الهدف الثانى من المؤتمر هو أنه كلما زدنا من حضور مصر على الساحة العالمية، خاصة فى الأمور المتعلقة بالفن والثقافة، تحسنت صورة مصر فى العالم كله، لأن الانطباع العام عن مصر أمام العالم أنها مُصابة بداء التطرف، ولا بد أن يتلقى العالم رسائل أخرى من مصر، وألا يقتصر الأمر على أخبار سلبية فقط، وأن يعرف العالم أيضاً أن هناك أحداثا إيجابية، وهناك شعب يحب السينما، وأننا نحافظ دوماً على تراث ثقافى كبير، أما الهدف الثالث وهو ما يعنينى كمستثمر، أنه كلما ظهر اسم الجونة فى تليفزيونات العالم سيأتى عليها مزيد من الإقبال، وتصل رسالتنا للعالم بأن مصر آمنة، فى ضوء حضور عدد كبير من الممثلين العالميين.

هل خرجت بأى ربح مادى من المهرجان؟
- لا طبعاً، لن نأخذ ربحا ماديا من المهرجان نفسه قبل عشر سنوات، حينما يصبح المهرجان أكثر شهرة، بحيث يكون الإقبال عليه من المشاركين فى المستقبل أكثر من العدد المطلوب فى المهرجان، حينئذ ستكون هناك رسوم للمشاركة، ثم إن المهرجان نوع من الدعاية لا يضاهيها أى نوع من الدعايات الأخرى، و«لو نزلت 100 إعلان فى أوروبا مش هييجى حاجة جنب إنه ييجى ممثلين عالميين وصناع فى السينما العالمية إلى الجونة، ويرجعوا يقولوا لأصحابهم، علشان ييجى وراهم مئات الألوف بعد ذلك».

كيف ترى المهرجان بعد نحو خمس سنوات؟
- لنا تجربة فى بطولة الإسكواش، بدأت بشكل محدود جداً، ثم أصبحت بطولة عالمية بدعاء الوالدين، ولم تكن هناك تذاكر فى بداية البطولة، «دلوقتى المشاركة بفلوس، والاستثمار بعيد المدى، ميزته الأساسية إن محدش هينافسك فيه، وبتطبيق ذلك على المهرجان، فأنا متوقع إن الناس هتدفع فلوس بعد كده علشان تشارك، حينها سيكون من المهرجانات العالمية، وسيكون من الواجب أن يحضره المهتمون بصناعة السينما فى العالم».

لكن لدينا فى مصر تجربة مماثلة لذلك وهى مهرجان القاهرة السينمائى.. وكثيرا ما كان هناك انتقادات حول تنظيمه.. ما الأخطاء التى حرصتم على عدم الوقوع فيها عند تنظيم مهرجان الجونة؟
بصراحة أنا لا أتابع مهرجان القاهرة السينمائى، لكن إذا كان هناك تدهور حدث له، فلا بد من تحليل الخلل والوقوف على علاجه، وما أريد التأكيد عليه أن العمل الجماعى فى مصر فاشل، ولا يوجد منظومة عمل جماعى فى أى شىء، حتى الوزارات نفسها لا تعمل معاً.

ما حجم الإنفاق حول المهرجان؟
- لا أعلم، والحساب الختامى لم ينته حتى الآن، و«اللى ماسكه نجيب، لكن أقدر أقولك إنه غير الإمكانيات كلها الخاصة بالجونة اللى اتحطت للمهرجان، والمبلغ الداعم اللى أنا حطيته، نجيب هو اللى قام بالباقى كله»، وهذه أرقام كبيرة.

هل تجاوزت الخمسين مليون جنيه؟
- بكل تأكيد طبعاً.

على هامش المؤتمر كانت هناك مشاهد أثارت جدلاً واسعاً على السوشيال ميديا منها على سبيل المثال ما قاله أحمد الفيشاوى خلال المهرجان.. ما تعليقك عليه؟
- تعليق المشانق عادة مصرية قديمة جداً، الراجل أخطأ بكل تأكيد، وقال أنا غلطت، فخلاص، والمفروض نفوت الموضوع.

كان هناك ما أثار الجدل أيضاً على السوشيال ميديا حول المهرجان، مثل هجوم غادة عبدالرازق على المهرجان وانتقادها لبعض الفنانين الذين حضروه.. ما رأيك؟
- أنا معرفش مين غادة عبدالرازق، أنا مش متابع السينما ولا غاويها، لكن لو هى من النجوم الكبار أوى، يبقى أكيد فيه حاجة شخصية.

ولماذا إذن لم يحضر وزير السياحة أو الثقافة؟
- يُسأل من لم يحضر.

وهل تمت دعوتهما؟
- آه طبعاً.

وبرأيك ما الذى يمكن أن يكون حال دون حضورهما؟
- ربما لم يحضر وزير الثقافة كونه مسؤولا عن مهرجان القاهرة السينمائى، وحتى لا يقال إنه راح يدعم مهرجان ساويرس بدلا من أن يدعم المهرجان «بتاع الدولة»، «لكن اسألوا وزير السياحة ليه ما حضرش».

ضمن الانتقادات التى وُجهت للمهرجان غياب نجوم من الصف الأول مثل محمد رمضان.. ما تعليقك؟
- «ماسمعتش عن محمد رمضان، وعاوز أقول إن المهرجانات اللى فى مصر سمعتها لدى الممثلين الكبار إنها فاشلة، فتوقعوا إنه هيبقى مجرد حفلة وتضييع وقت وكده، ولما شافوا المنظر بالنجاح ده قالوا يا ريتنا حضرنا، وجايز جداً يكون المنظمين نسيوا ناس مهمة ما دعوهاش، لكن بمرور السنوات الدنيا هتتحسن».

من بين الجمل المؤثرة فى المهرجان ما قاله عادل إمام إن بلدا بلا فن هى بلد بلا ضمير.. هل تعتقد أن بلدنا الآن بها فن حقيقى؟
- أنا شفت فيلم شيخ جاكسون، وأرى أنه من الأفلام اللى لو ركزنا على صناعة أفلام بهذا النوع ستساهم فى توعية المجتمع بشكل كبير، هناك بكل تأكيد أفلام جيدة، لكن أحد أهم أسباب تدهور السينما، أن هناك عددا من الأفلام اختُزلت فى قرشين بتطلع منها آخر الفيلم وخلاص.

حدثنى عن آخر فيلم مصرى أعجبك؟
- أنا مبتفرجش على أفلام مصرى أو أجنبى كتير، أنا بفضل أسمع موسيقى أو أقرأ، الأفلام دى وسيلة لأنى أنام، أحط الفيلم وبعد ربع ساعة أنام.

ما يحدث الآن فى الجونة هو دور مهم لنموذج من رجال الأعمال فى تحسين صورة البلد.. هل تشعر بفعالية دور المجتمع المدنى فى المقابل على هذا النحو أيضاً؟
- مش شرط إن القطاع الخاص يقف يتفرج وبعدين يقول الحكومة ما بتعملش، ما تعمل بنفسك، لو رحت أمريكا وشفت حجم شغل المؤسسات الخاصة هتلاقيه مساوى تقريباً لحجم شغل الحكومة، لكن هنا فى مصر المجتمع المدنى عطاؤه محدود، وما بيصدقوا يلاقوا حجة، طلع مثلاً قانون جديد للمنظمات الأهلية يقولك فيه مشاكل، بمنطق خلاص كده جت منهم ومحدش بقى يطلب مننا حاجة.

أيضاً هناك رجال أعمال مقصرون فى حق البلد.. أليس كذلك؟
- فيه ناس كتيرة مش عايزة تظهر، الفكرة بس إن مشروعات عائلة ساويرس ما ينفعش تتعمل فى السر، ممكن جداً تلاقى ناس بتعمل حاجات كتيرة تحت بند عمل الخير، ما أقصده إننا ما نعممش على رجال الأعمال كلهم، لكن بكل تأكيد هناك رجال أعمال مُقصرون فى حق البلد.
 
وماذا تقول لهؤلاء المقصرين؟
- أقولهم انتم بتزودوا الحقد على الأغنياء، وبتزودوا قرف الدولة منكم، انتم بس نقد نقد طول الوقت، اعملوا حاجة، بدل ما انتم عمالين تشتكوا مثلا إن الدولة مش بتهتم بالتعليم، روحوا ابنوا مدرسة ولا اتنين مش هتفتقروا.

لكنك أعلنت عن مبادرة إنشاء الـ10 آلاف مدرسة.. أين هى؟
- دى قصة مش عاوز أتكلم عنها، الموضوع دا اتقفل بالنسبة لى وانتهى.

هل «الإجراءات البيروقراطية زهقتك»؟
- بصراحة آه، زهقونى جداً لدرجة إنهم لو قالوا لى دلوقتى تعالى ننفذ بقى هقولهم لأ، ليه أقعد أجرى سنتين علشان أعمل الموضوع ده.

لو تحب أن تطرح مبادرة تخص رجال الأعمال بماذا تنصح؟
- أنصحهم بالتبرع لمدينة زويل، فهى مشروع قومى مهم، والرئيس مهتم بشكل شخصى بهذا المشروع العملاق، وهذا كيان قائم وله مجلس إدارة وطنى وموثوق فيه، ومكان ممتاز جداً لأى واحد خايف يدى فلوسه للحكومة تضيعها أو خايف من البيروقراطية اللى ممكن تقف قدام أى عمل خيرى ممكن يعمله، مفيش شك إن أى جنيه هيتحط فى مدينة زويل هيروح لمكانه الصحيح، هى فرصة لاستكمال تأسيس مكان علمى بحثى على مستوى عالمى، ولا يجب أن ننسى أن من أسس الأمر هو الراحل الدكتور أحمد زويل وهو عالم كبير مش أى كلام، واحنا بنسعى لجعل هذا الكيان هو المستقل فى الإدارة، لأن منظومة الإدارة فى مصر عمرها ما وصلت لهذا المستوى الركيك نتيجة الرعب الموجود لدى المسؤولين عن القرارات، وإرهاب صغار الموظفين أصحاب المصالح الخاصة للمسؤولين الكبار، لما يقولولهم إحنا مش هنوقع على القرار ده، ممكن الرقابة الإدارية تشك فيه، فيقوم المسؤول الكبير يخاف يتسجن.

كلامك ينقلنى للحديث عن انتشار الرشاوى خلال الفترة الأخيرة.. هل تعتقد أن السبب الرئيسى للرشوة هو فساد رجال الأعمال أم تعنت القانون؟
- ممكن يبقى واحد حرامى ورجل أعمال حرامى أكتر منه اجتمعوا مع بعض علشان يسرقوا الدولة، وممكن يبقى رجل أعمال بيدفع رشوة علشان ياخد حقه، وممكن يبقى رجل أعمال بيحاول يُفسد موظف علشان مصلحة ليه، فى حين أن الموظف مقهور وتحت الضغط فيمضى، عندنا نوعيات من الرشاوى بتدفع فى مصر بكميات غير طبيعية ولأسباب متعددة.

بماذا تصف الجهاز الإدارى فى مصر فى كلمة واحدة؟
- جهاز صُنع لتعذيب الشعب المصرى.

وما الحل؟
- فيه أمثلة كتيرة، احنا عندنا هيئة التنمية السياحية عملها الدكتور فؤاد سلطان، لما شاف فساد المحليات والرشاوى اللى بتتدفع علشان رخص البناء، فقال أنا هقلب الآية، المستثمر هو اللى عليه يدرس القانون وصلاحيات البناء، والإطار القانونى والسليم للبناء ويبنى، واحنا دورنا لو لقينا حاجة مش مظبوطة نعمل له مخالفة ثم إزالة، ولا ياخد رخصة ولا موافقة ولا حاجة، لكن يبلغنا وهو بيبنى ويبعتلنا كل الرسومات، بالطريقة دى الموظف ما يبقاش متحكم فى قصة الرخصة، ومفيش ولا مليم اتدفع رشوة، وبالتالى احنا ممكن نلغى كل رخص البناء، الناس تبنى على كيفها وتبلغ الجهة المسؤولة بكل التفاصيل، والمخالف يُحاسب.

على مستوى آخر.. هل أنت متفائل بمستقبل البلد؟
- متفائل طبعاً، لأن البلد فيها ديناميكية غير عادية، عندنا شباب واعى يقوم بالبلد، فى حين أن هناك دول أخرى تعانى من ندرة الشباب،  والناس اللى شغالة كبرت ومفيش شباب.

قلت قبل ذلك إن هناك حوالى 25 مليار دولار استثمارات هربت من البلد منذ ثورة يناير وحتى توقيت تلك التصريحات العام الماضى، فهل زاد ذلك الرقم؟
- لأ، بدليل إننا قضينا على أزمة الدولار، الأزمة خلصت بأن فيه دولارات دخلت مصر أكتر من الدولارات اللى بتخرج بهدف الاستيراد رغم أنه معروف إننا بنستورد أكتر ما بننتج وأكتر ما بنصدر، فاتجاه إن رجال أعمال يطلعوا فلوسهم بره مصر توقف وأصبحت هناك فرص كبيرة للاستثمار، لكننا جاملنا كل من هرب بفلوسه برة مصر خلال الثورة بإننا إدينا له الدولار بربع تمنه دلوقتى، رغم إنك كنت المفروض تعوره، بحيث تقوله لو عاوز تِطلع فالدولار بعشرين جنيه ودا اللى عندى، لكن كونك تديه له بدعم من الاحتياطى بتاعك علشان ياخده ويمشى بيه، فكانت منظومة غلط جداً، فضلاً عن أن القرارات الفوقية والبوليسية لمكافحة تهريب الدولار كانت سياسة خاطئة جداً.

كلامك فى الاقتصاد يدفع بعض الناس للتساؤل عما لو كان سميح ساويرس وزيراً بالحكومة الحالية؟
- أنا ضد مبدأ إنك توصل لهذا الحجم فى الاقتصاد زينا كده، فضلاً عن وجودك خارج مصر باستثمارات كبيرة، مينفعش تقول لحد زى دا سيبك من كل اللى بتعمله فى العالم كله وتعالى بقى اشتغل وزير، الأمر الآخر هو أن المنظومة الحالية لا تعطى للوزير نفس الهيبة ولا الإمكانيات ولا السلطات ولا الحماية، ودى أهم وأخطر حاجة، طول ما الوزير النهاردة ممكن يتحبس سنتين تلاتة بوشاية وبعدين يطلع براءة، طبعاً هيمشى جنب الحيط، وكل قرار بشلن بدل ما ياخده بنفسه، لازم يروح مجلس الوزراء علشان يوزع المسؤولية على الآخرين، دى مش طريقة إدارة ولا شغل، مينفعش نجيب 32 وزير فى اجتماع علشان نناقش مشكلة مصنع بوتاجاز.

وهل سمعت من وزراء ما جعلك تصل لتلك النتيجة؟
- ما اتكلمتش مع حد من الوزراء إلا وقاللى الكلمتين دول، الوزير منهم يقولى إنت عاوزنى أتحبس زى فلان، دى مش من وقتى، ولو حليتها هيعتبروها مجاملة ليك، بسمعها مثلاً مرتين كل أسبوع من وزير ما، وبعدين تيجى القيادة السياسية تسألهم، يقولوا لأ يا فندم إحنا بناخد قرارات أولا بأول، هذه مشكلة كبيرة ولا يوجد فى الأفق ما يُبشر بحلها، بإعادة الهيبة والسلطة للمسؤول وحمايته عند القرار الخطأ، ما أفهمه أن الوزير أو الموظف اللى تمسكه بيسرق إدبحه، لكن اللى خد قرار خطأ لم يتربح من ورائه ليه نعمل فيه كده.

دائما ما نسمع تصريحات من المسؤولين عن تشجيع الاستثمار، هل هناك تحسن بالفعل أم أن هناك أمرا آخر على الأرض؟
- الحديث عن تشجيع الاستثمار كلام جرايد، والقانون الجديد لن يفيد، والمستثمرين جم فى ظل وجود القانون القديم رغم وجود مشاكل فيه، الأزمة ليست فى القانون لكن فى القائمين على تنفيذ القانون، لو القائمين عليه خايفين ينفذوه يبقى هى دى المشكلة، ودا واقع وحاصل.

أزمة أخرى تتمثل فى ضياع مبادرات دعم الشباب التى يعلن عنها الرئيس لمساعدتهم فى عمل المشروعات الصغيرة، وتوزيعها كقروض لرجال الأعمال، كيف نحل تلك الأزمة؟
- الرئيس لجأ للقوات المسلحة، لأنه شايف إن دى المنظومة الوحيدة اللى فيها ظبط وربط علشان كده إنجازها زيادة.

هل أفهم من حديثك أنك ترى أن الهيئة الهندسية مثلاً أشطر من الحكومة؟
- طبعاً لإنها بتشتغل بديناميكية غير طبيعية، بيشتغلوا زى القطاع الخاص بالظبط، أنا بدخل مكتب كامل الوزيرى بشوف ديناميكية غير عادية فى مكتبه، كأنه شغل فى قطاع خاص.

هل تؤيد مقترح تعيينه رئيساً للوزراء؟
- هيفشل فى ثانية، لإن المنظومة اللى هيلاقيها هناك هتعجزه، فمش هيوصل لجودة الإنجاز اللى بتنتجها القوات المسلحة فى دورها المدنى لإنها مش مكبلة بكمية قيود وبواقى قيود بالية.

تقصد أن استعانة الرئيس بالقوات المسلحة لتنفيذ بعض المشروعات سليم؟
- الدولة دى كانت هتنهار لو مكنش الرئيس تدخل وأنقذ البلد، والناس كانت هتنزل تاكل بعضها والحرايق تملى الشوارع، فمكنش فيه الرفاهية اللى تسمحله يصلح نظام بايظ من أيام عبدالناصر من سنة 1952.

وهل ترى أن نظام عبدالناصر هو السبب فيما نحن فيه الآن؟
- مينفعش نلوم واحد مات من عشرات السنين، وبعدين اللى جه بعده مصلحش ليه، هو عبدالناصر لسه بيحكم، دا زى واحد بيقول الله يخربيته الملك خوفو ضيع فلوس البلد وعمل هرم كبير، لو كان عمل الهرم صغير شوية كان البلد كلها بقت أغنياء.

بصراحة، هل تحب جمال عبدالناصر؟
- أبقى كذاب لو قلت بحبه.

انتقالاً لملف آخر، فى رأيك من المسؤول الأول عن عدم تطور منظومة السياحة بالشكل المطلوب؟
- المسؤول الأول هو وزارة السياحة، والحقيقة دا ملف موجع جداً، المفروض كان يحصل تطور كبير عن اللى حصل، لكن وزير السياحة جه لقى فاتورة كبيرة من قبل كده، هو اترعب مثلاً من حجم مطالبات كل الشركات الأجنبية اللى تراكمت فى عهود سابقة، ودى حاجات لازم تُدفع، فمدفعهاش لإنه قال ممكن تكون ورقة مش مظبوطة ولا حاجة، فالأجانب ابتدوا يحسوا إن التعامل مع تلك الحكومة غير موثوق فيه، وبالتالى طوروا أسلوبهم بحيث تبقى مصر فى الملاذ الأخير، إلى جانب إن فيه دعم لنظام للشارتر، المفروض إن الدولة قالت إنها هتدفع نسبة على الكراسى الفاضية علشان الخواجة صاحب الطيارة ما يتخربش بيته، نتيجة إن النظام دا اتعمل ولم يُحترم من قبل الدولة، كل الناس السنة دى حطت طيارات أقل بكتير جداً من حاجة السوق، النتيجة إنك ما تلاقيش كرسى فاضى على الطيارة وفى نفس الوقت نص اللوكندات فاضية، ناس كتير من أصحابنا بنجبلهم كراسى بالواسطة، الإقبال على مصر راجع واحنا ما استفدناش من الأحداث اللى حصلت فى تركيا.

وما الحل فى تقديرك؟
- غالباً هنفضل كده، أنا معنديش أمل.

وماذا لو كنت وزيراً للسياحة؟
- هو أنا عبيط يا عم، إنت عاوزنى أدخل السجن، ثم إنى مش هعرف أعمل حاجة لإن المنظومة الموجودة مش هتساعدنى، وعلشان كده لا يمكن أوافق أشتغل فى المنصب دا، أنا أعتقد إن العائق الأكبر أمام تنمية مصر هو عدم تمكين المسؤول من اتخاذ قرار جرىء من غير ما يدخل السجن، الوزير أيام زمان كانت كلمته زى السيف.

بمناسبة الوزراء، ما رأيك فى نغمة عمل المجموعة الاقتصادية خاصة أن هناك مطالبات بتعيين نائباً لرئيس الوزراء للتنسيق بينهم؟
- ما بحبش أتناقش فى الموضوع دا، مينفعش أتناقش أدخل ابنى أى جامعة وهو ساقط إعدادية، لما ينجح فى الإعدادية أبقى أشوف هدخله أى جامعة، لما الوزراء يبقوا مُمكنين ومش كل واحد فيهم خايف على روحه يبقى نتكلم عن المجموعة الاقتصادية.

وماذا عن رئيس الوزراء شريف إسماعيل؟
- الراجل بيشتغل طول اليوم وبيحاول ينسق كل الحاجات، وبيشتغل فى إطار منظومة فُرضت عليه مش هو اللى اخترعها، هو جاى ينفذ دور موجود، محدش ينفع يلومه على أى شىء فى حدود الإمكانيات الموجودة معاه والقلق العام لدى الوزراء عنده.

لكن البعض يقول إن الرئيس يعمل وحده، وأن النتائج الملموسة على الأرض لا تتم إلا بتدخل مباشر منه سواء فى الخارج أو الداخل، ما تعليقك؟
- شوف، لما يحصل مشكلة كبيرة فى أوراسكوم لازم أنزل أشمر هدومى وأحل المشكلة بنفسى، الوضع بتاع مصر النهاردة فرض عليه يشمر دراعه وينزل، هو مش غاوى وجع قلب.

هل تؤيد ترشح الرئيس لمدة رئاسية ثانية؟
- بكل تأكيد، أى بلد يتغير الرئيس فيها بعد 4 سنين تبقى مصيبة، ما تقدرش تتخيل حجم الدمار اللى ممكن يحصل لمصر اقتصادياً وسياسياً لو إبتدينا من الصفر بعد 4 سنين مع واحد جديد، أنا أصلاً ضد مدة الحكم اللى هى 4 سنين، شايف إن المدة الواحدة تبقى 6 سنين.

لو تحدثنا فى ملف الدعم، هل يصلك دعم من الدولة حتى الآن؟
- أيوه باخد دعم على الديزل، مش بناخده بتمنه خالص.

هل تُطالب برفع الدعم عنك؟
- بالظبط، عنى وعن كل رجال الأعمال التانيين، والدولة توجه الدعم دا للى يستحقه، بصراحة احنا ما نستاهلش دعم كقطاع السياحة، انت بتنافس ناس مصاريفها أكتر منك، ليه كمان ناخد دعم.

ولماذا تدعم الدولة اليخت الخاص بك؟
- أنا سألت كده كتير والله.

وكم لتر بنزين يحتاجه اليخت الخاص بك فى التفويلة الواحدة؟
- حوالى 10 آلاف لتر، وحتى لو أنا واخد 2 جنيه دعم فى اللتر، يعنى 20 ألف جنيه دعم، والمبدأ نفسه غلط، احنا مش محتاجين دا، والدولة المفروض ترفعه عننا، أما بالنسبة للمواطن فلو لغينا كل الدعم وسبنا الدعم بس بشكل سليم وكفء على التعليم والصحة، يبقى كده كفاية أوى.

هناك أزمة كبيرة يتحدث عنها الرئيس دائما وهى التضخم السكانى الذى يأكل أى تحسن فى مستوى النمو، كيف يمكن حل تلك المشكلة فى تقديرك؟
- كان فيه إدارة للمشكلة دى قبل كدة وعملت إنجاز كبير، النهاردة الفقراء ما بيقدروش يشتروا حبوب منع الحمل، فلازم الدولة تدعم الحبوب دى والحاجات اللى من النوع دا، إلى جانب توعية الناس بخطورة التضخم السكانى، إضافة إلى أن الدولة المفروض تدعم حتى الطفل التالت، والزيادة عن كدة تتكفل بيهم الأسرة، بحيث الدولة تتعامل مع الموضوع دا بسياسة العصا والجزر.

انتقالاً لسياق آخر من الحديث، لماذا لم يدخل سميح ساويرس عالم السياسة؟
- أنا ضد نظرية إن الواحد يدخل فى الشغل والبيزنس والسياسة كمان.

فى اعتقادك ما السبب الذى يدفع أى رجل الأعمال للدخول فى السياسة؟
- ممكن يكون عنده تجربة عاوز يطبقها.

هل تتحدث عن نجيب ساويرس؟
- أنا مش لازم أبقى موافق على كل حاجة بيعملها نجيب، أنا وأبويا وأخويا كلنا كنا ضد دوره السياسى بالرغم من نُبل أهدافه وإن كلها بتصب فى صالح البلد، لكن أنا مش موافق على هذا التوجه إن رجل الأعمال يشتغل فى السياسة، رجل الأعمال يبقى رجل أعمال والسياسى يبقى سياسى.

قلت فى أحد الحوارات إنك لن تترك لأحد من أولادك نصيبا من التركة يمنعه من العمل والاجتهاد، هل حديثك أغضب أحدا منهم؟
- دا كلام بقوله ليهم كتير، اللى عاوز يبقى زى سميح يشتغل زيه، مش هسيبلهم حاجة على الجاهز.

- وهل تتفق مع من يصف الشباب المصرى بأنه كسول؟
آه طبعاً كسلانين، الشباب مزود العيار فى الطلبات، بابا دولة وبابا حكومة وبابا فى البيت، الشباب مستسهل جداً، ما يروحوا ينضفوا الشوارع أو يشتغلوا فى اللوكندات هنا بدل ما هم قاعدين على القهاوى.
 
شاب مصرى سيسأل لو أنا معدم تماماً، كيف أستطيع أن أكون غنياً مثل سميح ساويرس؟
- دا كله حظ، إوعى تفتكر إن الغنى ذكاء وشغل وكده، الغنى %60 منه حظ، الشغل والذكاء والمثابرة باقى النسبة.

هل تقصد أن عائلة ساويرس محظوظون؟
- طبعاً محظوظين جداً، مبدئياً احنا محظوظين منذ ولادتنا إن أبونا اسمه أنسى ساويرس.

قلت أيضاً لن أمنح بناتى نصيباً كبيراً من التركة حتى لا يطمع فيهن الشباب، ما الشروط التى يجب أن تتوافر فى الشاب الذى سيتزوج ابنة سميح ساويرس؟
- كلهم مع بعض على وسائل التواصل، مبقاش فيه النهاردة إنك تتناقش، هى هتيجى تقول دا اللى أنا هتجوزه، حتى لو أنا قلتلها دا شكله خيبان، مش هتسأل فيا.

بصراحة، حدثنى عن جنسية أولادك؟
- كلهم عندهم باسبورتات مصرية، حتى مراتى التانية مش مصرية لكن عندها باسبور مصرى، لكن ولادى عندهم باسبورتات تانية، أذكر أنى عملتلهم الجوازات وقت الإخوان خوفاً من إنهم يُبطلوا الجواز واحنا فى الخارج فتبقى مشكلة فى أى مطار.

وهل لديك جنسية أخرى غير المصرية؟
- واخد جنسية مونتينيغرو، لظروف السفر إنه لازم يبقى عندنا باسبور تانى.

رجال الأعمال يغضبون من سؤالنا عن حجم ثرواتهم لأنه أمر شخصى وأنا أقدر ذلك، لكنى أعتقد أنه من الصعوبة أن شيئاً يُغضبك، أليس كذلك؟
- شوف، أنا ثروتى الساعة 3 مش هى ثروتى الساعة 3 ونص، وأغلب ثروتى مش فلوس مش كاشات، لكن هناك أصول كتيرة قيمتها بتتغير.

ماذا تتذكر دائماً من قصص الطفولة التى أثرت فى تكوين شخصيتك؟
- فاكر لما والدتى خدتنا واحنا أطفال أقل من عشر سنوات فى أدغال الوراق، ووعدتنا إننا هنجيب لعب جديدة، لو أخدنا دولاب اللعب القديم نديه للأطفال هناك، ولما شفت أد إيه فرحة الأطفال باللعب اللى احنا زهقنا منها، بتحسسنى طول الوقت إنك تقدر تسعد أى إنسان بشكل بسيط.

هل لوالدتك الدور الأكبر فى تربيتكم أم الوالد؟
- الوالدة كان ليها دور أساسى أكتر من أبويا، وهو معتمد عليها فى الموضوع دا.

هل تتذكر أول مرة ضربك فيها والدك أنسى ساويرس؟
- محدش فينا اتضرب أبداً.

لماذا لا تعملوا مع بعض كأشقاء إذن؟
- علشان ما نتخانقش.

حدثنى باختصار عن الفرق بينكم؟
- نجيب كأنه طيار بسرعة الصوت، وناصف عامل زى اللى راكب دبابة ماشيه براحتها لكن مفيش حاجة بتقف فى سكتها، وأنا راكب على الحمارة بتاعتى بتمختر يعنى، لكن كله فى النهاية بيوَّصل، وأنا أفضَّل أبقى قاعد على الحمارة لكن برنس.
 
لو أردت أن تشكر شخصا ما كونه أثر فى حياتك بشكل كبير، من يكون؟
- الدكتور مجدي يعقوب، الرجل وصل لهذه القمة، وبتقعد معاه تلاقيه متواضع بشكل غريب، أنا بقول يارب ادينى نص التواضع بتاعه، لإن النجاح بيولد نوع من العنجهية، وإنك تبقى فاكر إن محدش قدك.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.