الأقباط متحدون - أصوليات هذا الزمان: الأصولية الشيعية نقيض العلمانية (36)
  • ١٣:٣٠
  • الاربعاء , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
English version

أصوليات هذا الزمان: الأصولية الشيعية نقيض العلمانية (36)

مقالات مختارة | بقلم :مراد وهبة

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

مراد وهبة
مراد وهبة

 ما الذى دفع الأصولية الشيعية إلى إحداث تغيير جذرى فى لبنان؟

 
للجواب عن هذا السؤال يلزم بيان التطور التاريخى الذى حدث فى العالم الإسلامى إثر الهيمنة الغربية منذ منتصف القرن التاسع عشر، والتى أدت بدورها إلى صعود الأصولية الإسلامية بين المسلمين فى هذا الزمان، والتى أفضت إلى إحداث توازن بين وعد الله بانتصار المسلمين على كوكب الأرض وبين أزمتهم الروحية الناتجة من الهيمنة الغربية. وقد سار هذا التوازن فى اتجاهين.
 
الاتجاه الأول ونعنى به لزوم الإصلاح الداخلى الذى كان محكوماً بالدعوة إلى العودة إلى التعاليم الأصلية للإسلام والكامنة فى القرآن وفى السُنّة المطهرة، ذلك أن المروجين لهذا النوع من الاستجابة الإسلامية كانوا على اعتقاد بأن انتصار الجيل الأول من المسلمين مردود إلى الالتزام بالإيمان النقى، وبأصول الإسلام، وبالتالى فإذا أراد المسلمون استعادة هذه المكانة فعليهم تأسيس ممارستهم بما فى ذلك نظام الحكم على المُثل المذكورة فى القرآن والسُنة. وفى هذا المعنى تكون الأصولية الإسلامية نقية وخالية من أى تلوث غربى. وكان هؤلاء المسلمون هم الإخوان المسلمون المنتشرون فى أنحاء كوكب الأرض. إلا أن هؤلاء قد ارتأوا أن أصوليتهم تستلزم تأويلاً إبداعياً للمعانى الدينية، بحيث يمكن تطبيقها فى مسار التاريخ الإسلامى المعاصر، وبذلك تضيق الفجوة بين ما هو مثالى وما هو واقعى إلى أن تتوارى، ومن ثم تنعكس الرسالة الإلهية على النظام الكونى كما تنعكس على الفرد والمجتمع. وبغير ذلك فإن الكارثة قادمة وبهيمنة العلمانية التى تبعدنا عن الله، بل تبعدنا عن تحكم الله فى نظام الحكم على نحو ما جاء فى الشريعة. ويترتب على ذلك حدوث تناقض حاد بين ما هو إسلامى وما هو غربى.
 
والسؤال بعد ذلك:
 
لماذا يحدث هذا التناقض الحاد فى هذا الزمان؟
 
لأن الحداثة التى يمكن إيجازها فى التنوير والثورة العلمية ومع ما يلازمها من التحديث الذى هو عبارة عن النتائج العلمية للحداثة قد اقتحمت العالم الإسلامى بفضل عاملين: القوى الغربية الاستعمارية والنخبة الإسلامية المتغربة، أى التى تأثرت بالحداثة ومنتجاتها. إلا أن هذه النخبة مع ما لازمها من حكام ديكتاتوريين متغربين فشلوا فى تأسيس مؤسسات تكون مدخلاً إلى مقتضيات الحداثة. وهنا حدث ما يدعو إلى السخرية وهو أن النموذج الغربى العلمانى القوى حل محل النموذج الإسلامى الضعيف. وكان من شأن ذلك أن ازداد اعتماد العالم الإسلامى على العالم الغربى، وبذلك حدث تشويه للهوية الإسلامية. وقد فطنت الأصولية الشيعية إلى هذا التشويه فناضلت ضد الملكية الإيرانية، وذلك باستقلالها عنها وتلاحمها مع رجل الشارع، مع الزعم بأنها حامية الإسلام ضد الكفار. وفى ترقب ظهور المهدى المنتظر، ومع بداية القرن العشرين حدث غليان جماهيرى ضد حكم الشاه. وهنا أثير السؤال الآتى: إذا أصبح المجتمع فاسداً.. فهل المسلمون ملزمون بحمل السلاح للقضاء عليه؟ وجاء الجواب بالإيجاب لتحقيق وعد الله بتأسيس مجتمع عادل.
 
إلا أن ثمة تناقضاً جديداً حدث فى لبنان بين الأصولية الشيعية وفكر الإمام موسى الصدر.. فماذا حدث له؟
 
أخرج عن النص لأجيب عن هذا السؤال.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع