دولة القانون هى الحل
مقالات مختارة | بقلم :د. عماد جاد
الاثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧
فشلت المفاوضات بين وفد كردستان العراق وممثلى الحكومة العراقية فى التوصل إلى اتفاق لتأجيل الاستفتاء الكردى الذى بدأ أمس (25 سبتمبر) للانفصال عن العراق، وقد بُذلت جهود حكومية كثيرة من أجل إقناع حكومة كردستان العراق بتأجيل الاستفتاء والدخول فى مفاوضات من أجل الاتفاق على أسس جديدة للعلاقة بين الطرفين، وفى الوقت الذى تصر فيه حكومة كردستان العراق على إجراء الاستفتاء فى موعده المحدد ثم الحوار لاحقاً مع الحكومة العراقية، فإن الأخيرة تتمسك برفض الاستفتاء وتصر على استخدام القوة العسكرية فى حال ترتب على الاستفتاء إخلال بالقانون وأعمال شغب، وهو المتوقع فى حال مجىء نتيجة الاستفتاء بموافقة سكان كردستان العراق على الانفصال عن بغداد. ولا تتوقف آثار وتداعيات استفتاء كردستان العراق على حدود البلد فقط، بل تثير قضية الوجود الكردى فى ثلاث دول أخرى فى المنطقة هى تركيا وإيران وسوريا، فأكراد هذه الدول يعانون بدرجات متفاوتة ظلماً تاريخياً وتمييزاً حاداً يختلف من دولة إلى أخرى، فتزداد القسوة والمعاناة فى تركيا، حيث تعرّض الأكراد لظلم تاريخى وتمييز شديد طال القومية الكردية ذاتها، وتواصل صراع المصالح بين الدولة التركية وبين فصائل من أكراد تركيا تطالب بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة تضم مستقبلاً أكراد الدول الثلاث الأخرى، كما أن الدول الأربع التى توجد فيها أقليات كردية وظفت الأكراد فى لعبة الصراع فيما بينها. ومما فاقم المشكلة تركُّز الأكراد فى مناطق جغرافية محددة داخل الدول الأربع، ومن ثم ظلت القومية الكردية حية بين أهلها وتوحدت الرؤية بين الأكراد على أن العيش فى ظل دولة كردية مستقلة هو الكفيل بإنهاء معاناة الشعب الكردى.