الأقباط متحدون - الاستدلال الفاسد
  • ١٣:٤٢
  • الأحد , ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧
English version

الاستدلال الفاسد

مقالات مختارة | بقلم :د. عماد جاد

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

 تناولت فى مقال أمس الأول، الذى كان بعنوان «لقاءات الرئيس فى نيويورك» قضية الأساس المصلحى لعلاقات الدول، فالعلاقات تبنى على المصالح لا المشاع، ومن ثم فالعلاقات لا تعرف الحب والكره، بل تعرف المصلحة، وحيث توجد المصالح تبنى العلاقات بين الدول، وفى هذا السياق، أشرت إلى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ورددت على من هاجم اللقاء فى حد ذاته، بأن مصر عادت لممارسة دورها الإقليمى، وبعد أن حققت خطوة كبيرة على طريق المصالحة الفلسطينية، تبقى أن تمارس مصر دورها لاستئناف عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وفى هذا السياق أشرت إلى الأساس المصلحى للعلاقات المصرية الإسرائيلية الذى فى سياقه اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قراره بعدم الوقوف ضد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، وأرسل وفوداً تطلب من أعضاء الكونجرس اتخاذ مواقف موضوعية تجاه الأحداث فى مصر، وهو قرار اتخذه كسياسى قارئ للأحداث والتطورات صحيح أنه كان سعيداً بحكم المرشد والجماعة، الذى أوصل مصر إلى مرحلة متدنية للغاية، ووضعها على مشارف حرب أهلية، وبعد أن كان شعار الجماعة ورفاقها «ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين»، كان الخطاب الذى أرسله «مرسى» إلى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، استهله بكلمة الصديق العزيز، واختتمه بكلمة صديقك المخلص. لم يرد نتنياهو أن يظهر فى صورة من يقف ضد ثورة الشعب المصرى، فقرر بعد قراءة واقعية مصلحية دعوة أعضاء الكونجرس، لتبنى مواقف موضوعية من ثورة 30 يونيو. ما كتبته دفع أحد أساتذة فلسفة القانون بجامعة الزقازيق، وهو الدكتور نور فرحات، ليكتب على صفحته تعليقاً على فقرة من المقال أن الكاتب يريد أن يقول إن ثورة المصريين فى 30 يونيو هى مؤامرة صهيونية، وهو استدلال أقل ما يوصف بالفاسد، ويمكن أن تكون هناك صفات أخرى لا داعى لذكرها، ويكفيه فخراً أن تشاركه الرؤية صفحة حزب الجماعة المحظورة (الحرية والعدالة) التى علقت على ذات الفقرة بالقول: «جاد يعترف بأن إسرائيل ساندت الانقلاب العسكرى»، فالتوافق فى القراءة المتعسفة والاستدلال الفاسد يؤكد لنا على جسر الهوة مرة أخرى بين قطاعات من التيار القومى واليسارى وبين الجماعة الإرهابية مرة أخرى، ومن قراءة نعى عدد من المنتمين إلى التيارين القومى واليسارى للمرشد السابق للجماعة مهدى عاكف، يكشف لنا عن ضعف ذاكرة هذين التيارين وقصر نظر بعض المنتمين إليهما، فالخلاف مع النظام الحالى والاختلاف معه شىء، والموقف من الجماعة الإرهابية شىء آخر، فهذه جماعة كانت فى طريقها لتمزيق شمل الوطن، تآمرت على مصر، وسرّبت أسرار أمنها القومى لقطر وتركيا، كانت تقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، ومن ثم فالخلاف معها جذرى، أما النظام القائم فى البلاد، فيمكنك أن تختلف معه، وتدخل فى خلاف سياسى اقتصادى أو أيديولوجى، ويظل خلافاً على الأرضية الوطنية، وسقفه الوطن أيضاً.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع