الأقباط متحدون | هل اقتربت الساعة؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٥ | الجمعة ١ ابريل ٢٠١١ | ٢٣ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس رؤية
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٨ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

هل اقتربت الساعة؟

الجمعة ١ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي
ثمة من يتصور أو يحاول أن يصور لنا أن الأوضاع قد حسمت لصالحه. وهكذا شهدنا  تجربة لتطبيق الحدود بناء على اتهامات مرسلة ضد أحد الأقباط، وتواصل الاعتداء على الكنائس. وعلت نبرة التهديد لكل من يخالف رأى أصحاب الجلابيب القصيرة، وزادت مساحته وكأنه إعلان بأن الدنيا قد دانت لهم. ويبدو أن ضعف الدولة قد ترك فراغا يرتع فيه الرعاع والفوضويون والجهلة وأنصار النظام القديم.

قد نسمى ذلك انفلاتا أمنيا، وقد نطلق عليه أى اسم آخر، لكنه فى النهاية طفح، ناتج عن مرض قديم، ظل يتفاقم لأن الحكومات المتعاقبة لم تحاول علاجه. ذلك المرض هو التخلف، الذى أبقى عليه الاستبداد ليستفيد من وجوده. وقد أجريت عمليات تجميل أفلحت فى تغطيته بجلد ناعم، لكنه تحت هذا السطح المصطنع ظل ينخر فى جسد الأمة. وها هو الآن يفضح عمليات التجميل الزائفة، التى زرعت وهما نستطيع الآن أن نميزه. فى هذا السياق قيل لنا أن حجم الناتج القومى ازداد وكان يقترب من رقم الترليون جنيه، بينما يزاد الفقر وتزداد من هم تحت خط الفقر.

لم يقتصر التجميل على وهم النمو، بل شمل وهم التعليم. شهدت الإحصاءات بزيادة أعداد المدارس، غير أنها لم تفلح فى إخفاء الصورة القبيحة لعمليات التلقين السطحية وإعطاء شهادات صحيحة الأختام، لكن مضمونها زائف. شهدت الإحصاءات أيضا بأن أعداد الإناث فى التعليم قبل الجامعى فاقت أعداد الذكور، وأن أعدادهن فى الجامعات اقتربت من أعداد الذكور، وكأن الأنثى فى مجتمعنا كسبت رهان التحرر. والواقع يؤكد أن الإناث ما زلن مواطنات من الدرجة الثانية. وبصورة هزلية ترسم دائرة يختفى فيها التمييز، حيث توضع كل النساء غير المحجبات تحت التهديد بتشويه وجوههن، عقابا لعدم إخفائها.

هل تظل حركة الأمة المصرية محصورة داخل تلك الدائرة المغلقة، إلى أن تنتقل السلطة رسميا لمن يستطيع إعادة التوازن وتحقيق الانضباط؟ ولمن يا ترى ستكون تلك السلطة؟ أتكون لمن يتحدثون عن مصر نفاقا وهم لا يقصدون سوى أنفسهم، وكأن مصر قد تجسدت فيهم؟ هؤلاء فى الحقيقة لا يريدون لمصر أن تتجاوز عتبات زواياهم ولو بخطوة واحدة. والغريب أن يعلن الإخوان أنهم لا يمارسون العنف أو التمييز، ولا يؤيدون تلك الممارسات. وغريب أيضا أن يعلن السلفيون بدورهم أنهم ليسوا متورطين فى أى ممارسات للعنف أو التحريض عليه، فى مواجهة مخالفيهم فى الرأى أو العقيدة. وإذا كانت هذه الإعلانات صحيحا فمن يا ترى زرع فى أدمغة الرعاع والفوضويين أن الإسلام هو تلك الممارسات البدائية التى يتمرغون فيها؟

كيف نصدق تلك الدعاوى بينما تتسع ممارسات الفوضى، وتشتد الصراعات بين التيارات الإسلامية ذاتها. سلفيون أعلنوا عريضة اتهام تكفر الصوفيين، وشنوا حملة لهدم الأضرحة. هدموا حتى الآن ضريحا بالمنوفية، وآخر فى مينا البصل بالإسكندرية، وثالثا بدمنهور. وردا على هذا تجمع الصوفية بمنطقة الحسين فيما أسموه وقفة تظاهرية، وطالبوا بإصدار فتوى بعدم هدم الأضرحة وعدم تكفير الصوفية. صورة هزلية أخرى، لا تتعلق المطالب فيها باصدار قانون بل فتوى. والفتاوى تعبر عن عقائد، فهل تبدأ موجة اعتصامات لإجبار أصحاب حق الفتوى بالعمل على تغيير العقائد؟
الرد على هذا كله ما زال ممكنا، ولا رد سوى تكتل الأحرار والمستنيرين فى هذا الوطن، للدفاع عن الحرية والتقدم، والذود عن روح الحضارة، وإعادة الاحترام لعقل الأمة. نحن فى حاجة إلى أحزاب جديدة وجمعيات جديدة، واحتشاد يصد هجوم الغربان ويبدد سواد الليل. وهل تتراجع الظلمة إلا بطلوع النهار؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :