زاهي حواس: مشيرة خطاب الشخص المناسب لقيادة اليونسكو
أخبار مصرية | صدي البلد
السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧
أكد الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، أن الوزيرة مشيرة خطاب المرشحة لمنصب مدير عام اليونسكو مؤهلة بحق لتولي هذا المنصب، فهي شخص استثنائي يتمتع بمؤهلات عالية، وسوف تكون قادرة على خدمة اللجنة العالمية بتفان ومهنية، وهي الشخص المناسب لقيادة المنظمة خلال هذه الأوقات العصيبة.
وقال حواس - في مقال نشر على المدونة الخاصة بوزارة الخارجية تحت عنوان " لماذا مصر لليونسكو" باللغتين العربية والإنجليزية- إن موعد اختيار مرشح جديد لتولي منصب المدير العام لليونسكو يقترب، وهو قرار على قدر كبير من الأهمية.
وأضاف " وأود هنا أن أشرح للعالم لماذا يعد من الأهمية بمكان أن يعطى هذا المنصب لمرشح عربي، وتحديدا لمرشحة مصر، مشيرة خطاب".
وأوضح أن فرنسا قد تقدمت بمرشح لتولي رئاسة اليونسكو "صحيح أن مقر المنظمة يقع في باريس، وأن الفرنسيين متعاونون رائعون في مجال التراث الثقافي، أتكلم هنا من مواقع خبرة شخصية: هناك العديد من البعثات الفرنسية التي تعمل حاليا في مصر، والتعاون الأثري بين بلدينا رائع".
واشار الى ان البعثة الفرنسية المصرية إلى معابد الكرنك تعد مثالا ممتازا للتعاون الدولي، حيث يعمل علماء الآثار من البلدين معا لتسجيل هذه الآثار الرائعة والحفاظ عليها. كما كان هناك العديد من العلماء الفرنسيين العظماء الذين ساهموا في علم المصريات من "مارييت باشا"، الذي أسس مصلحة الآثار المصرية، إلى "شامبليون"، الذي قام بفك رموز الهيروغليفية، بالإضافة إلى ماسبيرو، ولاور، وليكلانت، وغيرهم كثيرون.
وذكر حواس انه وعلى الرغم من أن الحكومة الفرنسية تقدر هذا التعاون، إلا أنها اختارت أن تتجاهل حقيقة أن مصر قدمت مرشحا مؤهلا بدرجة عالية، وقدمت بدلا من ذلك مرشحا خاصا بها.
ولفت الى ان المجموعات الفكرية في مصر وجهت رسالة إلى السلطات في باريس تطلب سحب المرشح الفرنسي، بل إن البعض اقترح أن توقف وزارة الآثار كافة أشكال التعاون الأثري بين فرنسا ومصر احتجاجا على ذلك، وذهبت مجموعة من هؤلاء للقاء الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري وطلبوا منه قطع جميع العلاقات رسميا.
وتابع "أنا شخصيا لا أريد أن يحدث هذا، ويحدونا الأمل في أن يجد الفرنسيون طريقا إلى الأمام سنكون جميعا كمصريين وعرب ممتنين له".
وأكد وزير الاثار الاسبق إن الترشيح الفرنسي يخرج عن العرف السائد منذ زمن طويل داخل اليونسكو، والذي لا يدعم أن يتولى رئاسة المنظمة مرشح ينتمي لدولة المقر.كما لا يتيح هذا العرف لأي بلد أن يتولى مواطنوها منصب رئاسة منظمة دولية أكثر من مرة، وبالتالي يجب احترام مبدأ التناوب هنا. فمنذ تأسيس اليونسكو في عام 1946، لم تحظ أي دولة عربية بهذه الفرصة من قبل، وهذا هو الوقت المناسب لتولي قيادة المنظمة.
وأضاف حوا س "إننا نحتفل هذه الأيام بمرور مائتي عام على اكتشاف معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل. وقد سافر الدكتور خالد العناني وزير الآثار إلى باريس لحضور الاحتفالات المصاحبة لهذا الحدث. لقد تم إنقاذ هذه المعابد، وغيرها من المعابد، من خلال تكاتف المجتمع الدولي".
وذكر أن اليونسكو قد ادارت، بناء على طلب مصر، حملة الإنقاذ التي حافظت على الكثير من تراث النوبة القديمة، والتي كانت مهددة ببناء السد العالي في أسوان. ويبقى يوم 8 مارس 1960، يوم الإعلان عن حملة الإنقاذ هذه، محفورا في سجلات التاريخ.
وأضاف "وقد حضر الاحتفالات الثقافية في باريس العديد من الشخصيات الدولية، حيث دعا "فيتورينوفيرونيز"، المدير العام لليونسكو في الفترة من 1958 إلى 1961 وخليفته "رينيه ماهيو"، الذي تولي رئاسة المنظمة في الفترة من 1961-1974، الحكومات والمنظمات الدولية وأي مجموعة معنية بتراثنا الدولي لتقديم المساعدة في شكل أموال أو ودعم فنية".
وتابع "وكان رد الفعل كبيرا، فقد قدمت البلدان والأفراد قدر المستطاع، وتم تجميع ملايين الدولارات لهذا الغرض. وعمل الباحثون واللجان المعنية من أكثر من عشرين دولة معا لمدة عشرين عاما على هذه الحملة الناجحة للغاية. إن هذا التعاون الدولي، الذي بدأته مصر، قد أعطى اليونسكو مكانة جديدة، وجعلها هيئة يُنظر إليها باحترام في جميع أنحاء العالم".
وشدد حواس على إن أهمية التراث الثقافي المصري للعالم ليست سوى أحد الأسباب التي تجعل مرشحنا جديرا بأن يكون المدير العام لليونسكو.
وأكد أن مشيرة خطاب ليست مجرد مرشحة عربية فحسب، فهي تمثل أفريقيا أيضا، وقد تلقت الدعم الكامل من القادة الأفارقة خلال قمتي كيجالي في يوليه 2016 وأديس أبابا في يوليه 2017.
وأوضح أن الاتحاد الأفريقي يعمل على الترويج لترشيحها كمرشح أفريقي يدرك جيدا أولويات القارة وشواغلها، ومؤهل لخدمة المصالح الإفريقية في اليونسكو.. مذكرا بان مشيرة خطاب تعد بمثابة مرشح متعدد الانتماءات، حيث تمثل الثقافات العربية والإسلامية والأفريقية على التوازي.
وقال انه وعلى مدار حياتها، أثبتت الدكتورة مشيرة خطاب إخلاصها في الدفاع عن التراث الثقافي. إنها حقا مرشحة دولية - امتدت حياتها المهنية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واستراليا وأفريقيا..وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في قانون حقوق الإنسان، وقد شغلت مناصب دبلوماسية هامة لمصر، بما في ذلك سفيرا لدى جمهورية التشيك وجمهورية جنوب أفريقيا.
وذكر حواس انه التقى بخطاب على مر السنين في العديد من وظائفها "فأينما ذهبت، كانت مثالا يحتذي في النشاط والدأب وفازت بحب الناس في كل مدينة عاشت بها، كما قدمت إسهامات كبيرة كأمين عام للمجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر. وقد تزاملنا كذلك عندما عينت مصر حكومة جديدة بعد الثورة، وكانت هي وزيرة الدولة لشؤون الأسرة والسكان، حيث أثارت مساهماتها في مناقشات مجلس الوزراء الإعجاب دائما، وعكست قدراتها العالية ونزاهتها في مختلف المواقف. ستكون مشيرة خطاب ممثلة عظيمة للمرأة العربية، بل لجميع النساء وجميع الشعوب".
وأضاف أن مشيرة خطاب تؤمن إيمانا راسخا بأن الحق في التعليم الجيد هو الإستراتيجية الوحيدة والأكثر فعالية لتحقيق جميع حقوق الإنسان الأخرى، وقد دأبت على وضع أفكارها موضع التنفيذ ، كما أن لديها باع طويل في مجال العمل الدولي، وهذا يشمل الخبرة الثنائية ومتعددة الإطراف مع مختلف منظمات الأمم المتحدة، فضلا عما قدمته لبلدها خلال عدة أحداث ذات أهمية تاريخية، وتظهر خلفيتها هذه في ما تتحلى به من شغف سيمكنها من قيادة اليونسكو بنجاح.
وكتب وزير الاثار الاسبق أن أي شخص يقرأ العرض الذي قدمته خطاب أمام وفد اليونسكو سيقر بأن لديها رؤية من شأنها أن تدفع هذه المنظمة بأن تكون قوة دافعة في حل مشكلة التعليم في بلدان العالم الثالث، وإنقاذ تراث البلدان التي يسعى الإرهابيون فيها إلى طمس التاريخ.
واختتم حواس بالتأكيد على إن هذه هي الأسباب التي تؤهلنا لتبؤ مقعد رئاسة اليونسكو، والتي تجعل من مشيرة خطاب بحق المرشح الأفضل لهذا المنصب.