الأقباط متحدون - الجمال الغريب... كيف أعادت عارضات غير تقليديات تحديد مفاهيم الجمال والموضة
  • ٢٣:٥٦
  • السبت , ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧
English version

الجمال الغريب... كيف أعادت عارضات غير تقليديات تحديد مفاهيم الجمال والموضة

منوعات | رصيف 22

٠٦: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧

ناديا أبو الحسن العارضة الأميركية
ناديا أبو الحسن العارضة الأميركية

من قال إنه ينبغي على الفتاة أن يكون لديها جسم رشيق، وشفتان ممتلئتان، وعينان كبيرتان وقوام ممشوق لتطل على منصات عرض الأزياء، وتتألق في عالم الموضة وصناعة الأزياء؟

هذه الصورة النمطية التي تحكمت بعالم الموضة لعقود طويلة بهتت. ولم تعد العارضة التي تتمتع بمعايير جمالية "مثالية" ومقاسات "عالطبلية" هي التي تخطف الأنظار، وتبهر مصممي الأزياء، والقيّمين على عروض الجمال.

تمكنت بضع شابات من "كسر القاعدة"، وقلب معايير الجمال النمطية رأساً على عقب. فاستطعن، من خلال عزيمتهنّ ومثابرتهنّ، مطاردة أحلامهنّ، وتحويل الاختلاف الخلقي إلى جمال صارخ أمام عدسات المصوّرين وعشاق صيحات الموضة.

هنا عصر الجمال الفضائي الملون بألوان الحياة، فأصبح الاحتفاء بالطبيعة وكائناتها وأجسادها موضة وفناً، بعد أن كان حاجة ملحة لاستمرار التعددية والحرية.

من عارضات أزياء يتمتعن بأكثر من لون بشرة، إلى جمال "الوزن الزائد"، مروراً بالعابرات جنسياً، تعرفوا معنا على أشهر عارضات الأزياء اللواتي أحدثن تغييراً ملحوظاً في المعايير الجمالية النمطية.

ميلاني


تعرضت الأميركية ميلاني غايدوس لتهكم الجميع ومقارنتها بالمخلوقات الفضائية بسبب شكلها المختلف، فهي صلعاء وبلا أسنان وأظافر.

غير أن هذه الشابة (28 عاماً)، التي تعاني من مرض نادر يدعى "خلل التنسج الأديمي الظاهر"، تمكنت من تغيير مفاهيم الجمال العالمية من خلال خوضها غمار المنافسة في عالم الأزياء.

فمن خلال تحويل مرضها إلى قوة، كوّنت لنفسها هوية خاصة ووصلت إلى القمة، لا سيما أنها تعاونت مع عدد كبير من المصورين المتميزين على غرار المصور الإسباني الشهير بأسلوبه السينماتوغرافي المميز "يوجينو ريكوينكو".

تقبّل ميلاني لشكلها وانسجامها مع ذاتها كان أساسياً في مسيرة نجاحها، فهي ترفض الخضوع لعمليات تجميل، مؤكدة لصحيفة الإندبندنت البريطانية، أنها متصالحة مع نفسها إلى أقصى حد، بالرغم من قولها إن صناعة الموضة ما زالت لم تتقبل بعد فكرة أن يكون هناك تنوع واختلاف في العارضات.

ويني


لم تكن حياة العارضة الشهيرة "ويني هارلو" مزروعة بالورود، ففي سن الرابعة من عمرها أصيبت بمرض البهاق، الذي يترك بقعاً بيضاء في البشرة. وتعرضت لوابل من السخرية من قبل المحيطين بها، الذين كانوا يطلقون عليها عدة ألقاب سيئة، وكلمات جارحة، مثل "بقرة" و"حمار وحشي"، للدلالة على لون بشرتها. الأمر الذي أصابها بالإحباط وجعلها تترك المدرسة.

ومع مرور الوقت، تقبلت "هارلو" شكلها المختلف، وباتت فخورة ببشرتها الفريدة من نوعها. وفي عام 2011، قامت بنشر فيديو عبر يوتيوب تحدثت فيه عن حالتها، مؤكدة أنها لن تجعل مرضها الجلدي البسيط يؤثر على حياتها ويقف في طريق أحلامها.

وبفضل مثابرتها وعزيمتها، دخلت هذه الشابة البالغة من العمر 21 عاماً، عالم الموضة والجمال. وعام 2016، أصبحت وجهاً دعائياً لعلامة الأزياء "ديزيغوال"، كما أنها ظهرت في إعلانات تابعة للعلامة التجارية "ديزل" في ربيع وصيف 2015.

ترفض "ويني" رفضاً قاطعاً الخضوع لأي عملية جراحية أو أي علاج لصبغ الجلد، مؤكدة أنها تفتخر بما وصلت إليه، لا سيما أنها تمكنت من أن تثبت لصناعة الأزياء أن الجمال قد يأتي بأشكال مختلفة، بعيداً عن الأفكار الموروثة: "تعلمت أن أحب نفسي بغض النظر عما كان يقال عني، وهذا أعطاني الشجاعة للوقوف أمام أي شخص ومواجهة أي عقبة في حياتي".

تتوجه العارضة الشهيرة إلى كل شخص يتعرض لمضايقات بسبب شكله وعيوبه الجسدية بالقول: "أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقنع نفسه بأنه ليس جميلاً، وكل إنسان عليه أن يحب نفسه أولاً، حتى يتمكن أي شخص آخر من أن يحبه"، مؤكدة أن الاختلاف ما هو إلا جمال بحد ذاته.

خوديا


لقبت بصاحبة "البشرة الأكثر سمرةً في العالم"، إنها السنغالية "خوديا ديوب"، التي لطالما تعرضت لمضايقات بسبب لون بشرتها الداكن للغاية، والذي لا نراه عادة في المجلات أو على التلفاز.

وبالرغم من التعليقات العنصرية الحاقدة، تمكنت هذه الصبية البالغة من العمر 19 عاماً، من الدخول إلى عالم الموضة وجذب أنظار الجميع، وباتت تفتخر بلقب "ملكة الميلانين" في إشارة إلى الصبغة التي تتحكم بلون بشرتها الداكنة.

أقوال جاهزة
أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقنع نفسه أنه ليس جميل، عليك أن تحب نفسك أولاً حتى يتمكن الآخر من أن يحبك

أنظري إلى بشرتك، إلى أسنانك وضحكتك. أنت بالفعل جميلة.

بحسب موقع "غلامور"، تقف هذه العارضة، كل يوم أمام المرآة وتتأمل شكلها، فتقول لنفسها: "أنظري إلى بشرتك، إلى أسنانك وضحكتك. أنت بالفعل جميلة".

كانت ديوب ألهمت آلاف الأشخاص حول العالم بسبب تأكيدها أن الاختلاف في الشكل ميزة. من هنا، قامت بحثّ الجميع على التحلي بالثقة بالنفس، مهما كانت درجة الاختلاف عن الآخرين، قائلة: "إذا كنتم محظوظين بسبب اختلافكم فلا تحاولوا تغيير ذاتكم أبداً". وتوجهت إلى الفتيات اللواتي يعانين من مشاكل في طلتهنّ، مؤكدةً أن شكلهنّ الخارجي ليس مهماً بقدر إحساسهنّ بالجمال الداخلي.

برونات


دخلت الشابة برونات موفي مجال عرض الأزياء من بابه الواسع، مغيرة مقاييس صناعة الأزياء بالحول الجميل في عينها اليسرى. حققت العارضة شهرة عالمية، بعد أن ظهرت على الصفحة الأولى من مجلة "بوب" البريطانية، فجذبت عيناها أنظار الملايين الذين راحوا يتساءلون عن هويتها الغامضة.

منذ ظهورها الأول، تمكنت موفي من جذب اهتمام أعرق شركات الأزياء، على غرار شركة "ستورم" التي نجحت في ضمها إلى فريقها.

وتوضح صحيفة الديلي ميل البريطانية، أن شهرة موفي تعود إلى المصوّر العريق تيرون لوبون، الذي كان يشعر بالملل من تصوير النماذج نفسها، ويسعى إلى إحداث تغيير، فكانت موفي بعينيها المختلفتين، هي التي نجحت في كسر المقاييس الصارمة لصناعة الأزياء. وانهالت عليها العروض من عمالقة الأزياء، حتى أنها اختيرت من قبل الفريق البريطاني لكرة القدم لتكون الوجه الإعلاني لحملاته الترويجية.

كارمن


"نحن جميعاً أعمال فنيّة تحت الإنشاء، ما زلت أحاول اكتشاف نفسي وكيفية القيام بعملي"، هذا ما صرّحت به عارضة الأزياء الأمريكية كارمن ديل أوريفيس.

بالرغم من تجاوزها الـ85 من عمرها، استمرت كارمن في عرض الأزياء، واستطاعت الوصول إلى مراتب مرموقة، ونجحت بتخطي مسألة العمر، التي غالباً ما تشكل عائقاً في عالم الأزياء.

فلم يمنع العمر كارمن، التي لقبت من قبل موسوعة غينيس بـ"أكبر عارضة أزياء في العالم"، من الظهور على أغلفة المجلات، والوقوف على أبرز منصات العرض، وذلك نتيجة روح الشباب التي تتحلى بها.

تعترف كارمن أنها ما زالت نشطة جنسياً، ودوماً يوجد حبيب في حياتها. وعن الجنس تقول: "إذا امتلكتم رولز رويس... تدخلونها مع المفتاح ومن وقت لآخر تديرون المحرك للتأكد أنه ما زال شغالاً. فعندما تريدون قيادة السيارة، يكون كل شيء مزيت وجاهز للقيادة".

هاري


تمكنت المتحولة جنسياً هاري نيف، من مطاردة حلمها وعرض الأزياء رغم الانتقادات التي طالتها عن هويتها الجندرية.

وفي هذا السياق، أوضحت مجلة ماري كلير، أن نيف البالغة من العمر 22 عاماً، تألقت في عرض الأزياء العام الماضي خلال أسبوع الموضة في نيويورك.

وفي مايو 2015، وقعت نيف عقد عمل مع شركة "آي أم جي مودلز"، التي تتعامل مع كبار العارضات أمثال جيجي حديد، ما جعلها أوّل متحوّلة جنسية علنية تتعامل معهم.

وكانت نيف قد كشفت لمجلة "الور" أن ثقافة الجمال مخيفة ومؤلمة، مؤكدة أنها لا تزال تتعلم كيفية الشعور بالراحة في قالب جمالي حددته لنفسها.

ناديا


"لا تقتصر الموضة على النساء النحيفات" هذه رسالة ناديا أبو الحسن العارضة الأميركية من أصول لبنانية.

فمن باب تحدي المفهوم التقليدي لمعايير الجمال الصارمة الخاصة بعارضات الأزياء، قامت أبو الحسن، وهي امرأة تتمتع بالوزن الزائد وترتدي قياس 46، بتأسيس موقع إلكتروني خاص بها، بهدف نشر إطلالاتها اليومية التي حظيت بإعجاب الكثيرين.

وتمكنت هذه الشابة، التي اعتبرها البعض نسخة بوزن زائد عن النجمة "كيم كارداشيان"، من كسر حواجز الوزن وتغيير نظرة العالم للأجسام الممتلئة، وباتت مصدر إلهام لصاحبات الوزن الزائد.

صوفيا حدجيبنتلي


صوفيا حدجيبنتلي، العارضة التي اشتهرت مؤخراً على وسائل التواصل بفضل حاجبيها المتصلين، اللذين يعطيانها طلةً مميزة، تليق بفريدا كاهلو بكل ثقة. هارنام كاور، أول عارضة أزياء بلحية كاملة. كوني شيو، العارضة المهقاء الصينية التي وقع في جمالها جان بول غوتييه، وغيرهن الكثيرات اللواتي عرفن أن سرّ الجمال يكمن في الاختلاف، والقليل من الثقة بالنفس.

الكلمات المتعلقة