مهدي عاكف.. رَحيل «أعنف» مرشد للإخوان (بروفايل)
أخبار مصرية | المصري اليوم
الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧
ورّط الإخوان في مشكلات عدة أشهرها حوار «طظ في مصر»
رَحل آخر رجال التنظيم الخاص للإخوان المسلمين. القطبي الأشهر داخل الجماعة، مهدي عاكف، فارق الحياة، مساء الجمعة، إثر وعكة صحية، وهو محبوس على ذمة عدة قضايا تتعلق بالعنف.
«عاكف»، (89 عاماً)، هو أعنف مرشد عرفته الجماعة، بسبب ارتباطه بالتنظيم الخاص في الخمسينيات، إذ شارك في عمليات أشبه بالعسكرية، مثل حصار المطار، وتهريب عبدالمنعم الرؤوف، أحد قيادات الجيش المنتمين للإخوان، ليتعرض بعدها للسجن عام 1954، وصدر حكم ضده بالإعدام ثم خُفف إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
خرج «عاكف»، خريج كلية التربية الرياضية، من السجن في عهد أنور السادات الذي فتح الباب للإسلاميين للمشاركة في الحياة السياسية، وشغل عضوية مكتب الإرشاد «أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة» منذ عام 1987، وهو العام الذي دخل فيه البرلمان المصري لأول مرة.
في العام 1996 وقف «عاكف» أمام المحكمة العسكرية في القضية المعروفة إعلاميًا آنذاك بـ«سلسبيل» التي ضمت معظم قيادات الإخوان، وصدر حكم بحبسه 3 سنوات قضاها كاملة.
انتُخب الرجل القطبي مرشداً للجماعة، هو صريح في آرائه لا يخشى شيئاً، فورّط الإخوان في مشكلات عدة، أشهرها حوار «طظ في مصر»، الذي عبر فيه صراحة عن أن المواطن المسلم الماليزي أهم من المسيحي المصري، لكن في نفس الوقت شهدت الجماعة أكبر صعود سياسي في تاريخها، حينما دخلت البرلمان بـ88 نائباً.
في عهده أيضاً، تحدى الإخوان النظام، حيث نزلت الجماعة للشارع لأول مرة في التاريخ، كان ذلك في عام 2005، تحت شعار «الإصلاح» بالتزامن مع ضغوطات أمريكية على حسني مبارك لإجراء إصلاحات ديمقراطية، وإثر ذلك اعتقلت قوات الأمن ما يقرب من 5 آلاف عضو، فواصل «عاكف» التحدي: «لن نتنازل عن الإصلاح ومستعد لدخول السجن».
قبل ثورة يناير بنحو عام، رفض «عاكف» إعادة انتخابه مرشداً، وترك المنصب لمحمد بديع، لكنه لم يختف من المشهد السياسي، ووقف بقوة ضد معارضي الجماعة، خاصة مع صعود محمد مرسي للسلطة في يونيو 2012، حيث وصف المعارضين بـ«الزبانية».
بعد الإطاحة بمرسي، إثر مظاهرات شارك فيها الملايين يوم 30 يونيو، وتحديدًا في الرابع من يوليو 2013، ألقت قوات الأمن القبض على مهدي عاكف، واتُّهم في عدة قضايا تتعلق بالعنف.
عانى «عاكف» خلال فترة حبسه من تدهور حالته الصحية، واتهمت الجماعة إدارة السجن بالإهمال في علاجه لفترة طويلة، ونُقل أكثر من مرة لمستشفى قصر العيني، وطالبت منظمة حقوقية عدة بالإفراج الصحي عنه. خبر وفاته في العام الأخير بات شائعة تتكرر يوميًا بسبب مرضه، إلى أن رَحل اليوم.