الأقباط متحدون - لقاءات الرئيس فى نيويورك
  • ٢٣:٠٠
  • الجمعة , ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧
English version

لقاءات الرئيس فى نيويورك

مقالات مختارة | د. عماد جاد

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعديد من رؤساء الدول والحكومات، وهى لقاءات معتادة، فكل رئيس وفد، سواء كان رئيس الجمهورية أو ملكاً أو أميراً أو رئيس حكومة يحدد من سوف يلتقيهم فى هذا المحفل الدولى السنوى، ويجرى تحديد اللقاءات عبر اتصالات الجهات المعنية من قبل الحدث بأيام وربما أسابيع وشهور، يجرى تحديد اللقاء، موعده، مكانه، من سيأتى إلى من فى مقر إقامته، وبالتالى لا شىء يترك للمصادفة أو اللحظات الأخيرة إلا فيما ندر. التقى الرئيس بالعديد من الرؤساء والمسئولين، وجميعها كانت لقاءات مهمة، ولكن البعض منا لم يتوقف إلا أمام لقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو،

وهناك من اعتبر اللقاء فى حد ذاته مصيبة وتطبيعاً ولقاءً مع العدو، إلى غير ذلك من ألفاظ ومصطلحات، وقد تجاهل هؤلاء أننا وقّعنا معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979، وأن إسرائيل انسحبت من كل الأراضى المصرية التى كانت تحتلها حتى الكيلومتر الأخير، وأن مشكلتنا مع إسرائيل كانت، ولا تزال، هى القضية الفلسطينية، أى الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية وفى القلب منها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة، أو الأراضى التى احتلت فى عدوان يونيو 1967. وأنه طوال قرابة أربعة عقود منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل والعلاقات تتراوح ما بين السلام البارد والحرب الباردة بسبب التنافس الإقليمى المصرى الإسرائيلى، وبسبب استمرار الاحتلال ومصادرة الأراضى وإنشاء المستعمرات عليها. ولكن علينا فى الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية فى المقدمة ونتحلى بالموضوعية،

ونعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر. ومن ناحية ثانية بذلت مصر جهوداً جبارة لإنهاء الانقسام الفلسطينى ونجحت فى ذلك وترتب على هذه الجهود حل حماس للجنة الإدارية التى كانت تدير القطاع وقبول حماس بتسليم المسئولية عن القطاع لحكومة السلطة الوطنية، ومن قبلها أعلنت حماس قبولها بأسس عملية التسوية المتمثلة فى مبدأ الأرض مقابل السلام ودولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين، وحتى تتم التسوية السياسية لا بد من التواصل مع الطرف الآخر وهو إسرائيل، والحوار مع الطرف الوحيد الذى بمقدوره رعاية مفاوضات تسوية سياسية وممارسة الضغوط على إسرائيل وهو الولايات المتحدة الأمريكية، فلا يوجد طرف غير واشنطن يمكنه رعاية مفاوضات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وفى الوقت نفسه يضغط على إسرائيل للقبول بمثل هذه التسوية، من هنا نفهم لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واللقاء برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هكذا تدير الدول علاقاتها وتنسج شبكة من الروابط والعلاقات التى تخدم مصالحها ورؤاها، فعلاقات الدول تبنى على أسس مصلحية واقعية بعيداً عن الشعارات البراقة وسياسة دغدغة مشاعر الجماهير.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع