الأقباط متحدون - أنتم تشبهون أقرب 5 أشخاص من حولكم... مع من تقضون أوقاتكم؟
  • ١٧:٣٦
  • الخميس , ٢١ سبتمبر ٢٠١٧
English version

أنتم تشبهون أقرب 5 أشخاص من حولكم... مع من تقضون أوقاتكم؟

منوعات | raseef22

٢٤: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 "وصاحب تقياً عالماً تنتفع به.. فصحبة أهل الخير ترجى وتطلبُ

وأحذر معاشرة الدنيء فإنها.. تُعدي كما يُعدي الصحيح الأجربُ
 
واختر صديقك واصطفيه مفاخراً.. إن القرين إلى المُقارن ينسبُ"
 
الإمام علي بن أبي طالب.
"أنت تشبه أقرب 5 أشخاص حولك". قرأت هذه الجملة ذات مرة، وجذبتني رسالتها كثيراً، ثم انتابني الفضول وقررت أن أبحث عما وراءها بعمق.
 
ربما قرأتم عن أهمية اختيار أصدقائكم، أو سمعتم العديد من المواعظ الدينية أو نصائح خبراء التنمية البشرية، عن ضرورة انتقاء من يحيطون بك، سواء كانوا أصدقاء، زملاء عمل، أو شريك حياة. فـ"المرء على دين خليله"، في الحديث النبوي، والأنشودة تقول: "يوزن المرء بمن صاحب واختار ولياً".
 
حتى الثقافة العربية المتوارثة والأمثال الشعبية، تولي أهمية عظيمة لاختيار الرفقاء، فنسمع أمثالاً من قبيل "الجار قبل الدار"، "الرفيق قبل الطريق"، الصديق وقت الضيق".


لكن هل سمعتم عن رأي العلم في تأثير الأصدقاء عليكم؟ العديد من الأبحاث والدراسات أكدت تأثيرهم بعمق على صحتكم النفسية والجسمانية، بل يمكن لأصدقائكم أن يغيروا مجرى حياتكم بالكامل.

تعالوا لنعرف كيف.

الصداقة ومفهوم الدعم الاجتماعي

من المعروف أن إحدى الوظائف الهامة للأصدقاء الجيدين هي "الدعم الاجتماعي". فحين نمر بضائقة أو موقف يصعب علينا تخطيهما، يكون للأصدقاء دور كبير في الموازرة وتخفيف الضغوط حتى عبور الأوقات العصيبة التي نمر بها.

تقول دراسة منشورة في مجلة "الرأي الحالي في الطب النفسي"، بعنوان "تأثير الدعم الاجتماعي والعاطفي على الصحة"، إن الدعم الاجتماعي له مستويات عديدة، منها العاطفي أو الشعوري، أو الفعلي العقلاني. فمن الممكن أن يتعاطف معكم صديقكم بمجرد الكلمات، وهذا سيكون له أثر في تخطي المواقف الصعبة بالطبع، لكن هناك من يفضّلون إعطاء دعم فعلي، بمعنى المساعدة في حل المشكلة نفسها، عن طريق التفكير المنطقي بها، وليس مجرد تهدئة مشاعر من يمر بها.

إيمان عماد، الباحثة المتخصصة في علم النفس، توضح لرصيف22 أن الدعم النفسي والاجتماعي له تأثير كبير في تخطي الفرد لجميع الصعوبات وضغوط الحياة المختلفة، فالعلاج النفسي بحد ذاته يعد نوعاً من أنواع الدعم العلمي المتخصص، ولا يؤتي ثماره على الشخص من دون توافر مصادر دعم أخرى، ومن أهمها الأصدقاء، وفي أحيان أخرى بيئة العمل.

تشير عماد إلى أن مرضى الإدمان لا يمكن أن يتماثلوا للشفاء عن طريق العلاج النفسي فقط، فهم بحاجة شديدة إلى مساندة أسرية، وأصدقاء جدد يساعدونهم في تخطي صعوبات الانتكاس مرة أخرى.

ويفرّق الباحثون في الدراسة السابقة، بين عدة مستويات من استقبال الدعم الاجتماعي، فالوعي بالدعم ذاته يعمل على زيادة تأثيره، والعديد من الناس يتلقون دعماً من شخص أو ينخرطون في علاقات وهم غير واعين مدى تأثير ذلك عليهم، أو لا يبالون بمشاعر وأفكار الآخرين، وبهذا يقللون من فاعلية الدعم والترابط. فالإدراك والوعي بالدعم في هذه الحالة يعتبران جزءاً هاماً جداً من عملية استقباله وتأثيره عليك.

وفرّق الباحثون أيضاً بين نوعية العلاقات وتأثيرها. فمن الممكن أن تصادفوا شخصاً اجتماعياً للغاية ويمتلك العديد من العلاقات، لكنه يعتقد أن الأصدقاء مُجرد درجات سلم وُضعت ليرتقي عليها للوصول لما يريد، وعلى الجانب الآخر يمكن أن تحكم على شخص آخر بأن علاقاته أقل أو يبدو انطوائياً، بالرغم من اعتقاده بأهمية الآخرين، وبالتالي ينخرط معهم في علاقات حقيقيّة وراسخة أكثر. الأمر لا يُقدر بعدد العلاقات، لكن بمدى عمقها وصدقها أيضاً وهذا هو الأهم.