الأقباط متحدون - نص خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • ٠١:٣٨
  • الاربعاء , ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧
English version

نص خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٤٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

 رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي
محرر الاقباط متحدون
إننا نشهد حالياً أوج تحول ضخم وأقصد بذلك التحول في مكانة إسرائيل بين الأمم. إن هذا الأمر يحدث لأنه أخيراً تفتح العديد من دول العالم عيونها لترى ما يمكن لإسرائيل أن تقدمه لها. إن هذه الدول تعترف الآن بما اكتشفه وعرفه المستثمرون البارعون أمثال وارن بافت والشركات العظيمة مثل غوغل وإنتل منذ سنوات طويلة: أن إسرائيل أمة الابتكار، والمكان حيث يتم إنتاج أحدث التكنولوجيات في مجالات الزراعة والمياه وحماية السايبر والطب والسيارات الذاتية التحكم – سموه ما شئتم، فنحن نملكه.
 
إن تلك الدول تعترف الآن أيضاً بالقدرات الإسرائيلية الخارقة في مجال مكافحة الإرهاب. ففي السنوات القليلة الماضية، قدمت إسرائيل معلومات استخباراتية ساهمت في إحباط العشرات من الهجمات الإرهابية في كل أنحاء العالم. لقد أنقذنا عدداً لا يحصى من الأرواح. أنتم ربما لا تعلمون ذلك، ولكن حكوماتكم تعلم ذلك بالتأكيد، وهي تعمل بتعاون لصيق مع إسرائيل بغية الحفاظ على أمن وسلامة دولكم ومواطنيكم.
 
لقد وقفت هنا العام المنصرم فوق هذه المنصة وتكلمت عن ذلك التغير الجوهري الذي يطرأ على مكانة إسرائيل في العالم وفقط انظروا إلى ما حدث منذ ذلك الحين وفي غضون عام واحد فقط: المئات من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وغيرهم من الزعماء قد زاروا إسرائيل، وكانت هذه المرة الأولى بالنسبة للكثيرين منهم.
 
كما كانت اثنتان من ضمن تلك الزيارات العديدة تاريخيتين بكل ما تحمله هذه الصفة من معنى. خلال شهر مايو أصبح الرئيس ترامب أول رئيس أمريكي يضم إسرائيل إلى زيارته الأولى خارج الولايات المتحدة. وقد وقف الرئيس ترامب عند حائط المبكى وعلى سفوح جبل الهيكل حيث وُجد هيكل الشعب اليهودي لمدة ألف عام. وعندما لامس الرئيس تلك الأحجار القديمة فقد لامس قلوبنا إلى الأبد.
وفي شهر يوليو أصبح رئيس الوزراء مودي أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل.
 
لعلكم شاهدتم تلك الصور حيث مشينا على الشاطئ في خضيرا وركبنا معاً سيارة جيب مجهزة بجهاز محمول لتحلية المياه اخترعه بعض المبادرين الإسرائيليين المزدهرين. لقد خلعنا أحذيتنا، غوصنا في مياه البحر الأبيض المتوسط وشربنا مياه البحر التي تمت تنقيتها وتحليتها قبل ذلك بدقائق معدودة فقط. وتخيلنا الفرص اللامتناهية الموجودة بين يدي إسرائيل والهند والبشرية جمعاء.
 
خلال العام الماضي استضافت إسرائيل عدداً كبيراً للغاية من زعماء العالم، كما نلتُ شرف تمثيل دولتي في ست قارات مختلفة. عام واحد، ست قارات.
لقد سافرت إلى إفريقيا حيث شاهدت المبتكرين الإسرائيليين يزيدون من غلة المحاصيل الزراعية ويحوّلون الهواء إلى المياه ويحاربون مرض الإيدز.
وقد سافرت إلى آسيا حيث عملت على توطيد علاقاتنا مع الصين والسنغافورة ووسعت نطاق تعاوننا مع أصدقائنا المسلمين في أذربيجان وكازاخستان.
وقد سافرت إلى أوروبا حيث عملت في لندن وباريس وسالونيك وبودابست على تعزيز أمننا وعلاقاتنا الاقتصادية.
 
وقد سافرت إلى أسترالية مما جعلني أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور حلفاءنا الرائعين في الجزء السفلي من نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
وللتو خلال الأسبوع الماضي، سافرت إلى أمريكا الجنوبية وزرت الأرجنتين وكولومبيا، ثم توجهت إلى المكسيك وأصبحت، صدّقوني أم لا، أول رئيس وزراء إسرائيلي في التاريخ يزور أمريكا اللاتينية.
 
فبعد مضي 70 عاماً، العالم يحتضن إسرائيل وإسرائيل تحتضن العالم. عام واحد، ست قارات. الآن إنها حقيقة. ومع أنه لم يسبق لي زيارة أنتاركتيكا إلا أنني أريد التوجه إلى هنا في يوم من الأيام لأنه وردني خبر مفاده أن البطاريق تنتمي هي الأخرى أيضاً إلى مجموعة مؤيدي إسرائيل المتحمسين فمع أنكم ربما تضحكون، إنها لا تجد أي صعوبة في التمييز ما بين الأمور السوداء والبيضاء وبين الخير والشر.
 
للأسف الشديد، عندما يدور الكلام عن قرارات الأمم المتحدة بشأن إسرائيل، يكون ذلك التمييز البسيط غائباً في الكثير من الأحيان. إنه كان غائباً خلال شهر ديسمبر الماضي حينما اتخذ مجلس الأمن قراراً مناوئاً لإسرائيل شكل انتكاسة في مسيرة السلام. كما كان غائباً في شهر مايو الماضي، حينما اعتمدت منظمة الصحة العالمية – ويجب أن تستمعوا إلى ذلك جيداً، منظمة الصحة العالمية اعتمدت قراراً برعاية سورية انتقد إسرائيل بسبب الظروف الصحية السائدة في مرتفعات الجولان.
 
وكما كان يقول لاعب التنس الأسطوري جون ماكنرو: "لا بد أنكم تمزحون" بمعنى أن هذا الأمر غير معقول.
 
فسوريا هي التي قصفت بالبراميل المتفجرة وجوّعت وقتلت بالغاز مئات الآلاف من مواطنيها كما أصابت الملايين منهم بجروح، بينما قدمت إسرائيل المساعدات الطبية إلى الآلاف من السوريين الذين وقعوا ضحايا لتلك المذبحة ذاتها. وبالرغم من كل ذلك إلى أي جهة توجه منظمة الصحة العالمية انتقاداتها؟ إسرائيل.
 
فألا يوجد بالتالي أي حد لسخافات الأمم المتحدة كلما تعلق الأمر بإسرائيل؟
يبدو أن الجواب بالنفي فخلال شهر يوليو، أعلنت منظمة اليونسكو مغارة المكفيلة في الخليل موقعا تراثيا فلسطينيا عالميا. إن ذلك أسوأ من الأخبار المزيفة. إنه التاريخ المزيف. فغني عن حقيقة كون إبراهيم وهو والد كل من إسماعيل واسحاق مدفوناً هناك، إن اسحاق ويعقوب وسارا ورفكا مدفونون هناك أيضاً – فسارا اسم يهودي على فكرة – ونقس الشيء ينطبق على ليا وهؤلاء صادف أن يكونوا آباء وأمهات الشعب اليهودي. لن تجدوا أي ذكر لذلك في تقرير منظمة اليونسكو الاخير.
 
ولكن إذا أردتم، فبإمكانكم القراءة عن ذلك في نشرة أكثر وزناً إلى نوع ما والتي يطلق عليها اسم التوراة. إنني أوصيكم بشدة بالقيام بذلك. ووردني خبر أنها حصلت على 4 نجوم ونصف من أصل 5 نجوم على موقع الأمازون وهي تستحق الاطلاع عليها كما أقوم بذلك أسبوعياً.
 
سيداتي وساداتي،
دعوني أتكلم بجدية للحظة. فبالرغم من كل هذه السخافات، وتكرار تلك الأحداث الهزلية، هناك تغير. يحدث ببطء ولكن بثبات، هناك علامات تدل على تغير إيجابي يحدث حتى بين أروقة الأمم المتحدة.
 
أيها سيادة الأمين العام، إنني أثمن عالياً إعلانك الذي يدين نعت حق إسرائيل في الوجود بمعاداة السامية، بكل بساطة. إن ذلك لأمر مهم لأنه منذ قترة طويلة شكل هذا المكان هنا في الأمم المتحدة بؤرة معاداة السامية العالمية. ومع أن الأمر قد يستغرق سنوات عديدة ليتحقق فإنني واثق تماماً بأن الثورة الحاصلة في علاقات إسرائيل مع دول بعينها ستنعكس في نهاية المطاف في القرارات الصادرة عن هذه القاعة. وأقول ذلك لأنه يطرأ كذلك تغير ملحوظ على موقف بعض أصدقائنا المحوريين.
 
وأود أن أشكر الرئيس ترامب على دعمه القاطع لإسرائيل في هذه الهيئة، حيث يكسب ذلك التغير الإيجابي زحماً. فشكراً لك أيها الرئيس ترامب. وشكرا على دعمك لإسرائيل في الأمم المتحدة وشكراً لكِ أيضاً أيها السفيرة هايلي على دعمك. شكرا لك على أنك تقولين الحقيقة عن إسرائيل.
 
ولكننا، سيداتي وساداتي، يجب علينا هنا في الأمم المتحدة أن نقول الحقيقة عن إيران أيضاً، على غرار ما فعله الرئيس ترامب هذا الصباح بصورة قوية للغاية. فكما تعلمون، إنني كنت سفيراً للأمم المتحدة وأشعل منذ فترة طويلة منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي مما أتاح لي إمكانية الاستماع إلى عدد لا يحصى من الخطابات الملقاة في هذه القاعة، ولكن يمكنني الجزم أنه لم يكن في أي وقت مضى أي خطاب يتسم بشجاعة وحدة أكبر من الذي ألقاه الرئيس ترامب هذا اليوم.
 
فقد سمى الرئيس ترامب وله كل الحق في ذلك الاتفاقية النووية مع إيران بالأمر المخزي. حسناً، لا أستطيع أن أتفق معه أكثر. وإليكم السبب: إن إيران تتعهد بتدمير بلادي كل يوم، ويصدر ذلك الكلام من رئيس هيئة أركان جيشها مجرد مؤخرا. إنها تخوض حرب الاستيلاء على الأراضي واحتلالها في كل أنحاء الشرق الأوسط وتطور الصواريخ الباليستية لكي تهدد العالم برمته.
 
قبل عامين وقفت هنا وشرحت لماذا لا تشكل الاتفاقية النووية مع إيران عاملاً يصد طريق إيران نحو الحصول على القنبلة فحسب بل بالعكس يعبّدها في الحقيقة فضمن القيود التي فُرضت على البرنامج النووي الإيراني هناك ما يسمى بحكم الانقضاء (Sunset Clause).
فدعوني أفسر لكم معنى ذلك المصطلح. إنه يعني رفع تلك القيود تلقائياً خلال عدة سنوات وليس نتيجة تغير السلوك الإيراني أو نتيجة انخفاض مستوى الإرهاب والعدوانية الذين تمارسهما وإنما نتيجة تغير التقويم. فقد حذرت بأنه حينما يأتي ذلك الغروب، فإنه سيلقي بظلاله الداكنة على الشرق الأوسط والعالم برمته.
 
فإيران ستتمتع في ذلك الحين بحرية تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي كما تشاء وستقف على عتبة امتلاك ترسانات ضخمة للأسلحة نووية. وذلك ما أدى بي قبل عامين إلى قول إن الخطر الأكبر يتمثل ليس بتسرع إيران نحو امتلاك قنبلة واحدة من خلال انتهاك الاتفاقية وإنما بقدرتها على بناء العديد من القنابل من خلال الالتزام بالاتفاقية.
 
وفي ها السياق اتضحت لنا خلال الأشهر القليلة الماضية درجة الخطورة التي قد يشكلها حتى عدد قليل من القنابل النووية الموجودة في يد نظام صفير ومارق.
 
ومع أخذ ذلك في الاعتبار دعونا نتخيل الخطر التي تشكله المئات من الأسلحة النووية في يد إمبراطورية إيرانية إسلامية هائلة، تمتلك صواريخ يمكن إطلاقها إلى كل مكان فوق كوكب الأرض.
 
وأعلم أن هنالك الذين ما زالوا يدافعون عن الصفقة الخطيرة مع إيران، مدعين بأنها ستصد طريق إيران نحو القنبلة.
 
سيداتي وسادتي،
إنه نفس الشيء بالضبط الذي قالوه بخصوص الصفقة النووية مع كوريا الشمالية، ونعلم جميعاً ماذا كانت النتيجة التي أسفرت عنها. وللأسف الشديد، إذا لم يتغير شيء ما، فستكون عواقب هذه الاتفاقية مثلها تماماً.
 
إن ذلك هو السبب وراء كون سياسة إسرائيل بخصوص الاتفاقية النووية مع إيران بسيطة للغاية: إما تعديلها أو إلغاؤها، إما تصحيحها أو شطبها.
ويعني إلغاء الصفقة العودة لممارسة الضغوط الشديدة على إيران، بما فيها العقوبات المعوقة، حتى تفكك إيران منشآتها النووية بأكملها. إن تصحيح الصفقة يعني الكثير من الأشياء ومن بينها تحري وتفقد المواقع العسكرية وغيرها من المواقع المشبوه فيها ومعاقبة إيران على أي انتهاك. ولكن فوق كل شيء، إن تعديل الصفقة يعني إلغاء "حكم الانقضاء".
 
وعلاوة على تعديل هذه الاتفاقية السيئة، ينبغي علينا كذلك وقف تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية والتصدي لعدوانيتها المتزايدة في المنطقة.
إن الكثير من المؤيدين للاتفاقية النووية يعتقدون بسبب سذاجتهم أنها ستجعل إيران معتدلة وعضوة مسؤولة في المجتمع الدولي.
ولكنني أعارض ذلك بشدة. لقد حذرت بأن رفع العقوبات المفروضة على إيران سيجعلها تتصرف مثل النمر الجائع الذي أطلق له العنان وبأنها لن تنضم إلى مجتمع الأمم وإنما ستفترسها وتبتلعها الواحدة تلو الأخرى. وهذا ما تفعله إيران حالياً بالضبط. فمن بحر القزوين إلى البحر الأبيض المتوسط ومن طهران إلى طرطوس يهبط ستار إيراني على امتداد الشرق الأوسط حيث تبسط إيران ستار طغيانها وإرهابها على العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الأماكن، وتقسم بأن تطفئ نور إٍسرائيل.
 
لديّ رسالة هامة أود نقلها اليوم إلى السيد علي خامنئي، دكتاتور إيران:
نور إسرائيل لن ينطفئ أبداً. إسرائيل ستبقى إلى الأبد.
 
الذين يتوعدون بإبادتنا يعرّضون أنفسهم لخطر الزوال فإسرائيل ستدافع عن نفسها بكل قواتها وبكامل قوة معتقداتها.
إننا سنعمل على منع إيران من إقامة قواعد عسكرية دائمة في سوريا لقواتها الجوية والبحرية والبرية وسنعمل على منعها من تطوير الأسلحة الفتاكة في سوريا أو لبنان التي ستُستخدم ضدنا. كما سنعمل على منع إيران من فتح جبهات إرهاب جديدة ضد إسرائيل على طول حدودنا الشمالية.
وطالما يسعى النظام الإيراني إلى تدمير إسرائيل، فإنه لن تجد عدواً أشد من إسرائيل. 
وفي الآن ذاته لديّ رسالة أيضاً للشعب الإيراني.
 
إنكم لستم أعداءنا. إنكم أصدقاؤنا. شما دوست ما هستيد (إنكم أصدقاؤنا).
وسيحين ذلك اليوم حينما ستحررون من كوابل هذا النظام الشرير الذي يرهبكم ويشنق اللوطيين ويزج بالمعتقلين السياسيين في السجن ويطلق النار صوب النساء البريئات مثل ندا سلطان تاركاً إياها وهي تغرق في دمائها في شوارع طهران.
 
وحينما سيأتي ذلك اليوم من التحرر أخيراً، فستعود الصداقة بين كلا الشعبين القديمين لتزدهر. 

سيداتي وسادتي،
إسرائيل تعلم أنها ليست واقفة لوحدها في مواجهة النظام الإيراني. إننا واقفون كتفاً إلى كتف مع هؤلاء في البلدان العربية ممن يتشاركون معنا آمال إنجاز مستقبل أفضل.
 
لقد صنعنا السلام مع الأردن ومصر، التي التقيت برئيسها الشجاع عبد الفتاح السيسي هنا بالأمس. إنني أثمن دعم الرئيس السيسي لقضية السلام وآمل أن نعمل معاً ومع الزعماء الآخرين في المنطقة على إحلال السلام.
 
إن إسرائيل ملتزمة بإحلال السلام مع كل جيرانها العرب، بمن فيهم الفلسطينيين. وقد كرسنا أنا الرئيس ترامب وقتاً طويلاً أمناقشة هذا الأمر أمس.
إنني أثمن قيادة الرئيس ترامب والتزامه بالوقوف إلى جانب إسرائيل ودعم مستقبل السلام. وسويةً سنستطيع انتهاز الفرص في إحلال السلام ومواجهة المخاطر التي تشكلها إيران.
 
إن الحلف المعجب الذي يربط الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من ذي قبل وأعمق من ذي قبل. وإسرائيل تشعر بامتنان عميق تجاه دعم إدارة ترامب والكونغرس الأمريكي والشعب الأمريكي.
 
سيداتي وسادتي،
في هذا العام الحافل بالزيارات التاريخية والأحداث التاريخية، إسرائيل تملك الكثير من الأسباب لتشعر بالامتنان.
 
فقبل 120 عاماً عقد تيودور هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول من أجل جعل ماضينا المأسوي مستقبلاً مشرقاً من خلال إقامة الدولة اليهودية.
وقبل 100 عام، عزز وعد بلفور رؤية هرتزل من خلال الاعتراف بحق الشعب اليهودي في إقامة موطن له على أرض أجداده.
وقبل 70 عاماً واصلت الأمم المتحدة النهوض بتلك الرؤية من خلال اعتماد القرار المؤيد لإقامة الدولة اليهودية.
 
وقبل 50 عاماً أعدنا توحيد عاصمتنا أورشليم، بإحرازنا انتصار عجيب على كل من سعى إلى تدمير دولتنا.
تيودور هرتزل كان يجسد شخصية موسى العصرية بالنسبة لنا وتحقق حلمه.
 
فقد عدنا إلى أرض الميعاد، وأعدنا إحياء لغتنا وجمعنا الجاليات وبنينا الديمقراطية المعاصرة والمزدهرة.
 
ومساء الغد سيحتفل اليهود في كل أنحاء العالم بعيد رأس السنة اليهودية الذي يرمز إلى بداية عامنا الجديد.
 
إنه وقت الحساب عندما ننظر إلى الوراء بإعجاب وإلى نهضة أمتنا العجيبة وننظر إلى الأمام فخورين بالمساهمة المدهشة التي ستستمر إسرائيل في تقديمها لباقي الأمم. فانظروا حولكم وسترون، سترون تلك المساهمة كل يوم – في الغذاء الذي تتناولونه والمياه التي تشربونها والأدوية التي تتعاطونها والسيارات التي تركبونها والهواتف الخلوية التي تستعملونها وغيرها المزيد من الطرق الكثيرة التي تغير وجه عالمنا.
 
إنكم ترون ذلك في ابتسام الأم الإفريقية في القرية النائية التي لا تحتاج إلى المشي لمدة ثماني ساعات بغية إخضار مياه لأطفالها الصغار وذلك بفضل الابتكار الإسرائيلي وترون ذلك في عيني طفل عربي نُقل جواً إلى إسرائيل بغية الخضوع لعملية قلبية منفذة للحياة كما أنكم ترون ذلك على وجوه الناجون من الزلازل التي ضربت هايتي ونيبال ممن تم انتشالهم من بين الأنقاض وقازوا بحياة جديدة بفضل الإسرائيليين.
 
فكما قال النبي أشعياء: "ונתתיך אור לגויים, להיות ישועתי עד קצה הארץ."
 
أما اليوم، 2700 عام بعد أن تكلم النبي أشعياء بتلك الكلمات النبوية، تصبح إسرائيل دولة عظمى بين الأمم وأخيراً يشرق نورها على كافة الفارات فيجلب الأمل والخلاص إلى كل أنحاء العالم.
 
سنة طيبة من إسرائيل. شكراً.