عصام_نسيم
كم تبكتنا كثيرا صور الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وهو يزور المسنين والمرضى والفقراء !
كم يبكتنا كثيرا هذا الأب الأسقف الأمين بافعاله واقواله وخدمته !
كم ستكون خدمة وتصرفات هذا الرجل دينونة للكثيرين من الرعاة المقصرين ، فهذا الأسقف والخادم الأمين رغم مشاغله الكثيرة ومشاكله التي لا تنتهي ولكننا نراه دائما يجول يصنع خيرا كمعلمه يزور مريض ويطعمه بنفسه يزور الفقراء ويجلس معهم متباسطا كاخ وأب لهم وليس بتكلف او استعلاء !
يفتقد الكل وخصوصا الفقراء والذين ليس أحد يذكرهم لانه يدرك أنهم أكثر فئة تحتاج للرعاية والخدمة والاهتمام وبلا مقابل !
يصلي بنفسه على المسنات الذين تنيحوا والذين ليس لهم أحد يذكرهم ( وفي هذا الموقف أتذكر حادثة حصلت منذ عدة سنوات وهي انتقال شخص فقير فذهب اخد أقاربه لطلب كاهن للصلاة عليه ولم يجد حتى ذهب الكاتدرائية فوجد جنازة كاهن وكل الكهنة هناك وعندما انفعل عندما لم يجد أي كاهن يذهب معه تدخل الأب الوكيل وأرسل معه كاهن ليقوم بالصلاة ويدفن الميت )
يحب الكل ويتعامل بنفس الاسلوب مع الكل .
فكم تبكتنا صور هذا الراعي !
تبكت اي كاهن يهمل رعايته وخدمته في الافتقاد متحججا بضيق الوقت ولكن الحقيقية كما قال قداسة البابا شنودة من قبل الأمر ليس عدم وجود وقت ولكن عدم وجود رغبة فان وجدت الرغبة توفر الوقت !
وحقا قال فمهما كانت مشغوليات اي كاهن لن تكون كمشغوليات هذا الأسقف ومع ذلك لا يكف على الافتقاد والزيارات .
كم من بيوت وأسر لم يدخلها كاهن من سنوات وربما نهائيا ؟
كم من مرضى ومسنين يحتاجون ويتمنون زيارة اي أب كاهن لهم ولا يجدون !
كم من مشاكل أصبحت بلا حل كان من الممكن أن تحل بافتقاد ومتابعة للأسر وظروفها ومشاكلها !
. والحجة دائما
المشغوليات - ضيق الوقت - كثرة البيوت -قلة عدد الكهنة وكثرة الشعب ....الخ
من مبررات لن تشفع عند سؤال رب المجد عن رعيته وإهمال النفوس !!.
كذلك بساطة هذا الأسقف مع الجميع ورغم أنني لست من محافظة المنيا ولكني متأكد أن بابه مفتوح للجميع بلا استثناء للكل وفي اي وقت .
حكى لي صديق من فترة ان هناك أحد الأساقفة في احدى المناطق صعب جدا مقابلته وقد عين سكرتير له يقابل من يريد مقابلة الأسقف او سماع المشكلة ومن يحتاج للعرض يعرضها عليه وقال كان الأسقف السابق لا يغلق بابه ابدا وأي أحد يريده يدخل ويجلس معه بكل سهولة !
لقد فرض كثير من الرعاة القيود حولهم سواء بعدم التواصل او قلة الافتقاد او سهولة اللقاء أيضا هناك من تحيز لمجموعة تتفق معه ومع فكره دون الاخرين وهناك من أهمل الفقير وفرق في العاملة بين شخص وآخر !
والنتيجة غضب مكبوت أصبح يظهر في صورة إدانة شديدة او تكلم بلغة حادة او صعبة تجاه بعض الكهنة .
الحقيقية ان الانبا مكاريوس في كل يوم يبكتنا ويقدم لنا روشتة العلاج بكل سهولة وهي
محبة الجميع - خدمة الكل - الاهتمام بالكل - عدم المحاباة - الشجاعة في قول الحق والمطالبة به .
أمور سهل أن يقوم بها اي راعي او خادم ووقتها سيجد الشعب يحبه جدا ويلتف حوله ولن تجد أحد يختلف عليه مثلما يحدث مع الانبا مكاريوس فحتى الآن لن أجد قبطي داخل او خارج مصر يختلف على او مع هذا الأب الأسقف !
. وأخيرا اعرف ان هذا الكلام سيفضب البعض وربما سيقول لي اخرين الآية الشهيرة لا تدينوا لكي لا تدانوا ولكن الأمر ليس بإدانة فجميعا مقصرين وفي الموازين الي فوق ولكن اهمال الراعي لرعيته أمر في غاية الصعوبة وتقصير الكاهن في خدمته يعثر كثيرين وهنا تحدثت عن التقصير في الخدمة فقط و المحاباة والتحيز لمجموعة عن الأخرى ولم أتطرق لأمور أخرى تحدث صعبة جدا تجنبا لحدوث عثرة أكبر ! الكهنوت ابوة وبذل وخدمة
والكاهن ان فقط ابوته أصبح موظف
وأن فقد واجباته أصبح عثرة .
والويل لمن تأتي من قبله العثرات .
*ملحوظة هامة انا هنا لا أعمم ولكن أتكلم على البعض ربما يكون كثيرين ولكن هناك أيضا الكثيرين جدا من الكهنة والآباء الأساقفة الأمناء .