الجحشة دى للركوب بس
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧
فتوى تقرف الكلب الحزين، خلت حياة المسلم الورع التقى الطاهر المصلى العابد القائم الصائم اتنين وخميس من مسائل الدين والدنيا، فبقى فى جعبته الخاوية من الشغل بذكر الله.. فقط سؤال إضافى ليصح عمله، هل يجوز نكاح الميتة.. قبر لما يلم العفش!.
هل هذا سؤال ينم عن فطرة سليمة، عن ذوق وإحساس، هل هذا بنى آدم طبيعى، لا يبكيها وهى مسجاة بين يدى الديان، يستفتى فى نكاحها، نكحة أخيرة، نكحة الوداع، له نفس الحزين ينكح جثمان مسجى، بدلا من أن يصلى لها على حواف سريرها الذى يزوره ملك الموت بأمر ربه، ويقرأ ما تيسر من الذكر الحكيم على رأسها ترحما.. رحمة ونور، يفكر الممحون من الرجال فى النكاح، المحن الرجالى أقوى من سحر النساء.. إلهى يسد نفسكم عن الزاد يا بُعدا. إذا كان السائل مخبولا فكان يجب على الفقيه العقل، ولكن كيف يعقل وقد ضرب القوم الجنون، ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، أفتى الفقيه تحت إلحاح جنسى بغيض بجواز نكاح الميتة، فتساويا فى الخبل، ومن الخبل ما قتل، وصار «نكاح الميتة» أكبر إساءة لخير أمة أخرجت للناس، بعد رضاع الكبير. وثالثة الأثافى جواز نكاح البهيمة، الله يفضحكم فضيحة الإبل، الحَجْر الأكاديمى على أمثال هؤلاء المتهوسين دينيا حظر واجب، أمثال هؤلاء يجب ألا يدرّسوا شذوذهم لطلاب العلم، والحجر الإعلامى يستوجب، يحظر ظهورهم على العامة وهم يمتطون الحمير، والحجر العقلى على هؤلاء المفتين بالشاذ والمكروه صار وجوبيا، حصّلت نكاح البهيمة.. قبّحكم الله. من أفتى بهذه الفتوى الشاذة يستأهل كف على وشه بقسوة كف محمد أفندى على وش دياب، وهو يتأفف قائلاً بقرف باد على وجهه، مسودا فى فيلم «الأرض» وهو كظيم من هول الفعلة القذرة: «الجحشة دى للركوب بس.. يا دياب»!.
طهروا وجه الإسلام من هذا العهر الذى يسيل كاللعاب لزجا يغرقنا بقاذوراته، والإسلام أشرف وأطهر وأعز علينا من فقه البهائم، هو فيه كده.. ميصحش كده.. عيب عليكم.. والله الواحد قرفان قرف ما بعده قرف، يكاد يفرغ ما فى جوفه، يتقيأ مثل هذه الفتاوى المقرفة، هل هان عليكم إسلامكم وقرآنكم، وحديث نبيكم ذى الخلق العظيم أن تتروا فى وحل أنفسكم وأنتم تذكرون اسم الله، سبحانه وتعالى عما يتقولون.
تصدير صورة ناكحى الميتة إلى العالم لا يمحوها من الذاكرة الإنسانية مرور القرون، تسويق صورة ناكحى البهائم بضاعة حاضرة لتجار الجنس، ومصدرى أفلام البورنو، ما هذا الخبل الذى تترون فيه، ولو قال به نفر من الأقدمين فى كتبهم الصفراء، من ذا الذى يستدعى هذا التراث الأصفر فى هذه الأيام السوداء، من الذى يعمد إلى إهانة المسلمين فى العالمين، ويوسخ وجه الإسلام الصبوح، ويقدم وجبة شهية ساخنة للمتلمظين لإهانة الرسالة الخاتمة.
فتوى شاذة صدرت، لو تعلمون كافية ليشيح العالم المتحضر بوجهه عنا، يأنف فعلنا، ويديننا، وأمام أنفسنا ألا نخجل، ألا نغضب، ألا نستحى من الله- سبحانه وتعالى- فتوى هى الهوان بعينه، تبًا لكم، وسحقًا لأفعالكم، استحوا من الله، استحوا من رسول الله، تبًا لكم ولفعلكم الكريه، انبذوا هذه الفتوى، العنوها والعنوا قائليها، ولا تأخذكم بهم شفقة وإلا صارت مثلًا.
نقلا عن المصري اليوم