الأقباط متحدون - أصوليات هذا الزمان.. الأصولية الشيعية فى إيران (35)
  • ٢٠:٥٧
  • الثلاثاء , ١٩ سبتمبر ٢٠١٧
English version

أصوليات هذا الزمان.. الأصولية الشيعية فى إيران (35)

مقالات مختارة | بقلم :مراد وهبة

٥٢: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٧

مراد وهبة
مراد وهبة

 مصطلح «الشيعة» يطلق على الذين شايعوا الإمام على بن أبى طالب بعد وفاة الرسول عليه السلام وطالبوا بإمامته بدعوى أنه قد عُين تعييناً إلهياً مقدساً للخلافة. ومع ذلك لم تتحقق مبايعته وقتل وكان قتله بداية صراع فى العالم الإسلامى بين الشيعة والسُنة. وقد شاهدتُ آية الله العظمى الإمام الشيخ محمد مهدى شمس الدين، رئيس المجلس الأعلى الشيعى، فى «مهرجان الإمام على» فى يوليو 1990 بلندن وهو يكاد يبكى عندما تحدث إلى أعضاء المؤتمر ليعلمهم أن الله قد أمره بضرورة إنهاء ذلك الصراع، وذلك بعد مرور أحد عشر عاما على الثورة الإسلامية الشيعية فى طهران وفى مدن أخرى فى إيران تحت قيادة روح الله الخمينى فى عام 1979. وهى أول ثورة شيعية تدعو إلى تأسيس حكومة إسلامية فى إيران. ومع ذلك فإن الجماهير الشيعية كانت ترى أن من حق السلطة الدينية أن تكون لها سلطة سياسية على نحو ما كان الحال فى زمن النبى محمد صلى الله عليه وسلم وما تلاه من الأئمة المؤلهين وكان عددهم اثنى عشر إلا أن الإمام الاثنى عشر كان قد اختفى فى القرن العاشر الميلادى على أن يعود فى يوم ما فى مستقبل الأيام باعتباره المهدى المنتظر لتأسيس الحكومة الإسلامية وحكم العدالة على كوكب الأرض. إلا أن أحداً لا يعرف ذلك اليوم إلا الله عندما يرسل ذلك الإمام لتحرير المجتمع الإسلامى من السلطة السياسية الطاغية والمطلقة.

 
وفى أول يناير من عام 1979 عاد إلى إيران آية الله الخمينى بعد أن كان منفياً لمدة خمسة عشر عاماً. وكانت نبوءة قد سرت بين جماهير الشيعة مفادها أن رجلاً قادماً من قم وممهداً للمهدى المنتظر لدعوتهم إلى السير فى الطريق القويم من أجل إزاحة فرعون إيران شاه رضا بهلوى.
 
والسؤال إذن:
 
ماذا حدث بعد وصول الخمينى إلى إيران؟.
 
فى 9 إبريل 1980 أعدم حاكم العراق صدام حسين زعيم النضال الشيعى فى العراق آية الله محمد باقر الصدر بسبب مطالبته بإنجاز العدالة السياسية فى العراق. وكان يلقب بـ«خمينى العراق»، وأعدم أيضا أخته بنت الهدى التى كانت تؤازر أخاها فى نقل رسالته إلى الحركة النسوية الشيعية العراقية.
 
وقيمة محمد باقر الصدر تكمن فى أنه أول من أحدث تغييراً فى الذهنية الشيعية وذلك بدفعهم نحو الاشتغال بالسياسة الذى كان مرفوضاً بسبب التراث الشيعى الذى ينص على المحافظة على نقاء الإيمان، وذلك بعدم تلوثه بالسياسة. ولا أدل على هذه القيمة مما حدث فى لبنان. فقد جاء إليها الإمام موسى الصدر ممثلاً لآية الله العراقى ومحدثاً تغييراً فى الجماعة الشيعية بلبنان. إلا أنه قد اختفى أثناء وجوده فى طرابلس بليبيا فى 31/8/1978 ولم يظهر حتى الآن. وأغلب الظن أنه قتل بقرار من القذافى. وجاء بدلاً منه سيد محمد حسين فضل الله قادماً من النجف وأصبح فيما بعد من قيادات حزب الله. وفى الثمانينيات أصبحت الشيعة اللبنانية قوة دينية كاسحة.
 
والسؤال إذن:
 
ما الذى دفع الشيعة إلى إحداث هذا التغيير الجذرى فى لبنان؟.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع