الكل فاسد ...... !!
نبيل المقدس
٠٤:
١٠
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٧
نبيل المقدس
من أجمل الأيات التي أعتز بها قالها الرب يسوع في إنجيل يوحنا 3 : 7 [«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» ... نحن أو أغلبنا ندين شخصا ما بالفساد , وفي نفس الوقت نحن وأولهم أنا نمارس أو نشارك أو نهييء البيئة المحيطة بنا لحدوث فساد , كان مقصودا , أو عفويا . أو جبريا . فالفساد ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي أضرت بالبلاد، وهي منتشرة بكثرة في جميع أركان ودواليب الحكومة ، أو حتي في المؤسسات الخاصة , وهي طريقة يتبعها فرد من أفراد المجتمع، من أجل الإستيلاء علي مكاسب شخصية على حساب الآخرين، أي أنها خروج عن القانون ، والتملق ومداهنة والتقرب إلي المناصب الرفيعة ذات السلطة والسيادة في الحصول على ممتلكات الغير أو ممتلكات الدولة نفسها ألتي هي ملك للشعب ، مع غياب القوانين والعقوبات الرادعة لمثل هؤلاء الأفراد.
يبدأ الفساد مع أول شعاع ضوئي يسقط علينا .. فمنا مَنْ لا يريد أن يذهب إلي عمله , مهما كانت الضرورة تُوجب وجوده علي مكتبه أو أمام ماكينته للإنتهاء من إتمام تقرير فيه مصير مستقبل شخص ما , أو تعطيل خط إنتاج بحاله في أحد المصانع .. هذا اكيد فساد بل اقل الفساد ضررا .. أما الأكثر خطورة هو منْ يساهم في فعل الفساد .. انا عن نفسي والكثير مننا عندما يأتيهم خطاب مظروفه ذات اللون البيح او الأصفر , لتحديد مثلا جلسة للضرائب , وقبل الذهاب يتصرف الفرد بطريقة عفوية يأخذ معه نقود في جيبه اليمين , غير الفكة لكي يستعملها في إعطاء البعض منها للساعي الذي يخدم علي الطرقة التي تتواجد فيها غرفة مأمور الضرائب , لكي يبلغه أن الفرد فلان الفلاني وصل ... وطبعا الجميع يعرف ماذا يحدث في هذه الجلسة ... أنا لآ أعمم . لكن أعطيت أمثلة بسيطة في شكل من أشكال الفساد .. !
فالرشوة هي شكل من أشكال الفساد , والمحسوبية , والمحاباة , والواسطة , وكذلك التزييف والتزوير والتزويغ بالإضافة إلي الإبتزاز .. كل هذه الأشكال من طرق الفساد تجمعهم سببا واحدا هو حصول فرد معين على مبلغ من المال أو فائدة معيّنة من طرف آخر مقابل القيام بتنفيذ أي عمل يطلب منه، وفي الكثير من الأحيان تكون هذه الأعمال غير قانونية ومخالفة، لذلك تحتاج إلى دفع الأموال للحصول عليها.
وما يؤسفني أن الفساد بعدما تغلغل في جميع أشكال الحياة ومكوناتها , تسلسل أيضا بقوة في أطهر وأقدس الكيانات بالنسبة للأخوة المسلمين ألا وهي الديانة . فقد إنتهز البعض من مجموعات لها أجندة خاصة تتبع قوي خارجية يهمها أن تبقي الدول العربية وخصوصا مصر في تفكك دائم .. وإتخذت من تراثهم مباديء لا تتناسب مع القرن 21 .. فبزغت من ضلوع هذه الجماعات جماعة المسلمون والسلفيين حتي انهم جيشوا مجموعات عسكرية لها لإبادة الآبرياء .. وبدأ الفساد يمارسونه من قطع رؤوس وإغتصاب النساء علي مرأي من العالم , مما أساءوا بالعقيدة الإسلامية , فأباحوا قتل اقباط مصر والجيش والأمن المصري , هادفين سقوط مصر لأنها هي قلعة الوطن المستهدف تفكيكه إلي دويلات .. ووصل بهم الجبر أن هدفهم من تفكيك الشرق الأوسط هو محو الحدود بين الدول وهدم الشخصية المصرية .. هذا هو نوع من انواع الفساد السلبي.
وما يؤسفني أن الفساد بعدما تغلغل في جميع أشكال الحياة ومكوناتها , تسلسل أيضا بقوة في أطهر وأقدس الكيانات بالنسبة للأخوة المسلمين ألا وهي الديانة . فقد إنتهز البعض من مجموعات لها أجندة خاصة تتبع قوي خارجية يهمها أن تبقي الدول العربية وخصوصا مصر في تفكك دائم .. وإتخذت من تراثهم مباديء لا تتناسب مع القرن 21 .. فبزغت من ضلوع هذه الجماعات جماعة المسلمون والسلفيين حتي انهم جيشوا مجموعات عسكرية لها لإبادة الآبرياء .. وبدأ الفساد يمارسونه من قطع رؤوس وإغتصاب النساء علي مرأي من العالم , مما أساءوا بالعقيدة الإسلامية , فأباحوا قتل اقباط مصر والجيش والأمن المصري , هادفين سقوط مصر لأنها هي قلعة الوطن المستهدف تفكيكه إلي دويلات .. ووصل بهم الجبر أن هدفهم من تفكيك الشرق الأوسط هو محو الحدود بين الدول وهدم الشخصية المصرية .. هذا هو نوع من انواع الفساد السلبي.
هناك فساد ضرب الشباب في مقتل .. هو توجه أغلب الشباب وغير الشباب إلي الإدمان .. هذا الفساد أوقف الكثير من تقدم البلاد .. فأصبح الشاب يهرب من ألأعمال الموجدة حاليا .. ويرفض الإشتراك في المشاريع المتوسطة و المتناهية الصغر بحجة أنه غير مؤهل أن يكون مسئولا عن عمل معين .. هذا فساد ليس في صالحه ولا في صالح المجتمع .
أكيد الجهل له دور كبير في انتشار الفساد بشكل واسع في مجتمعنا ، فالفرد لديه الرغبة في تحسين وضعه المادي، وهذا حقه لكنه يجهل الطريقة الصحيحة لتحقيق رغبته , كما أنه يريد الحصول على حياة أفضل، لكنه لا يعلم السبيل الصحيح أيضا , .. كما أضيف أن عدم إعطاء كل سلطة من السلطات الثلاثة الموجودة في أي دولة، وهي السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، وإعطاء السلطة التنفيذية جميع الصلاحيات ويكون ذلك على حساب السلطة التشريعية، وعدم قيام السلطة القضائية بعملها على أكمل وجه، كل هذا يؤدي إلى انتشار الفساد.
أحد أسباب الفساد هو تدني الأجور التي لا تكفي لسد عوز وتطلبات الموظفين، فقد تؤدي إلى بحثهم عن سبل الكسب غير المشروع ، فيلجؤون إلى الطرق الملتوية المختلفة ... لكن أغلب هؤلاء من الطبقات الوسطي حتي أنهم يصلون في زمن قصير إلي ذوي المال والجاه .. وهنا استطيع القول أن جميع أسباب وأشكال الفساد تجمعهم صفة واحدة هو ان ضمائرهم ماتت .. ومن الصعب جدا أن نحيي لهم ضمائرهم إلا بالمراقبة الشديدة المتواصلة بداية من الفرد أولا .. فكل فرد يري أخر يُفسد في الوطن عليه أن يوبخه أولا وإن لم يستجيب للتوبيخ فعليه بالتبليغ .. يجب علينا أن نكون مراقبين علي انفسنا أولا ..
عندما كنت أدرس في المجر حكي لي زميل لي في نفس البعثة عند صعوده عربة الترام وكعادتنا بمجرد دخولنا العربة نطلق عيوننا علي كرسي فاضي اولا .. زميلنا يقول أنا توجهت إلي الكرسي مباشرة بدون ختم التذكرة في ماكينة الختم الموجودة في اول عمود يقابلك .. وإذ به يلاحظ أن الأفراد الموجودة حوله في العربة ينظرون إليه بعنف , وغضب وبكلمات غير مفهومة .. تشجعت سيدة عجوز وفهمت الموقف فذهبت إليه لكي تفهمه ايه اصل الحكاية .. الحكاية كلها أنه لم يعطي حق المواصلة للوطن .
علينا أن نوقظ ضمائرنا , علي انفسنا وعلي الغير ... فنحن فعلا وصلنا لحالة : الكل فاسد .. !!