بقلم: ماريا ألفي
انتشر منذ أيام عدد من التهديدات التي نُسبت لجماعة السلفيين والتي تقضي بالاعتداء على أي سيدة غير مرتدية الحجاب الشرعي، وانتشرت هذه التهديدات -التي نفتها جماعة السلفيين- بسرعة البرق، ونتج عنها انتشار حالة من الذعر والخوف لمعظم الأسر القبطية والتي قررت عدم نزول الفتيات إلى الشوارع أو الجامعات والمدارس.
وبالفعل في هذا اليوم لم أجد في الشارع إلا ثلاث فتيات بالكاد بالشارع، واختفت الفتيات القبطيات هذا اليوم -يوم الثلاثاء 29 مارس- من الشوارع والجامعات فلم يذهب أيًا منهم أي المدارس والجامعات، ولكن السؤال هو ماذا بعد؟!

ماذا إذا انتشرت تهديدات أخرى تقول أن يوم السبت القادم كما حدث خلال الماضية، وستستمر هذه التظاهرات لمدة خمسة عشر يومًا؟... هل ستترك الفتيات دراستها والموظفات عملها بسبب الخوف.
في الحقيقة عندما سمعت هذه التهديدات أصابني الخوف في بادئ الأمر، ولكني قررت بكل عزم التصدي له والنزول إلى الشارع على الرغم من كوني أعيش في إحدى محافظات الصعيد والتي تعد معقل للسلفيين والجماعات الإسلامية المتشددة، ولكني نزلت وذهبت إلى الكنيسة لحضور اجتماع الشباب هناك، فكنت هناك أنا وثلاث فتيات فقط!! ولم أجد أيًا من صديقاتي الأخريات، فاستقبلنا كاهن الكنيسة استقبالاً حافلاً لشجاعتنا ومواجهتنا لمخاوفنا.

وكان موضوع الاجتماع من أجمل ما يكون، تذكرت من خلاله عددًا من القصص الممتلئة بالرجاء والتعزية فتذكرت:
**قصة"داود"مع"شاول"فعندما كان"شاول"يطارد"داود"ليقتله ولكن داود كان قلبه ممتلئ بالرجاء في الرب فقال عددًا من المزامير التي من أجمل ما يكون، فقال"الرب راعي فلا يعوزني شيء"، وقال"الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت..أقول للرب ملجأي وحصني الهي فأتكل عليه".
**تذكرت قصة الثلاث فتية اللذين القوا في النار، فالذي حُرق بهذه النار هم الحراس الذي ألقوهم داخلها، وعلى الرغم من أنهم ألقوا في النار مقيدين لكنهم بعد ذلك أصبحوا غير مقيدين، فالنار فكت قيودهم ولم تمسهم، ففي كثير من الأوقات على الرغم من قسوة الموقف الذي نمر به، ولكن الرب القادر أن يحررنا أي قيد يسيطر علينا.

**وتذكرت أيضًا قصة"دانيال"عندما تم إلقاؤه في جب الأسود، ولم تؤذيه بل تحوّلت إلى حيوانات أليفه.
**تذكرت قصة"موسى"عندما هرب هو وبني إسرائيل من فرعون وتوجهوا ناحية البحر الأحمر، فأرسل الرب رياح شديدة شقت البحر إلى نصفين ليعبر موسى وبني إسرائيل، ويغرق فرعون وجنوده بعد ذلك.

**تذكرت قصة نقل جبل المقطم أيام المعز لدين الله الفاطمي، فارتفع الجبل عندما وقف الشعب وقال"ارحمنا يا رب".
فاعتقد بعد كل هذه الأحداث لا يوجد أي سبب للخوف بعد ذلك، فنحن أبناء الرب، وهو قال لنا "نقشتكم على كفي ومن يمسكم يمس حدقة عيني".
وختامًا سأنهي كلامي بقصه قصيرة؛ كان هناك مجموعة من الأشخاص سفينة في بحيرة الأمازون، هذه البحيرة معروفة بالثعابين الاناكوندا، وكان في هذا اليوم ضباب كثيف وكان قبطان السفينة يسير بسرعة فائقة، فخاف كل الموجودين بالسفينة ما عدا بنت صغيرة وعندما سألوها عن سبب عدم خوفها قالت أبي هو قبطان السفينة وهو يرى الوضع من فوق الضباب.
فيا ليتنا نكون مثل هذه الفتاة ونكون على الثقة أن الله يرى الأمور من منظور أعلى من منظورنا، ويقيمها بعيدًا عن تقييمنا الأرضي.