المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو
سامية عياد
السبت ١٦ سبتمبر ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
فى صمت وهدوء صارت خدمته قوية فعالة مثمرة امتدت فى الداخل والخارج ، كان هدوؤه سبب نجاحه وكان صمته المصحوب بالصلوات سبب ثمار كثيرة التى يفرح بها الرب ، عرف عنه الوداعة والمحبة والقلب المتسع ، إنه المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو ..
البابا تواضروس الثانى وضح لنا أن خدمة المتنيح الأنبا كيرلس صارت فى اتجاهين الاتجاه الأول خدمة أخوة الرب فى مصر وكانت هذه الخدمة تأخذ من فكره ومن عمله ومن خدمته مساحة واسعة ، فخدم فى مواقع كثيرة جدا فى مصر خدمة الفقراء ولا أحد يعلمها إلا الله ولم يظهر فى الصورة إطلاقا ، الاتجاه الثانى فكانت من خلال مسئولية النائب البابوى لأوربا ، حيث قام بمسئولية هذا العمل خير قيام ، حيث أسس دير القديس الأنبا شنودة فى ميلانو كما أسس إيبارشية ميلانو وهو أول أسقف عليها ولحقها بهذا الدير العامر ، بمساعدته اكتملت إيبارشيات فى دول أوربا ، بل خدم فى أماكن جديدة فيها أعداد قليلة من الأقباط المصريين تحتاج للخدمة والرعاية فى البرتغال وفى إسبانيا وفى سلوفاكيا ، كل هذا وأمور أخرى عديدة عملها فى منتهى الصمت والهدوء .
عبر خدمته وأسقفيته وقبل ذلك رهبنته امتاز الأنبا كيرلس بشيئين فى غاية الأهمية الأول العمل الفنى الجميل والرقيق ، اهتم بالنظرة الفنية فحرص على أن يكون كل جزء من الدير والكنائس التى أسسها فيها لمسات جمالية تعبر عن جمال السماء ، الثانى أنه كان صاحب قلم يكتب به تأملات عميقة واختبارية ، نشرت له مقالات عديدة ذات عمق روحانى كبير كانت تخاطب النفوس والقلوب وتؤثر فيها بشدة ، كان لديه أحساس قوى أنه سيترك الأرض قريبا حيث بدأ نهضة العذراء مبكرا وزار كل كنائس الإيبارشية واجتمع مع شعب الكنائس التى لم يزرها وتقابل مع كل الأباء كأنه يودعهم ، أرسل للبابا تواضروس رسالة على التليفون صلاة قصيرة يصلى فيها من أجله فكانت رسالة وداع .
عاش بيننا ، خدم كنيسته وخدم وطنه وقدم نموذجا رائعا للأب الأسقف والأب المطران فى خدمته وفى إخلاصه وفى أمانته ، يكفى أنه ترك أعظم ميراث من خدمته ترك ديره العامر وآباؤه الرهبان يحبون بعضهم بعضا بالحقيقة وترك الإيبارشة ومجمعها الأباء الكهنة وأسرهم فى محبة كبيرة ، افتقدناه على الأرض لكن اكتسبناه فى السماء "ما لم تره عين ، وما لم تسمع به أذن ، وما لم يخطر على قلب بشر ، ما أعده الله لمحبى اسمه القدوس" .
أنا الموت وبعدما صارعتنى القيامة وغلبتنى أريد أن أطمئن قلوب البشرية أريد أن أتكلم مع اليتم ومع الأرملة مع كل الذين فارقهم أعز وأغلى وأحن وأرق الناس لهم أريد أن أقول للكل أنا الموت ولم يعد لى سلطان كما كنت قبل قيامة المسيح تبقت لى ديار فقط ولكن ليس لى سلطان على العابرين فيها كل البش يدخلون الى ديارى لأنهم من تراب الأرض والى الأرض يعودون....المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو