بقلم: حليم اسكندر
لاشك أن شباب الأقباط في ماسبيرو قد صنعوا تاريخاً جديداً وأضافوا صفحة ناصعة البياض تضاف لصفحات الأقباط البيضاء الاخري الكثيرة والتي لا مجال لتعديدها الآن ، فقد افترشوا الأرض لمدة عشرة أيام في طقس شديد البرودة وتحملوا المخاطر واعتداء الجيش عليهم في الليلة الأخيرة والتي أعلنوا فيها عن تعليق الاعتصام !!  تحملوا المسئولية بكل شجاعة وثقة ورجولة وبعزيمة لا تلين ، لم يهدأ لهم بال إلا بعد أن تعهد المسئولين بتلبية جميع مطالبهم المشروعة و بدأ المسئولين في تنفيذ بعضها علي ارض الواقع مثل إعادة بناء كنيسة صول في نفس المكان وغيرها من الوعود التي نرجو أن تجد طريقها إلي حيز التنفيذ !!

نعم لقد تخلي الأقباط أخيراً عن صمتهم، فقد لقد ولي زمن السكوت إلي غير رجعة !! لن نرض بعد الآن بمواطنة منقوصة ولن نعيش مواطنين درجة ثانية، فنحن لسنا بجالية أجنبية أو وافدين علي هذه البلد بل تلك هي أرضنا وارض أجدادنا ، لذلك لن نرض عن المواطنة الكاملة بديلاً ، سنعمل جاهدين مع إخوتنا المسلمين الشرفاء المعتدلين من اجل مستقبل أفضل وغد مشرق لبلادنا الحبيبة حتى تتبوأ مكانها الطبيعي بين دول العالم المتقدم !

أتقدم باسمي معاني المحبة والاحترام والتقدير لكل من شارك في الاعتصام بأي شكل كان، واخص بالذكر من افترشوا الأرض في طقس شديد البرودة واعرف منهم من أصيب بالتهاب رئوي ومازال يعالج منه حتى الآن !!

أتوجه بالتحية للآباء الكهنة الذين شاركوا في الاعتصام بحسب ظروفهم واهمس في أذانهم وهذا " رأيي الشخصي " لقد كنتم شجعاناً وقمتم بدور مهم  قد تكون القيادة الكنسية غير راضية عنه !! ولكنكم تحملتم مسئولية اختياركم وهذا شئ يحسب لكم !! ولكن أتمني أن تتركوا الشباب يكمل المسيرة وذلك لعدة أسباب أهمها:-

أولاً: نحن نرفض أن تظهر الكنيسة في صورة المدافع عن حقوق الأقباط، فنحن مواطنون مصريون لنا كافة الحقوق وعلينا كافة الواجبات تجاه بلادنا المحبوبة مصر.

ثانياً: مكانكم الطبيعي داخل جدران الكنيسة، مكانكم الطبيعي هو القيادة الروحية، أما ماعدا ذلك من الأمور الحياتية والسياسية فهذا من اختصاص كل فرد فينا انطلاقاً من مبدأ المواطنة.

ثالثاً: نحن نكن لكم كل الاحترام والتقدير كقادة روحيين، نقدر دوركم وغيرتكم ومحبتكم وصلواتكم ولكننا في ذات الوقت نرفض وصايتكم في غير الأمور الروحية.

رابعاً : نحن نريد دولة مدنية وبالتالي نرفض أية أشكال للوصاية علي الشعب من القادة الدينيين مسيحيين كانوا أم مسلمين ولا نعني بذلك إننا نريد التخلي عن الدين في حياتنا ، كلا بل ما نريده هو الفصل بين الدين والسياسة . ولا يخفي علي احد ما حدث في استفتاء 19 مارس وكيف تم تديينه مما اثر علي النتيجة وجعل الاستفتاء وكأنه معركة دينية !!

خامساً : ارفض أن يرفع الأقباط في الاعتصامات القادمة شعارات دينية أو الإمساك بالصليب " مع تأكيدي الكامل علي ثقتي وإيماني الكامل أن علامة الصليب هي رمز للانتصار والافتخار " :
فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،
كورنثوس الأولي 1 : 18
وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.
غلاطية 6 : 14

ولكن أري انه يجب علينا أن نتحرك من منطلق إننا مصريين لنا كافة الحقوق وعلينا كافة الواجبات التي يجب أن يتمتع بها جميع المصريين كمواطنين بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو اللون ! ولذلك يكفي أن نرفع علم مصر فقط !!

الشباب بدأ المسيرة وتحمل المشاق والمتاعب وتصرف بمنتهي الوعي والرقي والحكمة والتعقل والوطنية ولم يتركوا المكان إلا في شكل أفضل مما كان عليه قبل الاعتصام !!  فلا داعي لتهميش دور هؤلاء الشباب الشرفاء الغيورين والقفز علي جهودهم ، لا داعي لفرض أشخاص بعينهم علي المشهد رغم أنهم لا يحظون بالقبول من جانب الشباب !! لا داعي لتشويه الصورة  الجميلة والملحمة الرائعة التي شاهدناها ولمسناها طيلة أيام الاعتصام ، كفانا تشتت وتشرذم ، أرجوكم لاتتركوا المصالح الشخصية تنخر في عظامنا وتجعلنا نتقهقر للخلف وتضعف من قوتنا ، لنحافظ علي ما تحقق ولنتمسك بتحقيق بقية الوعود ، حتى نحصل علي جميع حقوقنا بشكل كامل وغير منقوص ، وأخيراً إخوتي :

َلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ.
كورنثوس الأولي  14 : 40

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :