«كله بشرع الله».. «مصايف السلفيين» تزاحم شواطئ الساحل الشمالي
أخبار مصرية | الدستور
الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧
منذ نشأتها وظهورها على الخريطة السياحية المصرية، عُرفت شواطئ الساحل الشمالي بأنها «منتجعات الكبار» وشواطئ رجال الأعمال والأثرياء، وكانت أشبه بالمناطق المحرمة على رجال الدين وأعضاء التيارات الإسلامية الذين كانوا يعتبرون هذه المناطق «رجساً من عمل الشيطان»، ليس هذا فحسب بل إنهم أطلقوا العديد من الفتاوى التي تحرم سياحة الشواطئ وكانوا يطلقون عليها «شواطئ العراة».
إلا أنه عقب وصول التيارات الإسلامية إلى حكم مصر تحت قيادة جماعة الإخوان، بدأ التحول الكبير في فكر ومنهج الجماعة، وصدرت «الفتاوى التفصيل» من قيادات الإخوان والسلفيين بجواز التنزه على الشواطئ بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية، وفي مقدمتها التزام المرأة بما يسمى «المايوه الشرعي».
ليس هذا فحسب بل إن جماعة الإخوان المسلمين كانت تمتلك وتدير نحو 6 شركات سياحية، منها شركة بالساحل الشمالي كانت مملوكة لمحمد مهدي عاكف، مرشد الجماعة السابق.
◄«متنزهات السلفيين»
وبعد سقوط دولة الإخوان في 30 يونيو ٢٠١٣ظهرت على الساحة الجماعة السلفية لتحتل شواطئ الجماعة الإرهابية، وبدأت وفود الدعوة السلفية تزاحم قرى مارينا وبورتو مارينا، بالساحل الشمالي.
كما ظهرت شركات سياحية سلفية متخصصة في تنظيم رحلات السلفيين السياحية للساحل الشمالي تحت شعار «كله بشرع الله»، كما وضعت مجموعة من الضوابط الشرعية لنزول البحر من أبرزها التزام الزوجة والبنات بارتداء «المايوه الشرعي»، بينما يحرم على الرجال ارتداء المايوه، وأن يلتزم بارتداء البنطال أثناء نزول البحر، كما خصصت هذه الشركات خياما بالبوص الفارسي على هيئة مسجد لإقامة الصلاة في جماعة على الشواطئ مباشرة.
«الدعوة السلفية» بالإسكندرية بدأت في مزاحمة شركات السياحة في تنظيم هذه الرحلات، حيث أعلنت الأسبوع الماضي عن تنظيم رحلة سياحية لأعضاء التنظيم للساحل الشمالى، وصفتها حسبما ورد في نص الإعلان بـ«رخيصة الثمن» وبتكلفة 75 جنيها فقط للفرد، ولكن بشرط الالتزام «بالضوابط الشرعية» التي حددتها «الدعوة السلفية».
كما أكدت الدعوة السلفية في إعلانها أن جميع الرحلات السياحية للساحل الشمالى «عائلية»، ولا يسمح للعزاب بالاشتراك في الرحلة لمنع «الفتنة»!.
◄«شواطئ للمنتقبات»
وفي تصريح خاص، أكد مصدر مسئول بالدعوة السلفية بالإسكندرية أن الدعوة السلفية لا تقتصر على تنظيم الأنشطة الدينية فقط، ولكنها تنظم رحلات ترفيهية طبقًا للضوابط الشرعية، لجميع أعضاء الدعوة السلفية.
وشدد المصدر الذي رفض ذكر اسمه على أن الجماعة اتفقت مع إحدى القرى السياحية بتخصيص شواطئ معينة للنساء، تكون بعيدة إلى حد ما عن شواطئ الرجال، وأن الجماعة السلفية يخرجون إلى هذه الشواطئ مبكرا وبعد صلاة الفجر، قبل ازدحامها بالمصطافين.
وأضاف: عقب إجازة عيد الأضحى المبارك تعاقدت الدعوة السلفية على عدد 2 شاطئ بالساحل الشمالي الأول مختلط، مخصص للعائلات السلفية ورواده من الرجال والنساء، أما الشاطئ الثاني فإنه خاص بالنساء فقط.
وأشار إلى أن السيدات يلتزمن بارتداء النقاب والمايوه الشرعي أو الجلباب الواسع الفضفاض الأسود الذي لا يشف الجسم ولا يبرز مفاتن المرأة، حتى في الشواطئ الخاصة بالنساء، مضيفًا أن هذه الشروط ترفضها معظم الشركات والقرى السياحية، ولم يوافق عليها إلا قرى محددة معروفة بولائها للتيارات الإسلامية، وتتبنى برامج السياحة الدينية.
وأكد أن الدعوة السلفية استطلعت رأي الشرع في تنظيم مثل هذه الرحلات، وبعد دراسة الموضوع في مجلس شورى الجماعة صدرت فتوى بإجازة نزول المرأة للبحر، بشرط وجود أحد محارمها مثل زوجها أو ابنها أو شقيقها أو والدها، وبشرط التزام الضوابط الشرعية الأخرى وقت نزول البحر.