تعرف علي مظاهر الاحتفال بالنيروز عبر العصور ؟
الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
ظل المصريون يحتفلون بعيد النيروز على مدار عقود ماضية حسب موقع الدستور وهو يوافق اليوم الأول من شهر توت أول أشهر السنة المصرية القديمة، و11 سبتمبر في السنوات البسيطة و12 سبتمبر في السنوات الكبيسة. ظلت الاحتفالات بهذا العيد حتى الاحتلال العثماني لمصر سنة 1517، حتى أصبح مقتصرًا على مجموعات إحياء التراث والمهتمة بالتاريخ المصري، كما يغلب عليه أيضًا الطابع المسيحي نظرًا لربط المصري المسيحي القديم العيد بتاريخ الشهداء.
وقد سجلت المقابر المصرية القديمة مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية، حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، ويتجمع الرجال والنساء في جماعات كبيرة ويركبون السفن والقوارب التي تتجول بهم في نهر النيل.
ويذكر المقريزي الذي عاش في عصر المماليك، أن مظاهر الاحتفال في العصور الوسطى كانت تشمل جميع المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين، وكانت الدولة منذ العصر الفاطمي تحتفل على المستوى الرسمي بهذه المناسبة بتوزيع العطايا إلى جانب الاحتفالات الشعبية، والتي كانت تأخذ شكل كرنفالات شعبية تخرج فيها الناس إلى المتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخص ينصبونه أميرًا لـ"النيروز"، يسير بموكبه في الشوارع والحارات ويفرض على الناس الرسوم ويحصله منهم ومن يرفض يرشه بالماء، وكل هذا طبع من باب الدعابة واللهو.
وأصل هذا التقويم يرجع الحضارة المصرية القديمة، فقد ابتكر المصريون القدماء تقويمهم عام 4241 قبل الميلاد، وارتبط هذا التقويم بفيضان النيل مصدر الحياة، فقد لاحظ المصريون أن هناك ارتباطًا بين وصول الفيضان إلى ذروته عند مدينة منف وشروق نجم ساطع في السماء قبل شروق الشمس، وأطلق المصريون على هذا النجم اسم سوبديت، ويطلق العرب عليه اسم الشعرى اليمانية، واتخذوا من هذا اليوم بداية لسنتهم النجمية التي يبلغ عدد أيامها 365 يومًا مثل السنة الشمسية، وقسموا سنتهم إلى 12 شهرًا كل منها 30 يومًا، وأضافوا لها الشهر الصغير نسيء من خمسة أيام، وعندما تبين للكهنة المصريين بعد ذلك أن السنة تتكون في الحقيقة من 365 يومًا وربع يوم، أضافوا يومًا سادسا لشهر نسيء مرة كل أربع سنوات.
ويقول دكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق: "عندما أراد يوليوس قيصر إصلاح التقويم الروماني وتحويله من تقويم قمري إلى تقويم شمسي استعان بالكهنة المصريين في الإسكندرية، وكان يوم أول توت وقتها يقابل التاسع والعشرين من الشهر السادس الذي أصبح اسمه فيما بعد أغسطس نسبة إلى الإمبراطور الروماني أوغسطس أوكتافيوس، أي في نفس الوقت الذي ما زلنا نحتفل فيه بعيد وفاء النيل، فأصل العيدين واحد، ثم مع الإصلاح الجريجوري للتقويم الميلادي أصبحت رأس السنة المصرية تقابل يوم 11 سبتمبر مثلما أصبح عيد الميلاد المجيد للكنيسة الأرثوذكسية، يوم 29 كيهك وفقًا للتقويم المصري يقابل يوم 7 يناير بعد أن كان يقابل يوم 25 ديسمبر".
وكان الاحتفال الشعبي يتوقف في الفترات الذي تتصاعد فيها موجات التطرف الديني في العصور الوسطى إلى أن توقف تمام في العصر العثماني، لكن الجانب الرسمي للمناسبة ظل قائمًا لارتباط المناسبة بالفيضان وجباية الضرائب، حتى أن السنة المالية في العصر العثماني والقرن التاسع عشر كانت تسمى السنة التوتية نسبة إلى شهر توت أول شهورها.