في2017 أيضاً العسل عسل والبصل بصل!!
حنان بديع ساويرس
٣٥:
٠٤
م +02:00 EET
الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧
بقلم / حنان بديع ساويرس
بالفن ترتقى الشعوب بل ترتقى العقول والأفكار ، والمشاعر والأحاسيس.. رغم أن مُعظم كتابا تىسياسية أوحقوقيةإلا أننى اليوم وعلى غير عادتى قررت الكتابة فىالفن أو بالأحرى الكتابة عن عمل فنى .. فقد دَعَانى أحد الأصدقاء لمُشاهدة مسرحية بعنوان "العسل عسل والبصل بصل" التي تُعرض حَالياً بُمحافظات مصر المُختلفة رُبمالا يعلم الكثيرين أن هذه المسرحية قد تم عرضها من قبل فى ثمانينات القرن الماضى، فهى تحكى حينها مشاكل عصرها السياسية والإجتماعية بل تطرح مشاكل عصر قد عاصره وعاشه الشاعر الراحل بيرم التونسى صاحب أشعار وأزجال هذه المسرحية ، وربما هذا ما جذبنى للكتابة عن هذه المسرحية هو أنها تتناسب مع كل زمان فتناسب زماننا أيضاً وتناقش نفس القضايا الهامة سواء سياسية أو إجتماعية أو غيرها وهنا رغم أن الموضوع فى ظاهره نراه فنى لكن في باطنه لا يختلف كثيراً عن نوعية كتاباتىالتى طرحتها من قبل لذلك قررت الكتابة فيه .
العسل عسل والبصل بصل هو عمل مسرحى إستعراضىكوميدىغنائىإعداد الأستاذ سمير العصفورىلأعمال الشاعر الراحل "محمود بيرم التونسى " فالعمل ممزوج بأشعار بيرم النَقدية الجميلة !!
وبيرم التونسي هو شاعر تونسي حاصل على الجنسية المصرية ولد في الإسكندرية في 3 مارس 1893، و يعدّ من أشهر شعراء العامية المصرية وقد قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقى
"أخشى على الفصحى من بيرم "أى من حلاوة شعره بالعامية سينصرف الناس عن الفُصحى "
فالعمل يناقش نفس القضايا السياسية والإجتماعية ونفش مشاكل المجتمع فالعمل رغم عرضه في الثمانينات الا أنه يصلح للعرض في أي زمن لأن قضايا ومشاكل وإهتمامات المُجتمع لا تتغير إلا في إختلاف الأسلوب أو منهج الحياة .
العمل الذى يعرض حالياً هو من إخراج إميلشوقى بطولة علا رامى ،ومفيد عاشور، وفاطمة محمد على، وحسان العربى، وناجح نعيم ، وجلال الهجرسى، والمطربة الصاعدة حبيبة ، وفرح.
تحدثت مع مُخرج العَرض الأستاذ إميل شوقى ليوضح رؤيته الخاصة بالعمل ولماذا هذا العمل الآن رغم عرضه في الثمانينات فقال : أن مسرحية العسل عسل والبصل 2017 هي إعداد لأشعار ومقامات وأزجال لبيرم التونسى قام بإعدادها مسرحياً سمير العصفورى والعمل يتعرض لعديد من المُشكلات القديمة المُعاصرة فهما كلمتين مُتناقضتين عن نفس القضايا التي طرحهابيرم التونسىفما نعيشه اليوم هىنفس المُشكلات تقريباً ، فهو يتعرض للثورة لكن كان يقصد وقتئذ ثورة 1919 ولا إختلاف بينها وبين باقى الثورات التي حدثت في مصر فيما بعد وإلى الآن !!كثورة 1952 ،و25 يناير ، و30 يونيو ، وأى ثورات من المُمكن أن تحدث في أى عصر أو زمان.
فطالما يعيش الإنسان يتمرد ويتعرض لنفس المشاكل في أى عصر أو جيل كمشكلة الغلاء مثلاًالتى يتعرض له العمل المسرحى .
لماذا بيرم الآن ؟!
لأن فكرة المسرحيةتخص كل العهود والأجيال فتتعرض أيضاً لمشكلة العدالة ولمشكلة الإنتخابات ،فهى عبارة عن لوحات مُتتابعة كما تتعرض لمشاكل الصحافة والحريات وجميع المشاكل التي كانت تواجه المجتمع مع بداية القرن ال19 وهو ماعشناه في القرن العشرين ونعيشه في القرن الواحد والعشرين لهذا قدمنا بيرم التونسى .
فالعرض موسيقى غنائىإستعراضى يعتمد على الرؤية التشكيلية في الفراغ المسرحىمُضيفاً لذلك الصورة السينمائية للملابس والألوان ونقدم العرض بموسيقىحية ،فالعرض تقدمه فرقة موسيقية وبه أجزاء من الإرتجالات التي تختلف من يوم لآخر .
وآخيراً أختم المقال بزجل بيرم المُعبر عن حال الإنسان سواء كان غنى أو فقير ، مواطن بسيط أو ذو مركز أو سلطان أو كان حاكم أو محكوم وهذه الأبيات بدأ به العرض المسرحىبشكل غنائىوالذى شاهدته على مسرح ميامى الخميس الماضى .
قال: إيه مُراد إبن آدم؟
قلت له: طقه
قال: إيه يكفي منامه؟
قلت له: شقّه
قال: إيه يعجّل بموته؟
قلت له: زقه
قال: حـد فيها مُخلّد؟
قلت له: لأه
قال لي: ما دام ابن آدم بالصفات دي
نويت أحفظ صفات ابن آدم كل ما اترقى.