عيد النيروز عقيدة
أوليفر
٣٠:
٠٣
م +02:00 EET
الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧
Oliver كتبها
- لما يتعانق صليب الناس مع صليب المسيح يأتي عيد النيروز.لما نري الألم مكللاً بالمجد يتلألئ عيد النيروز.لما تتحقق كلمات الرب يسوع أن في العالم سيكون ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم و نعيش هذه الغلبة حينها نعيش النيروز كمل يليق بأبناء الشهداء أبناء المسيح.لأنه عيد إنتصار الحق على كل باطل.عيد الغلبة الروحية.هو العيد الذى فيه تتصحح رؤيتنا للحياة فنعرف أن الموت ربح كما عرفه القديس بولس و أعلنه لنا بالروح القدس.
- العام الجديد القبطي ليس كمثل سنوات الأرض بل هو عمر المحبة الأرضية للإله السمائى.هو تاريخ لم يكتبه الناس بأعمارهم بل بالإستغناء عن أعمارهم حباً في الذى مات عنا.إنه تبادل العشق الإلهي بعشق إنساني للمسيح.تبدو فيه المحبة قوية كالموت بل أقوي من الموت لأن حياة الشهداء قد تخطت الموت و داسته مع المسيح له المجد.
-النيروز هو باقة جميلة ضفرتها العروس لتقدمها للعريس الأبدى.وضعت فيه كل الأعمار كل الألوان كل الأشكال كل فئات البشر فرادى و جماعات.باقة تأتي من الزمن البعيد و العصر الأول و تظل تتنامي رغم أن حياتها نزعت من الأرض.تتنامي بالروح القدس و تمتد حتي تتلاقي ورود العصور الأولي للمسيحية مع زهور العصر الحديث و شهداء القرن العشرين و الواحد و العشرين .تتعانق زهور عصر دقلديانوس مع ورود المنيا الحمراء .تتعانق القطوف القديمة مع قطفة شهداء ليبيا و تتلون الباقة بكل العصور.تكبر الباقة في يد العروس و ينظرها العريس و يتهلل فهكذا صار عهد الدم مشتركاً.على المذبح تضع العروس باقتها فما بين فوق المذبح و تحت المذبح إلا الحب.دم يقيم المسيحيين و المسيحيون يقيمون وليمة دم المسيح فينهضون و لا يغلبهم النعاس قرب مجئ العريس.تمسك الكنيسة باقتها مفتخرة بجمالها و تمسك الباقة كنيستها متحدة بشفاعتها.إنها السماء على الأرض و أرواح الشهداء يطوفون بروائحهم العطرة يسبغون علي الباقة العتيقة عطر جديد فيستمر شذاها لا يضمحل.يعجب عبيرها الداخلين في الثوب الجديد فيتبررون بدم المسيح حين يجتذبهم دم الشهداء لحب المسيح.
-النيروز هو الحقيقة الدامغة أن الكنيسة ممتدة حتي السماء و أن السماء ممتدة حتي الأرض و أن لا فواصل بيننا و بين الغالبين .هم معنا و نحن معهم.نراهم بسطاء و عمالقة و يروننا أبناءهم مهما ساءت بنا الأحوال.إن دخول الكنيسة السماء يعتمد على دم المسيح وحده و يتألق حين يختلط دم الذين على الأرض بدم الذبيح الأعظم. ينشدون أوصنا يا من في السماء فيستجب في التو و اللحظة و يكونون معه في السماء مكللين بالمجد.شهداء طنطا يرنمون مع شهداء الفيوم و العصور الطويلة بينهما تتلاشى فالشهداء فوق الزمن.لذلك تتحد العروس بالعريس.هى زمنية و هو أبدي لكنه لأجلها صار أيضاً زمني لكي تسري أبديته فيها صارت الكنيسة أبدية كالأبدى.عروسة كالعريس.مخضبة بالدم كما تخضب على الصليب. . تتحد الكنيسة مع الخلود .تأخذ من المسيح أغلي ما له أي حياته و تقدم للمسيح أغلي ما عندها و هو حياتها من خلال دم الشهداء المسفوك.
-على الكنيسة أن تعود فتقدم مناسباتها بروحانية خالصة و عقيدة ناضجة من غير أن تتحول إلى مهرجانات ضحلة تفقد فيها قيمة و عقيدة كل عيد روحى.أخرجوا كل الحفلات و المهرجانات من عيد النيروز لأن هذا الجيل ليس محتاجاً إليها بل محتاج لإعداد نفسه ذبيحة حية للمسيح سواء بالحياة أو بالموت.أما الإحتفالات الأخري فلنصنع لها عيدا و ليكن إسمه عيد مدارس الأحد أو عيد الخدمة و يكون يوما مثاليا للخدمة و تقام فيه ما تقام من حفلات تخرج و تسليم و تسلم للخدمة .لكن لا تطمسوا قيمة و معني العيد أي عيد بالإحتفالات لئلا نتشابه مع الأعياد القديمة التي كان الشعب يكرم فيها الرب بشفتيه أما قلبه فكان بعيدا.
-اليوم نهنئكم يا شهداء الرب.ليس المنتقلين وحدهم بل من يشهدون لليوم بأعمالهم الصالحة فيتمجد الآب في السموات بسببهم.اليوم نتمسح بكم معتبرين أنفسنا أبناء الشهداء.فقد عشتم بيننا و تعرفون ما نعيشه لهذا نهنئكم أنكم لم تصبحوا مثلنا بل تفوقتم علي الزمن كله و أعراضه المريضة و أخرجكم الفادى من وسط الآتون غالبين.نهنئكم يا أجمل ورود العروس و أحلي عبير يفوح من يدها.نهنئكم علي مسكنكم المؤقت تحت المذبح حتي مسكنكم النهائى فوق العرش.نهنئكم ليس بعام جديد كما هو عندنا بل بعمر جديد كما هو عندكم.نهنئكم لأنكم مكللين و منيرين و نستشفع بكم أن تبدأوا خدمتكم لنا سريعاً.فإعداد أبناء الشهداء يحتاج لخدمة الشهداء.نهنئ أمكم الكنيسة لأنها ترتفع في عيني الرب بكم.تنتصر علي عدو الحب بكم.تستنير و تترفع على الألم حين تصبحون منها قريبين.و نحن منكم قريبون.كل سنة و نحن منكم و أنتم منا.كل سنة و نحن ثابتون في مسيحنا الذى يحتضنكم و يصبركم حتي يأخذ لكم حق الدم .واثقون نحن أن حقكم حقنا.دمكم دمنا.لم و لن ننفصل.نحن يدان واحدة ترتفع هنا و الأخري تمتد في السماء لكننا في الجسد الواحد لا نتفارق.أنتم نيروزنا.نحبكم حين تصلون معنا من جيل و إلى جيل و إلى دهر الدهور آمين.