أفيخاي وعمرو خالد
مقالات مختارة | بشير حسن
السبت ٩ سبتمبر ٢٠١٧
قد لا يروق للبعض الجمع بين أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، والداعية عمرو خالد، وقد ينتفض قلة من دراويش الأخير للزج باسم شيخهم فى جملة مفيدة مع عدو استراتيجى، لكنه موسم الحج الذى فرض على الاثنين التواجد فى هذه المساحة.
أطل علينا عمرو خالد من مكة المكرمة وقد غلب انشغاله بالكاميرا.. انغماسه فى أداء الفريضة، توجيهات عمرو الحادة لحامل الكاميرا وهو يلتقط صورًا له.. أكدتها نظرات عينيه، وما أعرفه عن عمرو دقته المتناهية فى التقاط الصور أثناء التباكى، وهذه الطريقة يعلمها كل العاملين معه. هذا السلوك الذى شغله حتمًا عن أداء الفريضة أثار حفيظة الكثيرين، فرأينا من ينتقده ومن يهاجمه، ولعل أداء عمرو التمثيلى أمام الكاميرا هو ما دفع البعض لمطالبته بالكف عن تقديم الفن الردئ والإقلاع عن استخدام الدين كوسيلة لتحقيق أهداف بعيدة عن تعاليم الإسلام. تركيز عمرو خالد فى التباكى أثناء التصوير وحرصه على ملازمة الكاميرا له، يتنافى مع ما قاله فى برنامجه «حجة الوداع» الذى يبثه من خلال موقعه وصفحته على «فيسبوك» ففى الحلقة السابعة من البرنامج والتى بثها الثلاثاء ٢٩ أغسطس «أثناء أداء مناسك الحج» قال: الحج هو الاستسلام، وعلى الحاج أن يدرك معنى قوله «إنا لله وإنا إليه راجعون» أى أننا وما نملك من مال وولد ونفس لله عز وجل وإليه راجعون، وقال: الهدف من الحج هو الإقلاع عن الذنوب وعقد عهود جديدة مع الله، وعند الإحرام يجب التجرد من كل ما يغضب الله، لكن عمرو تجرد من مناسك الحج وانشغل بالفيديوهات التى يتباكى فيها ومن عرضها على جمهوره تتحقق السبوبة، والرجل أكثر معرفة بما تحققه سبوبة الدين من مكاسب.
وفى ذروة الهجوم على عمرو خالد بسبب صوره التى فضحت مآربه.. أطل علينا أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى ليهاجم بعض الحجاج الذين انشغلوا بصور السيلفى عن مناسك الحج.
كتب أفيخاى باللغة العربية على «فيسبوك»: صاروا يطلعوا الحج علشان يعملوا صورة سيلفى.. مش أفضل تظل بالبيت؟ ثار آلاف اليهود على أفيخاى مثلما ثار آلاف المسلمين على الداعية الفنان، وقالوا: إن أدرعى انشغل بغير تخصصه.. وإذا أراد التحدث فى الدين.. فعليه أن ينشغل بمقدسات اليهود، وهو ما جعل أفيخاى يتراجع نسبيًا ويؤكد أن صور السيلفى من الممكن التقاطها من أى مكان، لكنه عاد ليسأل: أليس السيلفى بات الهدف من وراء الحج؟ هذا السؤال جعل أفيخاى هدفًا لسهام ليس اليهود فقط ولكن المسلمين أيضًا، لذلك أجبر على التراجع مُقرًا أنه أساء اختيار المفردات.
ثمة قواسم مشتركة بين أفيخاى وعمرو خالد، فالأول الذى يتقن اللغة العربية دأب على إثارة الجدل ومغازلة العرب والمسلمين للحصول على أكبر نسبة «لايكات» على صفحته ولذلك حقق جماهيرية كبيرة، وهو ما يحرص عليه الثانى.. لذلك كانت فيديوهات التباكى التى تحقق له أكبر نسبة «لايكات».
أفيخاى يعيش دائمًا دور الضحية رغم أنه القاتل، فطالما ساق المبررات غير المقنعة عقب كل جريمة يرتكبها جيش الاحتلال فى حق الفلسطينيين.
نفس الدور يعيشه عمرو خالد الذى أكد أنه كان ضحية نظام مبارك، وهو ما دفعه لمغادرة مصر فى السنوات التى سبقت أحداث يناير ٢٠١١، أما النافذة الإعلامية التى حققت للإسرائيلى أفيخاى جماهيريته فكانت قناة الجزيرة القطرية التى تحرص دائمًا على استضافته لتبرير تجاوزات جيشه، نفس النافذة «الجزيرة» سعت لتحويل الإخوانى عمرو خالد إلى زعيم وصانع الثورة أثناء أحداث يناير، حتى أن الداعية الفنان حاول استثمار ذلك فى أحاديثه التليفزيونية.
أفيخاى تراجع بعد الهجوم عليه عندما أقحم نفسه فى مقدسات المسلمين، لكن عمرو خالد ما زال يمارس التمثيل.
نقلا عن البوابة نيوز