في حوار نشر مع الراهب الدومانيكي جون جبريل نشر في جريدة البوابة نيوز تحت عنوان
مترجم "لاهوت التحرير" لـ"البوابة": الكتاب يكشف دور الدين في إصلاح المجتمعات.. الأب جون جبريل الدومينيكاني: المسيحية المصرية هشّة
عصام نسيم
حوار جاء مليء بالمغالطات والكثير من الزيف في التاريخ والطعن في ايمان كنيستنا القبطية بل والمسيحية كلها والكتاب المقدس نفسه
حوار صادم ولكنه كاشف عن كثير من افكار بعض اخوتنا الكاثوليك نحو كنيستنا القبطية وايمانها والكتاب المقدس ايضا
الحوار تحت عنوان " المسيحية المصرية هشة "
وسوف نرد باختصار على بعض وليس كل ما جاء في هذا الحوار نقاط بسيطة نكشف من خلالها فكر جناب الراهب نحو ايمان كنيستنا وايضا ايمانه في الكتاب المقدس !
الراهب الدومانيكي كما جاء في عنوان الحوار مترجم كتاب لاهوت التحرير
ولاهوت التحرير ظهر في امريكا اللاتينية في بداية السبعينات لنصرة الفقراء والمساواة مع الاغنياء وامور اخرى وكان حسب افكار اصحابه لا مشكله من استخدام العنف والقوة في تحقيق اهدافهم وحتى الفاتيكان رفض هذا الفكر واغتيل رئيس اساقفة السفلفادور ويدعى روميوا بعد سنوات وكان من اهم المتبنين للاهوت التحرير .
اما اهم النقاط التي سنذكرها ونرد عليها لنعرف حقيقة فكر هذا الراهب نلخصها في الاتي
اولا طعنه في المسيحية
فيقول ردا على سؤال ما امكانية تنقية التراث المسيحي فيقول
يجب التأكيد على ان المسيحية تأثرت وتلوثت بالغنوصية ( بدعة ظهرت في القرون الاولى اهتمت بالمعرفة ونظرت للجسد على انه شر ) او الفلسفة الافلاطونية ولذلك نحن في امس الحاجة لتنقية التراث المسيحي المصري !
ورغم انه في البداية يعمم ويقول ان المسيحية تاثرت وتلوثت ولم يحدد اي مسيحية يرجع ويقول ان المسيحية في مصر
وفي الحقيقة لم اجد كلمات ارد بها على هذا الكلام الباطل فالاخ الراهب يدعي ان المسيحية في مصر تلوثت وكأنه لم يقرا اي كتاب تاريخ للكنيسة عامة ليعرف ان اباء الكنيسة المصرية تعاليمهم ولاهوتهم هو المرجع لكل لاهوتي العالم حتى في العصر الحديث ويكفي عند الخلاف في اي قضية لاهوتية يقال اثناسيوس قال وكيرلس قال !
المسيحية في مصر هي التي واجهت البدع والهرطقات وخاصة بدعة نسطور واريوس في الوقت الذي نجد فيه اسقف روما نفسه وقع في بدعة اريوس !
المسيحية في مصر هي التي ظلت نقية بلا شوائب ولم يحدث تداخل بينها وبين السياسة او الحكام ولم تطمع في سلطة ارضية زمنية مثلما حدث في كنيسة روما
المسيحية في مصر ظلت الي يومنا هذا مضطهدة تحمل صليبها كسيدها وظلت محافظة على الايمان المستقيم لم تبتدع بدع كثيرة ككنيسة روما ( المطهر - زوائد القديسين - صكوك الغفران ...الخ ) ولم تنشق عنها كنائس كما حدث مع الكنيسة البيزنطية وانشقاق مارتن لوثر وما جلبه هو واتباعه من وبال على المسيحية في العالم !
المسيحية في مصر هي التي اخرجت لنا الرهبنة للعالم كله ولولاها ما اصبحت حضرتك راهب اليوم فالرهبنة بقوانينها ونظامها وحتى ملابسها هي نتاج مصري خالص !
وان عددنا في فضل المسيحية والمسيحيين في مصر على العالم كله على مدار التاريخ نحتاج الي كتب وليس صفحات !
ثانيا في سؤال عن تطوير المسيحية يقول في الغرب نجد دراسات وابحاث كثيرة ولكن في مصر كتب وابحاث بلا قيمة فنحن متخلفون دينيا
ولا اعلم هل يقصد اخوتنا الكاثوليك الذي يتبعهم ويتحدث بلسانهم ام ماذا ؟
فمرة اخرى ماذا افادات الدراسات والابحاث المسيحية في الغرب الا ان تحول الي علم اكاديمي بلا حياة ؟ ومع ذلك الابحاث والمعرفة اللاهوتية موجوده عند اقل طفل في مدارس الاحد ويكفي الليتورجيا بغناها لنجد فيها كل المعاني اللاهوتية والعقائدية اللازمة للخلاص فالمسيحية ليست مجرد علم او ابحاث او دراسات !
ثالثا الطعن في الوحي الالهي وقصص الكتاب المقدس
يقول ردا على سؤال ان الترجمة العربية للكتاب المقدس غير دقيقة فيقول
اؤكد على ان الوحي الالهي يعطي الفكرة لا النص ثم يشكك في قصة خروج بني اسرائيل من مصر ويقول
قصة هروب اليهود من ارض مصر ومطاردة فرعون لهم ب 25 الف مركبة كما جاء ي الكتاب المقدس هي تشبيه رمزي يوضح قوة الله في مواجهة البشر وهذا اللنص عبارة عن ادب ملحمي !!
ثم يقول لاحقا الكتاب المقدس مكتبة حيث تمت كتابته في 800 عام ولا يجب ان اقرأ التكوين اول الاسفار بنفس العين التي اقرأ بها اخر سفر !
فالراهب الدومانيكي اولا يطعن في قصة خروج موسى من ارض بني اسرائيل ويدعي انها ملحمة ولم تحدث ثم يقول ان الكتاب كتب في 800 عام واي شخص يعلم ان اول من كتب الكتاب المقدس موسى النبي حوالي 1500 قبل الميلاد واخر ما كتب هو انجيل يوحنا حوالي عام 95 ميلادية اي استمر تدوين الكتاب المقدس حوالي 1600 عام ولكن الراهب الدومانيكي يعتنق فكر لاهوت التحرر الذي يدعي ان كثير من قصص الكتاب المقدس ميثولوجية ( اساطير ) لم تحدث وبالطبع سفر التكوين كما قال وايضا قصص خروج شعب بني اسرائيل من مصر كما فعل الراهب وانكر القصة !
لاهوت التحرر الذي يطعن في الكتاب المقدس وينكر قصص العهد القديم والذي تشبعت به الكنيسة الكاثوليكية واصبحت معظم كتب تفسير العهد القديم ( خاصة اليسوعية والدومانيكية ) تطعن في العهد القديم وتنكر قصصه وتدعي اسطوريته !
رابعا حقيقية فكر الراهب الدومانيكي نحو كنيستنا القبطية
فيقول ردا على سؤال ما ينقصنا ككنيسة على التغير في اجابته يذكر الاتي
ارى أن البابا تواضروس يريد أن يحدث تغييرًا ويؤسس نظامًا قائمًا على التعليم وسوف ينجح، ولذلك نحمد الله على اعتلائه سدة مارمرقس، فما فسد خلال أربعين عامًا مضت يحتاج إلي وقت لإصلاحه.
ولنلاحظ هنا فكر هذا الراهب نحو كنيستنا القبطية وتعليمها ففي الوقت الذي يمتدح فيه البابا تواضروس يدعي ويقول فما فسد خلال اربعين عاما مضت يحتاج الي وقت لاصلاحه
وبالطبع هذا الراهب يدعي ان فترة البابا شنودة الثالث كانت فترة فساد هذا الراهب صاحب الفكر الفاسد نحو الايمان السميحي ونحو الكتاب المقدس
الراهب الذي يطعن ويشكك في الوحي الالهي وينكر قصة خروج شعب اسرائيل من مصر وان الكتاب المقدس اساطير وملاحم
الراهب الذي يدعي زوا على المسيحية في مصر انها هشه وتأثرت بالافلاطونية والغنوصية يقول ان تعليم الكنيسة في الاربعين عام به فساد !
اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هذَا، وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا
فمن كانوا سبب في ضياع المسيحية وانتشار الالحاد في كثير من بلدان العالم واصبحوا في قرون كثيرة حجر عثرة امام الايمان المستقيم يدعون زورا على كنيستنا باتهامات باطلة !!
ولكن لما العجب فان كانوا فعلوا ذلك بالكتاب المقدس فما بالهم بايمان كنيستنا القبطية الارثوذكسية !
هذا رد بسيط على بعض وليس كل ما جاء في الحوار فالحوار كما قلت يحتاج الي صفحات للرد ولكن هذه النقاط البسيطة ذكرتها ليفهم القاريء
وليفهم مدعي الوحدة الزائفة
ومروجي اننا كلنا واحد
هذا هو فكر راهب نحو ايمان كنيستنا وبالطبع ليس فكره وحده بل فكر كثيرين غيره
ومن له اذان للسمع فليسمع