لم يخن نوبى واحد وطنه..
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاربعاء ٦ سبتمبر ٢٠١٧
وكتب الروائى المصرى النوبى حجاج أدول ما نصه: «الأحد 3 سبتمبر 2017 بأسوان. تجمع نوبى احتفالى غنائى سلمى تماماً. حاصرته قوات الأمن واعتقلت نحو 30 نوبياً. فهل بهذا الأسلوب سيتم حل القضية النوبية؟ هل بإهمال تنفيذ البنود الدستورية التى كتبت نبراساً لحل القضية النوبية سيتم كتم القضية وخنقها؟
لا أظن. بل سيزيد الغضب وتستفحل القضية وتنتشر. أعداء الوطن فى تربص فلا تعطوهم الفرصة. أفشوا السلم المبنى على العدل. أعطوا صاحب الحق حقه. النوبيون أعطوا وطنهم الكبير مصر، ورغم الظلم الثقيل المستمر منذ عام 1902، وبلاءات التهجيرات وغيرها، لم يخن نوبى واحد وطنه. فلم تتوال علينا هذه الأساليب العنيفة المتعالية؟
سُلبنا وطُردنا وأعطينا. توالت المظالم علينا فواصلنا العطاءات الوطنية الإنسانية. أجزاء العطاء يكون بالنكران والجحود؟ الأحوال الداخلية تتغير، والمعطيات العالمية تتسارع ولا تترك مكاناً بغير أن تصل إليه. سواء كان وصولها للحق أو للاستغلال.
أرسلوا العقول الفاهمة الواعية لتتفاهم مع أصحاب الحقوق، ستجدون أناساً على درجة عالية من الفهم، أناسا يدركون مصلحة وطنهم المصرى الكبير، مثلما هم فى ثبات على نيل حقوقهم النوبية. تقارير الموظفين تضر بالجميع. النوبيون رغم كل المآسى يصرون أنهم من أهم بنود مصر. أقول كما قلت من قبل وكتبت.. الشباب النوبى بدأ يفقد صبره، فاسمعوهم فهم أنقياء. يا أيتها الحكومة التى تظن فى نفسها القوة المطلقة المستمرة.. أليس فيكم عقل رشيد؟».
أضم صوتى إلى صوت العم حجاج، صوت عاقل، فاهم، واعٍ بهموم الوطن، شايل هموم الأحباب، متفهم غضبة الشباب المصرى النوبى، يخشى على الوطن الكبير، يقول: «أعداء الوطن فى تربص فلا تعطوهم الفرصة».
النوبيون ليسوا خوارج ولا شوارد ولا قطّاع طرق، النوبيون أهل حضارة، مخزونهم الحضارى ضارب فى جذور التربة المصرية السوداء، ترك طمى النيل فى وجوههم سمرة، وفى قلوبهم طيبة، وفى عقولهم تفتحاً، نقش الوطن على صدورهم لو تعلمون.
«حجاج» يستحلفكم بالوطن، لا تهملوا غضبة شباب النوبة، اجلسوا إليهم وحاوروهم، وتواصلوا معهم، أرسلوا العقول الفاهمة الواعية لتتفاهم مع أصحاب الحقوق، ستجدون أناساً على درجة عالية من الفهم، أناسا يدركون مصلحة وطنهم المصرى الكبير، مثلما هم فى ثبات على نيل حقوقهم النوبية.
فاسمعوهم فهم أنقياء، ليسوا أعداء متربصين، ولم يخرجوا علينا يوما، ولم يتنكروا لوطنهم يوما، متشبثون بوطنيتهم دوما، لا يطربهم سوى النشيد الوطنى، ويقفون احتراماً للعلم، ويهتفون من أعماق أعماق قلوبهم بـ«تحيا مصر»، الشباب النوبى إن تململ فإن كلمة طيبة تغمرهم بالرضا، هو فيه أطيب من النوبى، لو وزنت الطيبة فى القلوب جميعاً لفاز النوبى منها بنصيب الأسد.
لا تعدم مصر عقولاً واعية وفاهمة، الرئيس السيسى يحسن اختيار سفرائه إلى أهلنا فى النوبة، قبلا أرسل حبيب النوبة المشير محمد حسين طنطاوى إلى أهله وناسه، وكان وقع زيارته طيباً، النوبيون على سلو أهلنا فى الصعيد الجوانى يجلّون الكبير، سلو بلدنا اللى مالوش كبير يشترى له كبير، وكبراء النوبة بين ظهرانينا كثر.
أليس فيكم عقل رشيد؟.. نداء يوجهه «حجاج أدول» لعقلاء الحكومة، وأوجهه أيضاً لعقلاء النوبة، ما استغلق يمكن تفكيكه، وما استعصى حق على قانون، وما ضاع حق وراءه مطالب، ونيل الحقوق صنعة قوامها الحوار والتفاهم والتفاكر، ليس التظاهر والقبض على المتظاهرين.
نقلا عن المصري اليوم