الأقباط متحدون | حسرة عليها .. يا حسرة عليها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٥ | الأحد ٢٧ مارس ٢٠١١ | ١٨ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حسرة عليها .. يا حسرة عليها

الأحد ٢٧ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هيام فاروق
ثورة الشباب .. حسرة عليها .. ثورة الشباب التى تخيلناها ستأتى بالديمقراطية والحرية والمواطنة وحرية الاعتقاد .. فقد فاجأتنا بعد قليل من انطلاقها باختفاء شباب ثورة 25 يناير، ومطالبهم ، وظهور رجال الدين فى كل المناسبات والأحداث وكأنهم نجوم 2011 على الفضائيات .

أصبحوا نجوم حل المشاكل وأصحاب الحلول السحرية للمشاكل الطائفية . فهل رأيتم ما كتب فى المصرى اليوم عن القبطى الذى يدعى "أنور مترى حنا" الذى تنازل عن حقه فى اتهام المتهمين بقطع أذنه وحرق شقته بالكامل ؟  نشكر ربنا إن الحدود طبقت على قطع الأذن فقط وليس قطع الرقاب . عجبى على هذا مقطوع الأذن وعائلته الذين ارتضوا حل المصاطب والجلسات العرفية ولم يطالبوا بتوقيع العقوبة الرادعة كما يحدث فى الدول المدنية .. إنتهى التنازل عن القضية بحضور بعض رجال الدين والمحافظ وبعض رجال القوات المسلحة ويهيئ لى أنهم هنئوا المجرمين وقالوا لهم ( شدوا حيلكو.. نحن لدينا مصاطب أخرى ) .
هل سمعتم عن أحد رجال الدين فى أرمنت آمرا بعدم لبس الفتيات للبنطلونات منذ الآن فصاعدا ؟

وأصبحنا منفذين الحدود فى بلد نزعم أنه بلد ديمقراطى .. نتوهم أننا فى دولة مدنية ، بها قوات مسلحة .. نتوهم أننا فى دولة بها وزارة داخلية قادرة على إيقاف وردع المخطئين ، وأن بها حكومة مسيطرة على الأوضاع !!!!!

حسرة عليها ..  الثورة .. فبعد عشرة أيام من قيامها إتضحت الصورة وظهرت معالمها وظهر لنا رجال الدين متأبطين ذراع القوات المسلحة من جهة والحكومة ووزارة الداخلية من جهة أخرى وهذا يؤكد لنا وينفى كل شك فى تعاطف القوات المسلحة والحكومة والأمن مع رجال الدين أو على الأقل تخبطهم !! وشكروا الله أن رجال الدين قاموا بحكم الدولة وتربعوا على كافة الكراسى بدءا بالإعلام وحتى الصلح بين العائلات وشكروا الله كثيرا على عودة الجلسات العرفية ( قعدة المصاطب ) تماما كما كانت تفعل مباحث أمن الدولة زمان وأصبح الأمن قبل 25 يناير إلى أمن ما بعد 25 يناير ( يا قلبى إحزن ) .

كنا نأمل أن نضع دستورا جديدا .. أن نبدأ أبحاثنا العلمية فى كافة المجالات العلمية والثقافية والفنية والأدبية .. أن نحيى أرواح شهدائنا أبناء الثورة بأن نخرج إلى الحرية .. إلى الديمقراطية .. أن نخرج من عصر التعصب والخزعبلات  ونتخطى بأرواحهم محنة وطن وضعته فيها جماعات العنف الدينى بما تحمله من أفكار معادية لقيم الإنسانية والفهم المنغلق على الذات المنافى لكل معطيات العصر الذى نعيشه . لكن ـ يا حسرة عليها ـ كل هذه الأحلام ماتت ونحن فى انتظار تطبيق الحدود ومن الواضح أن المسئولين عن إدارة الدولة وافقوا رجال الدين فيما يفعلونه خوفا من تطبيق الحدود عليهم ( صدقونى سيأتى هذا الوقت إن لم يكن غدا فبعد غد) . فمن طالب بإذلال شعبه وأخيه فى الوطن وإخضاعه بدفع الجزية بلغة القرون الوسطى يمكن له أن يؤذى أى إنسان آخر . ومن حرق كنيسة قرية صول وطرد أهلها بدون وجه حق يمكن له أن يحرق أى شيء آخر، ومن ذبح صيدلانية قنا بدون شفقة أو رحمة يمكن له أن يذبح حتى أخيه أو أخته من أجل إرضاء نفس مريضة لا تؤمن برحمة الله ولكن فقط بالقسوة والعنف والله بريء من كل هذه الأعمال .

هل طالب شباب الثورة بإسقاط النظام لكى نعيش بلا نظام على الإطلاق ؟ هل أصبحت مصر خارج نطاق الخدمة ؟ هل بهذه الثورة أهدرنا دم مصر وجردناها من شرف تاريخها وحضارتها وحولناها إلى دولة دينية مما يقودنا إلى مصيبة وكارثة !!!!
نريد بناء جيل نفتخر بعقله وعلمه لا بتخلفه الفكرى . أما لهذا الهوس الدينى من آخر ؟ أما لهذه الحسرة من آخر ؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :