بقلم: عزة صبحي
بعد ما مر به الوطن من احتجاجات واعتصامات وقيام ثورات ونظافة وتطهير وتخلص من فساد ولعبكة سياسات وطلاق السلطة من الثروة او خلعها بكامل حقوقها من مؤخر ونفقات ومحاسبة كل مقصروفاسد ومتربح ومرتشى ومزور انتخابات ، تم اختراع آنتى فيروس بنى آدمينى جديد خاص بالانسان يمنع عنه كل الجراثيم والميكروبات الخارجية التى من الممكن أن تصيبه بالكثير من الامراض ،هذا الآنتى فيروس مخصص للأخلاقيات ، ياخذ فى شكل مصل خفيف غير موجع ، يحقن به الانسان مرة واحدة كل شهر ، وبمجرد دخوله جسم الانسان يقوم بعمل " سكان " وينظف كل ما فيه من دون الاخلاقيات و بعض الترسيبات من الزمن الذى ولى وفات ، فيصبح الانسان نقى كما خلقه الله ، ثم يبدأ الانتى فيروس فى العمل فيمنع الميكروبات المحيطة من كذب وسرقة وفساد ورشوة وتزوير وتعصب وتحزب وطائفيات ، فيجعل الانسان باسما صافيا راضيا قانعا بما لديه وما يملكه ، من قوت يومه حتى وان كان ليس من ذوى العقارات ، او السيارات ، ولأننا عانينا كثيرا من كثرة الانتهاكات ، أقبل معظم الشعب على المصل العجيب من جميع الطبقات ، من العامة والخاصة ، من المثقفين والفنانين والبارزين فى جميع المجالات حتى رئيس الحكومة والوزراء ونواب مجالس الشعب والشورى والموظفين والموظفات ، حبا فى العيش بصفاء وحب وهدوء وأمن وأمان من غير مشاحنات ، فعاش الشعب حالة حب رائعة ، وأصبح الكون هادئا وخلت الدنيا أياما من المشكلات ، وأصبح الجميع متساويين فى الحقوق والواجبات ،يعنى " الرجالة زى الستات ، والقبطى زى المسلم ، والكنيسة زى الجامع ، حتى فى تراخيص البنايات ، وفى الانتخابات نجحوا الاقباط واعتلوا أعلى المناصب ، مهو كله بالكفاءة مش بالدين ولا مين بالذات ، ولكن هذه النتيجة اغضبت الكثيرين من الذين كانوا معترضين ، على دخول المصل هذه البلد بالذات ، فأحسوا بوقف حالهم و تعطيل مصالحهم ، و غرق "مراكبهم السايرة" كمان و بدأوا فى إطلاق الشائعات وإذاعة الخبر فى جميع المحطات ، بأن المصل بيسبب الأمراض ، وأساسا من اسرائيل ، ومعمول من خنزير وبيسبب الفيروسات والسرطانات ، وبيصيب الكلى والرئة والكبد والفشة والطحال ،وبيسبب دوالى وشلل رباعى وخماسى وسداسى وشلل اطفال ، وبيأذى اللوز والبنكرياس والغدد الليمفاوية والبنكرياسية وبيجيب ضمور فى العضلات ، وطبعا الناس خافت وامتنعت عن المصل ، ووقع الانتى فيروس للاسف ،وفرح جميع المستفيدين اما الذين كانوا بالمصل محقونين اخدوا ايام مهنجين وتايهين ومن الشحن كمان فاصلين ، لكن بالطبع رجعوا تانى عاديين ولجميع الفيروسات قابلين وبكل اسف الحال اتقلب من تانى ، وبمجرد اندماجهم باللى كانوا رافضين ظهرت المشكلات ، وعادت الاحتكاكات والاحتجاجات والفتن والتزوير والنصب والرفد والرفض والظلم وجميع الانتهاكات ، وسوفت الانسان عاد كما كان قابل لكل اللى كان والحكَم ضميره اللى بيصحى ساعات وبينام ساعات وايام وشهور ويمكن سنوات يا خسارة الانتى فيروس اللى كان صاحى مدى الأيام قهقههقهقههقه خللى بالك من الويندوز بقى يا انسان