الأقباط متحدون | رئاسه مدنية مؤقته هى الافضل لمصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الأحد ٢٧ مارس ٢٠١١ | ١٨ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رئاسه مدنية مؤقته هى الافضل لمصر

الأحد ٢٧ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبرى فوزى جوهره
طالب البعض منا بعد اقصاء حسنى مبارك عنوة عن الحكم بتكوين هيئة مدنية من الرجال المشهود لهم بالحكمة و العدل و نظافة اليد و حب البلاد لتتولى سلطات و مسؤليات رئيس الدولة و اصدار التشريعات المؤقتة اللازمة لحكم مصرالى ان يعاد و يتم "تجميع" مؤسسات شرعية مدنية غير استثنائية عبر الانتخابات و عودة الحياة السياسية المعتادة الى سياقها. و كنا نفضل ان لا تشارك تلك الهيئة اية جماعة اخرى فى مهمتها المؤقتة. الا ان ارادة الدكتاتور المبعد فرضت على مصر و شعبها من اعماق قبره السيا سى وضعا مغايرا تماما حين اسلم مقاليد الحكم الى القوات المسلحة  فى اخر قرار اتخذه قبل الرحيل غير المأسوف عليه. لم تكن مصالح مصر العليا فى اعتبارهذا الطاغية الفاسد الذى كرهه شعب مصر  يوما الا بقدرملائمتها لبقائه, و من بعده البيه الصغير, متربعا على كرسى الرئاسة. ليس الشك فى نوايا حسنى مبارك تجاه البلاد و اعلائه لمصالحه ( هو و اسرته) على صالح الوطن من قبيل الوسوسه (بارانويا) او التمادى فى طعن "العجل" بعد ان وقع, بل هى حقيقة يزداد وضوحها و مداها بكشف المزيد من "البلاوى" التى كانت تخفى عنا لثلث قرن من الزمان او ما يزيد.
لن اعزى اختيارمبارك للقوات المسلحة لحكم مصر من بعده الى جريمته الكبرى وهى العمل الدؤب على سحق الحياة السياسية فى البلاد و اضعافها طوال سنين حكمه, و بالتالى الحاجة الى الجيش لملء الفراغ عندما اجبر على الرحيل. بل ارجعه ايضا الى تلك الرغبة المرضية فى السيطرة على ما يريد لمصر ان تعلم عنه حتى وهو ملتف بالكفن السياسى. الامر اذن هو محاولة التحكم فيما يريد لنا ان نعرف عن فترة تسلطه على البلاد باقامة من يأتمنهم, بقدرالمستطاع, على التحكم فى تسريب اقل ما يمكن من الفضائح و سوء استخدام الوظيفة و السلطة. كان يعلم تماما ان الجيش هو افضل "صمام" متاح له لضبط هذا الانتشار.
من المعروف ان العسكر, بغض النظر عن امانتهم و كفائتهم و حرفيتهم المهنية غير مؤهلين لممارسة السياسة و تولى شؤن الحكم. بل ان الدول العظمى تخضعهم لرئاسة و سيطرة المدنيين فى حكوماتها حتى فيما يسند اليهم من مسؤليات. فعلى سبيل المثال, مستر روبرت جيتس, وزير الدفاع الامريكى, هو رئيس ادميرال مولين رئيس هيئه الاركان العامة الامريكية الذى يتلقى منه الاخير التعليمات. ينزع العسكر الى حل المشاكل بالقوة, و هم قليلو الصبر يصرفون امورهم بصلابة و حرفية, وهم غير معتادين على اساليب السياسة المطاطة التى كثيرا ما تتقبل و تتطلب انصاف الحلول. قليلون منهم من يسعى الى تصحيح المسار اذا اخطأ خاصة اذا جاء هذا ممن هم ادنى منهم مرتبة. كان هذا عن بعض نقائص العسكرية. اما الفضائل فاكبرها العزم و الحزم و الالتزام بالاصول و القواعد و الاصرار على تحقيق الهدف و التنزه عن الانغماس فى السياسة و الترفع عن استجداء المميزات الخاصة و الاصرار على االاحتفاظ بها و بالطبع, و فوق كل شيء آخر, الحفاظ على سلامة الوطن و شرفه.
و الان, وقد القى حسنى مبارك بقوات مصر المسلحة الى حلبة السياسة و متاهاتها, فاننا نرى من نقائص العسكراكثر من فضائلهم: اين الحزم تجاه المخربين و المخابيل الراتعين فى انحاء البلاد مطبقين "حدود" الله؟ لماذا التراخى فى تطبيق القانون على المعتدين و المجرمين و القتلة؟ اين الحياد  تجاه جماعات الفكر السياسى المختلفة؟ لماذا هذا الميل الواضح لاصحاب الفكر السياسى الاسلامى؟  اين الوعود بمحاكمات عادلة و سريعة لمتهمى النظام السابق؟  لماذا بقى بعض مشاهير الفاسدين منهم بلا مسائلة او حساب؟ لما التقاعس فى تطهير الصحافة و اجهزة الاعلام الاخرى من الفاسدين و المفسدين؟ هذه افعال يطالب بها شعب مصر و لا تتطلب الكثير من الوقت و التأمل و التردد لتفعيلها. فالمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذى سلق بيضة "تعديل الدستور" ( الميت اكلينيكيا وبالتالى ما كانش لها لازم) كنا جميعا نتوقع, وما زلنا نطلب, ان يورينا همته فى تحقيق مطالب و ضروريات هى اكثر اهمية و حاجة الى الحزم و العزم العسكرى الشهيرين. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :