5 قمم مصرية صينية خلال 3 أعوام
٠٥:
٠٦
م +02:00 EET
الأحد ٣ سبتمبر ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
ترتبط مصر والصين بعلاقات تاريخية وثيقة منذ زمن بعيد ويعد البلدان من مؤسسي حركة عدم الانحياز، وذكر تقرير للهيئة العامة للاستعلامات أن أول لقاء جمع بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس مجلس الدولة الصيني، شو إن لايكتن كان عام 1955.
فيما عقدت 4 قمم مصرية- صينية خلال السنوات الثلاث الأخيرة جمعت كلها بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج، أي أن نحو ثلث لقاءات القمة بين البلدين عقدها الرئيس السيسي في خلال ثلاث سنوات فقط.
ويحرص الرئيس السيسي أولى منذ توليه رئاسة الجمهورية في يونيو 2014 اهتمامًا خاصًا بتعزيز العلاقات بين مصر والصين في كل المجالات، كما أولت القيادة الصينية اهتمامًا مماثلًا بالتواصل الدائم بالرئيس السيسي، لاسيما من خلال القمم المباشرة التي تجمعه بالقيادة السياسية الصينية، واختصته بثلاث دعوات للمشاركة في قمم دولية جماعية استضافتها الصين، بدءًا من مناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتي حضرها عدد كبير من قادة دول العالم، ثم للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانجتشو الصينية في سبتمبر 2016، وأخيرا الدعوة الحالية للمشاركة في الدورة التاسعة لقمة مجموعة «بريكس»، وبذلك جمعت بين الرئيسين 5 قمم، أربعة منها خلال زيارات الرئيس السيسي للصين، وواحدة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للقاهرة.
ورصد التقرير هذه القمم ونتائجها، حيث عقدت القمة الأولى التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج خلال الفترة من 22-25 ديسمبر 2014، وذلك في أول زيارة للرئيس السيسي للصين عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية، ورحب الرئيس السيسي خلال القمة بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات في التعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء، كما رحب الرئيس السيسي بمبادرة الرئيس الصيني بإعادة طريق الحرير البري والبحري والذي يمر بـ 56 دولة.
وعقدت القمة الثانية التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج في الأول من سبتمبر 2015، في قاعة الشعب الكبرى بمناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، وخلال القمة رحب الرئيس الصيني بحضور الرئيس السيسي للاحتفال، وأشاد بمشاركة القوات المسلحة المصرية في العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة .
ورحب الرئيس السيسي خلال اللقاء بالاستثمارات الصينية في مصر، واستعرض عددًا من المشروعات التي يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، لاسيما في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس .
وشهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية واتفاقية بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري، يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة مائة مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وعقدت القمة الثالثة التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج في الفترة من العشرين إلى الثاني والعشرين من يناير 2016، وذلك خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى مصر، في أول زيارة لرئيس صيني للقاهرة منذ 12 عاما، استجابة لدعوة وجهها له الرئيس السيسي، وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين «عام الثقافة الصينية» في مصر، و«عام الثقافة المصرية» في الصين، وأجرى الرئيسان محادثات رسمية حول العلاقات الثنائية بين مصر والصين وسبل تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي القمة الرابعة التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج خلال الفترة من 4-5 سبتمبر 2016، وذلك أثناء زيارة الرئيس السيسي لبكين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانجتشو الصينية مؤكدا أن الصين ترى آفاقا واعدة لمصر في المستقبل.
أما القمة الخامسة بين الرئيسين السيسي وشين جين بينج فكانت خلال الزيارة الحالية للرئيس السيسي للصين في مطلع شهر سبتمبر الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذي سيقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة الدورة التاسعة لقمة مجموعة «بريكس» تحت عنوان «شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا»، حيث تضم المجموعة خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في العالم، وهي «الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا»، وتستضيفها الصين في مدينة شيامن.
ويأتي حرص الرئيس بينج على توجيه الدعوة للرئيس السيسي لحضور قمة مجموعة بريكس انطلاقا من العلاقات المتميزة بين مصر والصين والتي وصلت إلى مستويات جديدة في السنوات الأخيرة، لم تصل إليها من قبل على مدى ستين عاما من علاقات الصداقة والدعم المتبادل، كما تعد هذه الدعوة اعترافا بأهمية الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد المصري، وبالخطوات الإيجابية التي تحققت على طريق جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر والتي كان آخرها صدور قانون الاستثمار الجديد الذي أقره مجلس النواب المصري في مايو 2017.
وخلص التقرير إلى أن عقد هذا العدد من القمم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج خلال فترة زمنية تعد قصيرة نسبيًا بمعيار الزمن، يعكس مؤشرات مهمة، تتمثل في متانة ورسوخ العلاقات بين بلدين صديقين وحضارتين عريقتين والتي بلغت مرحلة الشراكة الإستراتيجية الكاملة، كما يعكس علاقة الصداقة والتقدير المتبادل بين الرئيسين المصري والصيني
الكلمات المتعلقة