الأقباط متحدون - ها أنا معك .. أحفظك حيثما تذهب
  • ١٣:١٦
  • السبت , ٢ سبتمبر ٢٠١٧
English version

ها أنا معك .. أحفظك حيثما تذهب

سامية عياد

مع الكرازة

٤٤: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٢ سبتمبر ٢٠١٧

ها أنا معك .. أحفظك حيثما تذهب
ها أنا معك .. أحفظك حيثما تذهب

عرض/ سامية عياد
"إن نزل على جيش لا يخاف قلبى .. إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شرا ، لأنك أنت معى" بالإيمان يطمئن الإنسان فلا يخاف ولا يقلق بل يكون قلبه هادئا مملوءا بالسلام لأنه يؤمن بأن الله موجود وأنه الحافظ والمعين ..

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الاطمئنان القلبى" أكد لنا أن السبب الأول للاطمئنان هو الإيمان برعاية الله ، فالشخص المؤمن يملك السلام على قلبه إذ يستمع دوما الى قول الرب "سلاما أترك لكم سلامى أعطيكم ..لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" ، لقد ذهب دواد ذلك الفتى الصغير الذى لا يملك أدوات القتال لملاقاة جليات الجبار ذلك الرجل العملاق فى جسمه والقوى فى أسلحته ، ذهب وهو مطمئن للنتيجة واثق أن الله معه وفعلا انتصر دواد بإيمانه ولم يخف ، أن الإيمان بأن حياتنا فى يد الله يجعلنا لا نخاف أبدا "الرب لى فلا أخاف ، ماذا يصنع بى الإنسان؟!".

من أسباب حياة الاطمئنان أيضا معاشرة المطمئنين إذا ينتقل الاطمئنان من شخص لأخر ، نذكر موسى النبى الذى كان مطمئنا جدا لا يزعجه زحف فرعون وجيشه عبر البحر واطمئنانه انتقل الى الشعب حينما قال لهم "لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب .. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" ، فالشخص المطمئن ينقل اطمئنانه لغيره فيجعلهم يطمئنون ، كذلك الخوف يمكن أن ينتقل من إنسان الى غيره إذ يقف الشخص مرتعب وسط الناس ويقول لهم سيحدث كذا وكذا فالكل يرتعب أيضا ، كما أن تذكر وعود الله يساعد على الاطمئنان القلبى ، ابونا ابراهيم كان مطمئنا الى وعد الله بأنه من اسحق سيكون له نسل كنجوم السماء ورمل البحر ، ومع ذلك مضى لينفذ أمر الرب له بتقديم وحيده اسحق كمحرقة ، أبونا نوح كان مطمئنا وقت الطوفان لأنه آمن بوعد الله له ، لنتذكر وعود الرب "ها أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر" ، ووعده "أن نسيت الأم رضيعها لا ينسانا " وقوله "سلاما أترك لكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" وغيرها من الوعود الإلهية .

أما عن الذين يخافون ويفقدون الاطمئنان القلبى فالله لن يدعهم هكذا بل يقويهم ويطمئنهم ويعزيهم ، حينما هرب يعقوب من وجه أخيه خوفا من أن يقتله طمأنه الرب فى رؤيا السلم السمائى وقال له "ها أنا معك ، وأحفظك حيثما تذهب وأردك الى هذه الأرض" ، يشوع كان خائفا بعد موت موسى فشجعه الرب قائلا "لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك.." ، وأمثلة كثيرة من النفوس التى شجعها الرب وطمأنها الوصية تقول "شجعوا صغار النفوس أسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع" .

بدون الله لا يستطيع الإنسان أن يعمل شيئا "إن لم يبنى الرب البيت ، فباطلا يتعب البناؤون.." أن عمل الرب ورعايته ومعونته ورحمته وستره لنا يجعلنا نعيش حياة الاطمئنان باستمرار فلا نخاف ولا نقلق مهما كانت الأهوال والظروف ..