كارنيه الشهيد..
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاربعاء ٣٠ اغسطس ٢٠١٧
«مدرسة بناتى (جنة وشهد) طالبة مننا الرسوم الدراسية للعام الدراسى الجديد، رغم صدور قرار وزارى بإعفاء أبناء الشهداء من الرسوم الدراسية».
تطالب السيدة «شيرين عبدالرحمن»، زوجة شهيد الواجب العميد «هشام عزب»، بتفعيل قرار وزير التربية والتعليم الذى تم الإعلان عنه يوم 20 أغسطس الحالى، لإعفاء أبناء الشهداء من الرسوم الدراسية.
القصة التى نشرتها الزميلة «منى فهمى» فى «اليوم السابع» محزنة، زوجة البطل تشكو، وأتمنى من وزير التعليم «الدكتور طارق شوقى» أن يستمع إليها مليًا، ويقف على تفلت المدارس الخاصة من الوفاء بحق الشهداء، وتملص أصحابها من واجب الوفاء لأولادهم، هذا القرار ليس اختياريًا بل وجوبى، وعدم الالتزام بالقرار يستلزم تدخلاً وزارياً حاسماً.
غريب وعجيب، القرار 282 بشأن الإعفاءات المقررة لأسر شهداء الجيش والشرطة والقضاء غير مفعل وتزعم إدارات المدارس أنه لم يصلها بعد، القرار ينص بصراحة على أن المتقدمين والمقيدين بالمدارس الخاصة (عربى ولغات) من هذه الأسر يتم إعفاؤهم من الرسوم الدراسية ومقابل الخدمات، على أن تدرج أسماؤهم ضمن النسبة المقرر إعفاؤها وفقًا لنص المادة 37 من القرار الوزارى رقم 420 لسنة 2014، كما يحق قبولهم بتلك المدارس فوق إجمالى الطاقة الاستيعابية المقررة للمدرسة.
ثقة تامة فى تحرك الوزير شوقى، وثقة كاملة فى تنفيذ هذا القرار الوزارى، إلا حق الشهيد، وكله إلا حق أولاده، وكله ألا يشعر أبناء الشهيد بالغبن، كفاية عليهم ألم الفقد، واليتم، وعليه متضامنًا مع السيدة «شيرين» أتمنى استخراج «كارنيه الشهيد» لزوجات الشهداء وتفعيله، مثل كارنيه المحاربين القدامى، لتقديم امتيازات فى المعاملات مع أهالى الشهداء.
من حقهم معاملة خاصة فى كل المعاملات، وتفعيل «مكتب الشهيد»، وحصول أهالى الشهداء على خدمات متميزة فى الصحة والنوادى ووسائل المواصلات المختلفة، وأتمنى تنفيذ وتفعيل كل القرارات الخاصة بأهالى الشهداء، تقديرًا وتكريمًا للشهداء وأسرهم الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره.
وأدعو إلى إطلاق «رابطة أسر الشهداء»، ليجتمع شمل الأسر جميعاً فى كيان رسمى مشهر يوفر لهؤلاء كياناً يتعامل مع الوزارات والهيئات، كيان يقوم عليه مخلصون ثقات لكفالة أسر الشهداء فى المعاملات الحكومية والتعامل مع القرارات الوزارية، والاهتمام بشؤون هذه الأسر وتقديم أوجه العون والمساعدات على استكمال الحياة.
القضية ليست تكريمات ومعاشات فحسب، بل مكانة مجتمعية لم تتوفر بعد، الشهداء أحباب الله، وأحياء عند ربهم يرزقون، من يضطلع بالسهر على حاجيات هؤلاء؟ فقدوا الزوج والسند، لم يتبق لهم سوى الابتهال إلى الله.
ومازلت أتمنى تبنى نواب محترمين مشروع قانون لمعاملة الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة معاملة الأحياء، تشمل استمرار ترقيتهم ورواتبهم أسوة بزملائهم حتى الوصول إلى رتبة لواء، لأن الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون، وهذا القانون فى حالة إصداره يعد أقل تقدير وتكريم من الدولة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم.
نقلا عن المصري اليوم