الأقباط متحدون - مواقف الدول وسفرائها
  • ١٧:٣١
  • الاثنين , ٢٨ اغسطس ٢٠١٧
English version

مواقف الدول وسفرائها

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٨ اغسطس ٢٠١٧

قطر
قطر
د. مينا ملاك عازر
 
بينما كانت مصر تفكر كثيراً في ماذا ستعمل بقطر وتركيا الخصمتان الإرهابيتان اللتان تناصباها العداء وجه ولوجه بالتمويل المباشر للإرهاب والدعم الإعلامي له، كانت مصر تتحسب للدول الصديقة لقطر والمعاونة لتركيا والمتعاونة مع التنظيمات الإرهابية، تفكر في كيف لا تغضب السعودية صديقة تركيا؟ وكيف لا تضايق دول الخليج أعوان قطر في الكثير من النقاط؟ كان هذا موقف الدولة المصرية التي ما أن أشارت بشكل قاطع لضلوع قطر في مأساة تفجير البطرسية إلا وكشرت دول الخليج، فتراجعت مصر، وخمد صوتها مراضاة للخليجيين.
 
أما والآن قطر على خلاف مع الخليجيين، فقد فعلت مصر ما كانت يجب أن تفعله منذ زمن، بسحب سفيرها المصري وقطع العلاقات مع قطر وقلبها قوي، وهذا يؤسفني أن نكون مراضين لدول لم تحسب حساب لنا، ويزيد أسفي أن قطر لم تحسب حساب لأحد وهي تعيد سفيرها لإيران ضاربة بذلك كل محاولات الخليجيين لمصالحتها، تراجعهم من مطالبهم الثلاثة عشر ليكونوا ما يعرف بالمبادئ الست ومهادنتهم لها في كثير من المواضع، كل هذا لم يشفع لهم في عينها وفعلت ما في مصلحتها، وقررت هي تحسين علاقاتها مع إيران بإعادة سفيرها وقررت أن تلعب مع المضمون ومن يحمي وجودها عسكرياً.
 
كذلك هذا ما فعلته تونس مع تركيا، حين سحبت سفيرها قل استدعته من تركيا على خلفية الأزمة التي افتعلها وجدي غنيم - القائم بين أحضان أردوغان-بتكفيره للسبسي رئيس تونس في موقف هام وخطير يهدد العلاقات التونسية التركية. فهل فعلنا هذا؟والغنيم هذا يسب ويشتم في كل مصر وليس رئيسها فقط، لا نستطيع أن نفعل هذا لأن تركيا بالنسبة لنا قوة كبرى ولها تأثير اقتصادي معنا ولأصدقائها السعوديين تأثير علينا وللأسف، لسنا بقوة تونس التي لم تحسب لها كثير وقررت أن تضرب على الحديد وهو ساخن وتلوي ذراع من يسيء لها ولرمز من رموزها وهو رئيسها.
 
يا ليتنا نفعل، ولازالت الفرصة أمامنا لنفعل مع تركيا وقطر ما نفعله مع المصريين الذي يعترضون في أدب مع النظام،فيكون نصيبهم السجن والاعتقال بحجة دعوتهم لقلب نظام الحكم، وفوبيا الخوف من إسقاط الدولة، ولأنهم ضد الدولة وكأن الدولة المصرية ضعيفة لا تستطع مواجهة حتى فردولا دولة كبيرة لا لشيء إلا لأنها قوية أو تستند على دول أخرى قوية.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع وأهم من الجميع.